قال البنك المركزى الأوروبى إن البنوك عبر أوروبا تعهدت بالسداد المبكر لأكثر من ربع قيمة أول حزمة من القروض الرخيصة التى تلقتها من المركزى أثناء أزمة الديون ما يعد إشارة إيجابية على التحسن التدريجى فى النظام المالى فى منطقة اليورو.
وقد بدأ البنك المركزى الأوروبى فى تقديم تلك القروض الرخيصة لأجل ثلاث سنوات للبنوك فى ديسمبر 2011، والتى تعرف بعمليات التمويل طويلة المدى أو «ليترو»، وامتُدحت هذه الخطوة باعتبارها ضرورية لاستعادة الثقة فى النظام المالى فى منطقة اليورو، وبلغت قيمة هذه القروض تريليون يورو قدمت لـ 800 بنك.
كان تاريخ دفعة السداد الأولى المبكرة المحتملة فى 30 من الشهر الماضى عن الأموال المقترضة فى أول جولة من عملية ليترو، وقال المركزى الأوروبى إن 278 بنكاً مطالبين بسداد 137 مليار يورو فى هذا التاريخ، ولكنه لم يذكر البنوك التى دفعت بالفعل ولا موطنها.
قال أحد المصرفيين مفسراً سبب انتهاز الكثير من البنوك فرصة السداد: إن التوترات فى السوق خفت حدتها كثيراً، وبالتالى لا توجد حاجة ملحة للاحتياط.
صرح هو فان ستيفينز، محلل فى مورجان ستانلى لجريدة «الفاينانشيال تايمز» إن سداد قروض البنك المركزى مبكراً يعد إشارة قوية على إعادة تأهيل الكثير من البنوك الأوروبية.
رغم ذلك، تهدد تلك الدفعات بتعرية الانقسام المالى عبر منطقة اليورو مرة أخرى نظراً لتمتع البنوك والشركات فى دول الشمال غير المتضررة بشكل مباشر من الأزمة بالتمويل الرخيص وسهولة الحصول على سيولة، بينما دول الجنوب المتضررة بشكل مباشر مازالت تعانى.
وكشفت البنوك عن بعض المعلومات بشأن استراتيجيات السداد الخاصة بهم.
وقد أشار بعض المحلليين إلى ان بعض البنوك فى جنوب أوروبا سوف يضطر لدفع مبالغ رمزية من أموال الـ «ليترو» لكى يتجنب ظهوره ضعيفاً مقارنة بمنافسيه من الشمال.
قال دارا كوين، محلل مصرفى إسبانى فى «نوميورا» إن بعض البنوك سوف يحاول الظهور بمظهر جيد من خلال تسديد ولو جزء ضئيل من الأموال مبكراً حتى يعكس تحسن وضع السيولة لديه مقارنة بالعام الماضى.
كما قال مصرفيون كبار إن فرصة السداد المبكر تعرض سمعة البنوك التى قد لا تستغلها للخطر ما يزيد الضغوط على البنوك التى مازالت فى حاجة إلى التمويل الرخيص على الأقل حتى تواريخ استحقاق قروض المركزى.
ففى إسبانى، على سبيل المثال تعهدت أربعة بنوك من بينها بى بى فى إيه بسداد بعض ما اقترضته من المركزى، بينما قال بينك إنتيسا ساوباولو الإيطالى الذى يعد أكبر مقترض منفرد من أموال الـ «ليترو» بقيمة 36 مليار يورو إنه لن يبدأ بالدفع مبكراً.
قال بنكا بى إن بى باريبا ودويتشه إنهما سوف يبدآن فى تسديد الأموال ولكنهما يخططان أيضاً لاحتجاز بعضها كسياسة تأمينية ضد تجدد أى توترات بين البنوك.
قال بنك كوميرز الألمانى الذى اقترض 10 مليارات يورو فى أول جولة ليترو إنه يعتزم سداد الأموال خلال الربع الأول من هذا العام ولكنه لم يؤكد إذا كان سيدفع فى 30 من يناير الجارى أم لا، كما يخطط سوسيتيه جنرال لخطوة مماثلة.
أعلنت المجموعة المالية البلجيكية كى بى سى يوم الجمعة الماضى انها سوف تسدد 8.3 مليار يورو فى الربع الأول من 2013.
إعداد: رحمة عبد العزيز