تجاهلت البنوك الإسلامية ماراثون رفع الفائدة والصراع على العملاء الذى تخوضه حاليا البنوك التقليدية، واكتفت بالأسعار المعلنة لديها دون تحريك على اوعيتها الادخارية الرئيسية. وتحدد البنوك الإسلامية العائد على مدخرات عملائها من خلال الدراسات والأرباح التى تحققها المشروعات التى تمولها او تقوم بها من الناحية النظرية على الأقل.
إلا أنها كانت حريصة فى معظم الأحيان على أن تتناسب توزيعاتها من الأرباح على مودعيها مع مستوى الفائدة التقليدية فى السوق.
ويضع عنصر المنافسة بين البنوك المتوافقة مع أحكام الشريعة والبنوك التقليدية فى موقف لاتُحسد عليه، حيث إن الوضع الراهن وحالة الركود التى يعانى منها اغلب القطاعات والمشروعات لا يمكنان البنوك من تحقيق عوائد مرتفعة لعملائها.
قال علاء بندق، رئيس قطاع المعاملات الإسلامية فى بنك الشركة المصرفية، إن البنوك الإسلامية تحرص على تحقيق عوائد متقاربة مع عوائد السوق كى تحافظ على قاعدة عملائها وذلك يكون من خلال تمويل مشروعات مضمونة وتحقق أعلى عائد تسهل على البنوك تحقيق عوائد مرتفعة ومتوافقة مع السوق لعملائها.
أضاف بندق أن عملاء البنوك الإسلامية لا تكون أسعار العائد لديهم هى المحرك الأساسى لجذبهم، ولكن التعامل من خلال قواعد متوافقة مع احكام الشريعة الإسلامية يكون هدفهم الأساسى، مؤكدا أن البنوك الإسلامية تستطيع أن تنافس غيرها من البنوك فى اسعار عوائدها، ولكن فى حدود الارباح التى تحققها والتى بناء عليها تقيس تكلفة الأموال لديها وتجعل هناك توازناً فى التسعير والكلفة.
ومن جانبه، قال رئيس قطاع المعاملات الإسلامية بأحد البنوك العامة أن البنوك الإسلامية تحرص على عدم وجود فجوة تسعير بينها وبين البنوك التقليدية كى تضمن لعملائها ارباحاً متوافقة مع التى تمنحها البنوك التقليدية، ولكن فى حالة عدم تحقيق المشروعات الأرباح المستهدفة لا تتمكن البنوك من دفع عوائد مرتفعة، لافتاً إلى أن البنوك الإسلامية والفروع التابعة تقوم بتحديد أسعار العائد على اوعيتها الادخارية بشكل دورى وفقاً لدراسات الجدوى التى تجريها وتوقعات دخول أى تأثيرات أخرى على المشروع واحتساب المخصصات.
أضاف ان أغلب البنوك تأخذ مخصصات كبيرة فى تلك الأوضاع التى تعانى إرتفاعاً شديداً بالمخاطر، لافتاً إلى أن محافظ المخصصات يتم اقتطاعها من الأرباح، وبالتالى تؤثر على قدرات رفع العائد على الاوعية الادخارية لديها.
قال محفوظ محمد، مسئول ببنك فيصل الإسلامى، إن البنوك الإسلامية دائما تعمل على توظيف سيولتها فى مشروعات وقنوات استثمارية تحقق لها أرباحاً وعوائد متوافقة مع التسعير بالسوق، مشيراً إلى ان البنوك تجنب إحتياطيات من الأرباح فى حالة ارتفاعها على المتوقع لسد العجز فى ظل تراجع أرباح المشروعات فى توقيتات أخرى او عند ارتفاع المخاطر.
أضاف ان الوقت الراهن البنوك الإسلامية تعانى عدداً من الضغوط التى تحول دون قدرتها على مسايرة أسعار السوق التى وصل لها عدد محدود من البنوك، ابرزها دعم محافظ مخصصاتها وثانيا تراجع تدفقات النقد لأغلب المشروعات وبالتالى تراجع هوامش الارباح وارتفاع المخاطر.
أشار أن البنوك التى قامت برفع أسعار العائد اغلبها بنوك عامة ولديها محافظ مكدسة من استثمارات أدوات الدين الحكومى التى تحقق لها توازن فى التكلفة إن لم تكن ربحية، فى حين أن البنوك الإسلامية أغلب توظيفاتها فى المرابحات وتكلفة أموالها مباشرة لا يتم تحميلها على استثمارات أخرى.
وتوقع محمد أن تعود اسعار العائد بالبنوك التى رفعت الفائدة عن قريب كما ان المنافسة بين البنوك هادئة ولا تدعو لقلق البنوك الإسلامية، حيث إن هناك أكثر من 20 بنكا لم تتخذ قراراً برفع أسعار العائد على أوعيتها الادخارية.
خاص البورصة