سجلت أسواق السلع الأساسية أسوأ أداء لها فى العام الماضى بسبب تراجع معظم الاقتصادات الكبرى حيث شهدت الصين أدنى معدل نمو لها بينما انكمش الاقتصاد الأمريكى فى الربع الأخير.
وكشفت البيانات الأخيرة عن تأثر صناديق التحوط التى تستثمر فى السلع حيث فقدت 20% تقريبا من أصولها العام الماضى بعدما سحب زبائنها مبالغ ضخمة منها مع معاناة القطاع من أسوأ اداء سنوى فى أكثر من عقد.
وخسر صندوق التحوط المستثمر فى السلع العادى 3.7% فى 2012 فيما يعد أكبر خسارة منذ أكثر من عشر سنوات وأسوأ بكثير من تلك فى عام 2011 عند 1.4%.
وقال فابيو كورتيس، مدير صندوق السلع فى «أوكلى كابيتال» ان العام الماضى كان عاما صعبا على السلع، وكان الاقبال عليها سلبيا للغاية.
وفر المستثمرون من هذا القطاع بعد تسجيل أكبر صناديق التحوط المستثمرة فى السلع والتى تبلغ قيمة أصولها مليارات الدولارات خسائر للعام الثانى على التوالي، ومن بين تلك الصناديق “بلينام” و”كلايف كابيتال”.
كما شهد العام الماضى أيضا اغلاق العديد من صناديق التحوط البارزة مثل “بلو جولد” المستثمر فى البترول الخام، و”سينتاوروس” فى الغاز الطبيعي، و”فورتريس” الذى يعمل فى جميع المواد الخام مما أسهم فى تخفيض الأصول تحت الإدارة فى القطاع.
وقال المستثمرون ومديرو الصناديق ان المبالغ المسحوبة من القطاع هى الأكبر منذ أن أصبحت صناديق التحوط المستثمرة فى السلع مشهورة أوائل هذه الألفية، وأضافوا انه رغم سحبهم، حوالى 5 مليارات دولار، فإنهم ضخوها فى العديد من تلك الصناديق الجديدة الأصغر حجما.
وصرح أوزفالدو كانافوشيو، باحث فى السلع فى “مان جروب”، لجريدة الفاينانشيال بأن ما يشهده السوق الآن هو اعادة توزيع رأس المال داخل سوق السلع.
وأضاف أن بعض الصناديق شهد تدفقات خارجة كبيرة بينما تمتعت أخرى بتدفقات داخلة أيضا.
وقال المستثمرون ان صندوق “بلينام”، اكبر صندوق تحوط يستثمر فى السلع، خسر حوالى 5% العام الماضي، وهبطت أصوله من 5 مليارات دولار إلى حوالى 3.5 مليار دولار.
أما صندوق “كلايف كابيتال”، ثانى أكبر صندوق ففقد أكثر من 9% من أصوله العام الماضى وانخفضت أصوله تحت الإدارة لأقل من 2 مليار دولار بعدما كانت قيمتها 5 مليارات دولار.
ومع ذلك، لم يكن أداء جميع صناديق السلع سيئا، فقد حقق صندوق “بلاك ريفر”، الذى يستثمر فى سلع قطاعى الزراعة والطاقة وتبلغ أصوله 600 مليون دولار، مكاسب بنسبة 8.8% العام الماضي.
كما كسب كل من صندوق “ريد كايت” المستثمر فى المعادن، وصندوق “ديكين كوموديتيز” فى السلع الزراعية أكثر من 10% خلال العام الماضي.
ويرجع البعض تراجع أداء تلك الصناديق إلى ضخ البنوك المركزية حول العالم سيولة فى الأسواق المالية، ما أدى إلى تخفيف حدة اضطرابات أسواق السلع لأدنى مستوياتها منذ سنوات طويلة وهذا أضر بصناديق التحوط التى تجنى أرباحها من المضاربات الكبيرة فى سوق السلع اعتماداً على تقلبات الأسعار.
ولم تكن صناديق التحوط المستثمرة فى السلع الوحيدة ذات الأداء السيئ، حيث عانت البنوك أيضا الخسارة، وأعلن بنك “مورجان ستانلي” أسوأ أداء ربعى فى السلع الشهر الماضى منذ اكثر من عقد، بينما قللت البنوك الأخرى من نشاطاتها فى قطاع السلع.
إعداد: رحمة عبد العزيز