قالت ايران يوم الاربعاء انها بدأت في تركيب جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم وهو اعلان من المرجح ان يغضب الغرب ويعقد جهود حل نزاع مستمر منذ عقد بشأن برنامجها النووي.
جاء هذا الاعلان في اليوم الذي بدأت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة محادثات في طهران في محاولة لاعطاء دفعة لتحقيق متعثر منذ فترة طويلة في الابعاد العسكرية لبرنامجها المثير للجدل.
وأبلغت ايران بالفعل الوكالة الدولية بأنها تزمع نقل الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي (آي.آر-2 إم) الى منشأة التخصيب الرئيسية قرب بلدة نطنز – وهي خطوة يمكن ان تسرع بدرجة كبيرة من تجميع المادة التي يخشى الغرب من استخدامها في صنع سلاح نووي.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن فريدون عباسي دواني رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قوله يوم الأربعاء “اعتبارا من الشهر الماضي بدأ تركيب جيل جديد من هذه الأجهزة في مجمع الشهيد أحمدي روشن” في اشارة الى نطنز.
وأضاف “أنتجنا الاجهزة وفقا للخطة ونقوم الان بتركيبها بشكل تدريجي … لاستكمال الاختبارات الخاصة بالجيل الجديد.” وقال دبلوماسي معتمد لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا والتي تراقب بانتظام المواقع النووية الايرانية بما فيها الموقع الذي يوجد في نطنز انه دهش للاعلان الايراني.
وقال المبعوث “ما كنت أفهمه حتى (بيان عباسي دواني) هو انهم لم يبدأوا التركيب.” ويمكن استخدام اليورانيوم المخصب كوقود لمحطات توليد الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية واذا تمت تنقيته الى درجة أعلى ينتج المادة اللازمة لصنع قنابل والتي يشتبه الغرب في انها الهدف الحقيقي لطهران وهو ما تنفيه ايران بشدة.
واذا تم تركيبها بنجاح فان أجهزة الطرد المركزي الجديدة يمكنها تنقية اليورانيوم بسرعة أكبر عدة مرات من الجيل الذي تستخدمه ايران الان. ولم يتضح عدد أجهزة الطرد المركزي الجديدة التي تستهدف ايران تركيبها في منشأة نطنز المصممة لاستيعاب عشرات الالاف من الاجهزة والتي أشارت مذكرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للدول الاعضاء الى انها يمكن ان تستوعب ما يصل الى ثلاثة الاف جهاز أو نحو ذلك.
ونقلت وكالة فارس للانباء عن عباسي دواني قوله أيضا يوم الأربعاء ان الجيل الجديد من أجهزة الطرد المركزي هو تحديدا لتخصيب اليورانيوم الى نسبة نقاء أدنى من خمسة في المئة لا الى درجة 20 في المئة التي تثير قلق الغرب.
وتقوم ايران بتخصيب بعض اليورانيوم الى درجة تركيز 20 في المئة من المادة الانشطارية التي تقل خطوة عن الدرجة المستخدمة في صنع اسلحة وهذا هو المخزون الذي دفع اسرائيل والولايات المتحدة الى التحذير من انهما سيفعلان كل ما هو ضروري لمنع ايران من صنع قنبلة.
وقال مارك هيبز من مركز كارنيجي للابحاث ان الاعلان عن أجهزة الطرد المركزي الجديدة “يمكن فهمه على انه محاولة تسبق أي مفاوضات من جانب ايران لجمع أكبر عدد يمكنها جمعه من اوراق المساومات.”
وأضاف “هذا لا يعني بالضرورة أنهم يغلقون الباب. انه يعني انهم يضعون أكبر عدد ممكن من الاوراق على الطاولة.” وقالت وزارة الخارجية الايرانية يوم الثلاثاء ان ايران مستعدة للتوصل الى “اتفاقية شاملة” مع الوكالة الدولية اذا تم الاعتراف بحقوقها النووية وان هذه الاتفاقية يمكن ان تشمل زيارة موقع بارشين.
لكن عباسي دواني قلل من شأن هذا الامر يوم الاربعاء. وقال لوكالة انباء فارس “في الوقت الراهن لا يوجد حديث بشأن زيارة بارشين أو أي موقع آخر وتوجد مفاوضات فقط الى ان نتوصل الى نتيجة منطقية.” وأكدت ايران يوم الثلاثاء تقريرا لرويترز بأنها بدأت تحويل كمية صغيرة من اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 20 في المئة الى وقود مفاعل نووي وهي خطوة اذا تم التوسع فيها يمكن ان تؤدي الى إبطاء نمو مخزونها.
لكن عباسي دواني قال يوم الأربعاء ان التحويل لا يجري لتغذية مفاعل الابحاث في طهران. ونقلت وكالة انباء فارس عنه قوله “هذا لا يهدف الى الحد من مخزونات اليورانيوم بدرجة نقاء 20 في المئة ولن يكون.”
رويترز