قال خليل نصرالله المدير التنفيذي لشركة وادي فود المصرية للصناعات الغذائية إن الشركة غير المدرجة تواجه ظروفا صعبة بسبب الاضطرابات في مصر وشح إمدادات السولار وتراجع سعر صرف الجنيه لكنها متفائلة بتحسن الأوضاع في 2013. وفي مقابلة بمكتبه في حي المهندسين بالقاهرة قال نصرالله لرويترز إن وادي فود التي بدأت نشاطها عام 1996 تستهدف زيادة مبيعاتها في الأسواق المحلية والخارجية أكثر من 90 بالمئة هذا العام لتصل إلى 155 مليون جنيه (23.03 مليون دولار).
كما تعتزم وادي فود استثمار سبعة ملايين جنيه في 2013.
وتبلغ إجمالي المساحة التي تزرعها وادي فود في مصر خمسة آلاف فدان معظمها مزروعة بأشجار الزيتون – أكثر من 600 ألف شجرة زيتون – بالاضافة إلى العنب والموالح والرمان وبعض أنواع الخضر. ويذهب معظم إنتاج الشركة من الفاكهة والخضر للتصدير.
ولدى وادي فود ثلاثة مصانع للزيتون المخلل وزيت الزيتون في مصر بتكلفة استثمارية إجمالية قدرها 207 ملايين جنيه.
وقال نصرالله إن شركته تعاني جراء نقص إمدادات السولار التي تحتاجها لتشغيل آلات الري وتسيير الشاحنات التي تنقل منتجاتها للأسواق وموانئ التصدير مما اضطرها للتفكير في بدائل أخرى للوقود من بينها الطاقة الشمسية.
وقال “نجري دراسات لإدخال الكهرباء للمزارع الخاصة بنا وكذلك دراسات طويلة المدى لاستخدام الطاقة الشمسية.”
وقلت كميات السولار في وقت تسعى فيه الحكومة المصرية للحد من الإنفاق على دعم الطاقة بهدف الحصول على قرض قيمته 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي تحتاجه بشدة لكي يتجنب اقتصاد البلاد المتداعي السقوط في الهاوية.
وقال نصرالله “ارتفاع أسعار السولار سيؤدي لارتفاع أسعار المنتجات الغذائية.”
وشرح تأثير نقص السولار على نشاط شركته قائلا “نواجه أزمة فعلية في الحصول على السولار من أجل الري وكذلك لنقل البضائع بالسيارات. خفضنا ري (أشجار الزيتون) من ثلاث مرات أسبوعيا إلى مرة واحدة فقط.”
وتابع قائلا إن مشكلة الري بسبب نقص السولار ستشتد في الصيف حينما يتعين ري أشجار الزيتون أربع أو خمس مرات أسبوعيا.
وأضاف أن وادي فود لم ترفع حتى الآن أسعار منتجاتها للسوق المحلية وأسواق التصدير ولكن إذا رفعت الحكومة سعر السولار وإذا ارتفعت تكلفة الامدادات من أغطية العبوات والكرتون والملح وغيره من مستلزمات الانتاج “فلن يكون أمامنا خيار غير زيادة أسعار المنتجات.”
وتواجه حكومة الرئيس محمد مرسي مشاكل اقتصادية عسيرة وتصطدم بصعوبات في توفير الأمن والاستقرار وفرص العمل والغذاء وجذب السائحين والاستثمارات الأجنبية للبلاد.
ومنذ انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك فقد الجنيه المصري 14 بالمئة من قيمته مع تناقص احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي وتعثر السياحة وتوقف الاستثمار. ويشكل هبوط الجنيه ضغطا كبيرا على ميزانية الحكومة إذ يرفع تكلفة الدعم الحكومي للطاقة والغذاء لأن معظم المشتريات بالدولار.
ووادي فود واحدة من 15 شركة تضمها مجموعة وادي القابضة التي أسسها اللبنانيان فيليب نصرالله وموسى فريجة في مصر عام 1984 وتعمل في مجالات منها تربية الدواجن واستصلاح الأراضي وانتاج العبوات الزجاجية ووحدات التبريد والأعلاف.
ورغم ان انخفاض العملة المحلية يعود عادة بالفائدة على المصدرين إلا أنه في حالة وادي فود “حدثت عملية عكسية” حسبما يقول نصرالله.
ويفسر ذلك قائلا إن المنتجين الصغار أغرقوا أسواق التصدير في المنطقة بانتاجهم من الزيتون المخلل وزيت الزيتون بأسعار أرخص سعيا للاستفادة من ارتفاع الدولار أمام الجنيه.
لكنه أضاف “المنتجون الصغار لن يستطيعوا الاستمرار وأتوقع أنه بحلول شهر ابريل أو مايو سنبدأ نرى تغيرا في اتجاهات التصدير.”
وعلى مستوى السوق المحلية يتوقع نصرالله الاستفادة من تراجع الجنيه “لأن جميع المنتجات المستوردة المنافسة لنا سترتفع أسعارها. ولكننا نحافظ على أسعارنا وبالتالي ستكون لدينا فرص بيعية أكثر.”
وبالاضافة إلى المتاعب الناجمة عن شح السولار وارتفاع الدولار أمام الجنيه تضررت أعمال وادي فود جراء تراجع السياحة والمشاكل الأمنية في مصر منذ انتفاضة 25 يناير.
وأوضح نصرالله أن السياحة والفنادق تمثل 20-25 بالمئة من مبيعات وادي فود.
وتبلغ الحصة السوقية لوادي فود من زيت الزيتون في مصر 15 بالمئة وتسعى لزيادتها إلى 30 بالمئة خلال عام 2013.
وقال نصرالله إن وادي فود لديها خطط طموح لعام 2013 تشمل “الوصول بحجم المبيعات المحلية والخارجية إلى 155 مليون جنيه ارتفاعا من 80مليون جنيه في 2012.”
وتابع “نستهدف هذا العام التسويق أكثر لمنتجاتنا في الامارات والعراق والسعودية والكويت.”
وقال إن مبيعات العام الماضي جاءت أقل من المستهدف وهو 100 مليون جنيه “بسبب التراجع السياحي في نشاط الفنادق وتوقف الموانىء أيضا لبعض الوقت.”
وتشهد مصر منذ انتفاضة يناير 2011 احتجاجات واضرابات عمالية في مختلف القطاعات مما تسبب في تعطل عجلة الانتاج وتوقف العمل في بعض الموانئ لفترات متفاوتة.
وشدد نصرالله على أنه رغم المتاعب الاقتصادية والاضطرابات العمالية لم تستغن وادي فود عن أي عمالة ولكن هدأت وتيرة التوسع في الأيدي العاملة.
وقال بابتسامة واثقة “نحن متفائلون رغم الظروف الصعبة. لازم نستمر ولازم نواصل الاستثمار … الوضع حيتحسن.
البورصة خاص