كانت الولايات المتحدة أكثر اعتمادا علي الشرق الأوسط في وارداتها البترولية العام الماضي، ورغم استقلال قطاع الطاقة الأمريكي المتزايد نتيجة الطفرة التي شهدتها في استخراج البترول والغاز من التربة الصخرية، مازالت المنطقة غير المستقرة سياسيا ذات أهمية كبيرة.
وأثارت زيادة الإنتاج المحلي مناقشات مكثفة بشأن إذا ما كانت الولايات المتحدة ستواصل حماية الممرات البحرية المهمة مثل مضيق هرمز ما إذا كانت الصين التي يتزايد اعتمادها علي بترول الشرق الأوسط سوف تحل محل الولايات المتحدة.
ومع ذلك تشير الاتجاهات الحديثة لاستيراد البترول من الشرق الأوسط إلي سبب احتمالية مواصلة الولايات المتحدة لعب دور أمني حاسم في المنطقة.
ورغم ارتفاع الانتاج المحلي الأمريكي لأعلي مستوي منذ 150 عاما العام الماضي، فمن المنتظر أن تؤكد واشنطن في وقت لاحق أن واردات البترول من الخليج استمرت في الصعود.
وأظهرت أرقام وزارة الطاقة الأمريكية أنه بنهاية نوفمبر الماضي استوردت الولايات المتحدة أكثر من 450 مليون برميل من الخام من السعودية، أي أكثر مما استوردته في أعوام 2009 و2010 و2011.
ولأول مرة منذ 2003، تشكل الواردات السعودية أكثر من 15% من إجمالي الواردات البترولية الأمريكية، أما الخليج ككل فشكل أكثر من 25% وهو أعلي مستوي في تسع سنوات.
كما يشهد مصدرو الخليج الآخرون طلبا امريكيا قويا غير اعتيادي خاصة من الكويت.
وساعدت تقنيات الاستخراج الجديدة وخاصة التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي علي إطلاق سراح الاحتياطيات الهيدروكربونية المحتجزة في الولايات المتحدة والتي كان يعتقد في السابق أنها غير قابلة للاستخراج، مما يزيد التوقعات بانخفاض اعتماد الولايات المتحدة علي بترول الشرق الأوسط.
وأدت هذه التطورات إلي إثارة التساؤلات حول التزام الولايات المتحدة طويل المدي بأمن منطقة الخليج حيث يعمل 20% الأسطول الأمريكي هناك منذ 1995.
وفي مؤتمر لقطاع الطاقة في لندن هذا الشهر، قال كريستوفر رول، خبير اقتصادي في شركة “بي بي” للطاقة، إنه بعد 15 عاما قد يتساءل الرئيس الأمريكي لماذا كان عليه أن يبقي في الشرق الأوسط وهو لا يحتاج منه إلا القليل من البترول كما يمكن أن أحصل عليه من كندا أو المكسيك، خاصة مع زيادة الاضطرابات في الشرق الأوسط.
بينما في مؤتمر آخر أوائل هذا العام، قال كارلوس باسكوال، منسق شئون الطاقة الدولية في وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن سوف تواصل حمايتها لبترول الشرق الأوسط، لأنه عندما يحدث عدم استقرار أو ضعف أمني في أي منطقة من المناطق في العالم، فإن هذا يرفع الأسعار العالمية لهذه السلعة.
ورغم ارتفاع الواردات من الشرق الأسط، فإن إجمالي الطلب الأمريكي علي البترول الخام انخفض منذ 2004 بسبب مزيج من إجراءات الكفاءة وزيادة استخدام الغاز الطبيعي والأزمة المالية.
اعداد: رحمة عبد العزيز