بددت الأنباء السيئة عن الاقتصاد فى منطقة اليورو للولايات المتحدة آمال بريطانيا فى الخروج من دائرة الركود التى تعانى منها خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويعتمد الاقتصاد الإنجليزى بشكل كبير على الصادرات الخارجية خاصة للجيران الأوروبيين وأمريكا الشمالية ومع استمرار تباطؤ الاقتصاد يبدو من الصعب تحقيق طفرة حقيقية فى حجم الصادرات خلال النصف الأول من 2013.
عانت البنوك من تراجع حجم الأعمال فى ديسمبر الماضى، وهو ما قد يزيد من مخاوف انتشار الركود فى عدة قطاعات اقتصادية فى نهاية 2012، مما قد يدفع بريطانيا إلى ركود شديد.
وأظهرت دراسة للاتحاد الصناعى وشركة «برايس ووترهاوس كوبرز» أن البنوك كانت من بين المؤسسات المالية التى عانت انخفاضاً فى حجم الأعمال، كما شهدت البنوك الاستثمارية وشركات التأمين انخفاضاً فى الأعمال فى الشهر الأخير من العام الماضى، بالإضافة إلى هبوط الناتج الاقتصادى بسبب تراجع التصنيع والمبيعات فى «هاى ستريت» أشهر الشوارع التجارية فى بريطانيا وعانى أيضاً قطاع الخدمات.
ولم يسجل أى قطاع تحسناً سوى الإنشاءات فى الأشهر الأخيرة، ربما بسبب الإنشاءات التجارية فى لندن.
وقالت شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» ـ حسبما ورد فى تقرير لصحيفة «الجارديان» إن فقدان قطاع الخدمات المالية لعشرات الآلاف من الوظائف فى السنوات الأخيرة قد يؤدى إلى نقص العمالة فى 2013، وهو ما قد يحد من إمكانية الاستثمار والنمو.
ومن بين الـ 94 شركة أجريت عليها للدراسة، قال 25% منها إن أحجام الأعمال ارتفعت، بينما انخفض منها 30%.
وتجرى الدراسة كل 3 أشهر، وكانت نتائجها سلبية فى آخر 6 أشهر من 2012، مما يشير على تبدد الآمال بالعودة إلى النمو.
ومن المفترض أن يعلن المكتب الوطنى للاحصاءات يوم الجمعة المقبل عن أداء الاقتصاد البريطانى فى الربع الأخير من 2012. وانكماش الاقتصاد فى الربع الأخير لن يحدد دخول الاقتصاد البريطانى فى ثالث ركود خلال أربع سنوات، خاصة أن ذلك يتطلب تراجع الناتج لربعين متتالين قبل أن تعلن الخزانة عن وصول الاقتصاد، لهذا الوضع الحرج، ولكن تراجعه سوف يمثل ضربة لجورج أوسبورن، رئيس الوزراء الذى يشعر بالقلق من ألا تؤتى خطته الاقتصادية الثمار.
وبدد الركود فى معظم أجزاء منطقة اليورو وعدم اليقين فى واشنطن، فيما يتعلق بمطالب الجمهوريين بمزيد من التقشف آمال حسن الصادرات البريطانية، كما أن الارتباك الذى تسبب فيه الطقس السيئ مؤخراً قد يعوق أى انتعاش فى الربع الأول من 2013.