قامت 20 دولة خلال الأعوام القليلة الماضية بحجب موقع عرض مقاطع الفيديو الأشهر عالمياً « يوتيوب » حتى أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها قامت بحظر المنصة فترة من الزمن خلال عام 2007 عندما قامت وزارة الدفاع الأمريكية بمنعه على شبكتها بجميع أنحاء العالم، كذلك فعلت جامعة برنغهام يونغ عندما منعت الوصول إلى اليوتيوب عام 2009 خوفاً من عرض محتوى غير لائق إلا أنه تم تغيير هذه السياسة.
وأزالت إدارة اليوتيوب خطب فيديو للداعية الإسلامى أنور العوالقي، بناء على طلب عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكى خلال عام 2010، وفى عام 2011 طلبت وكالة الإنقاذ المحلية فى الولايات المتحدة الأمريكية بإزالة أكثر من 1400 مقطع فيديو خاص بوقائع تحرش.
وانحصرت فترات حظر الموقع لمعظم البلدان بين 2007 و2008، فيما لجأت غالبية الدول الإسلامية إلى سياسة الحظر خلال 2012 عقب عرض الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقامت أفغانستان بحظر النفاذ على « يوتيوب » خلال سبتمر ردا على الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام لكنها أنهت الحظر فى ديسمبر الماضى وكذلك حجبت أرمينيا « يوتيوب » خلال الانتخابات الرئاسية 2008، وذلك لمنع المعارضة من عرض الفيديوهات، التى تبرز وحشية الشرطة فى التعامل مع المتظاهرين المناهضين للحكومة.
وفى عام 2009 تم حجب « يوتيوب » فى بنجلادش بعد تسجيل لقاء بين رئيس الوزراء وضابط الجيش الذى كشف خلاله رئيس الوزراء كيفية تعامل الحكومة مع تمرد قوات حرس الحدود فى تلك الوقت، كذلك تم حجبه مرة أخرى فى سبتمبر الماضى بعد عرض الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم.
وفى البرازيل رفعت خطيبة لاعب كرة القدم «رونالدو» دعوى قضائية على « يوتيوب » لعرضه صورا خاصة لهما، إلا أن قرار المحكمة صدر بإزالة تلك الصور، وهو ما نفذ فى يناير من عام 2007.
وفى الصين تم حظر النفاذ إلى «اليوتيوب» خلال الفترة من 15 أكتوبر لعام 2007 وحتى مارس من 2008، وتم حجبه مرة أخرى فى مارس من عام 2009 حتى الآن.
وفى أندونيسيا تم حظره خلال أبريل 2008 بناء على طلب وزير الإعلام الاندونيسى محمد نوح، عقب عرض فيديو مثير للجدل السياسى اليمينى الهولندى «خيرت فلدرز».
وفى إيران بعد أن نشر « يوتيوب » مقاطع فيديو غير أخلاقية فى 2007، قامت السلطات الإيرانية بحجم الموقع، إلا أنه عاد للعمل من جديد مع انتخابات الرئاسة الإيرانية عام 2009، ليعاد حجبه مرة أخرى العام الماضى جنبا إلى جنب مع موقع البحث العلمى «جوجل» عقب نشر الفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام.
وفى ليبيا تم حجب « يوتيوب » فى يناير من عام 2010 بعد أن نشر فيديوهات لعدد من المظاهرات فى مدينة بنى غازى من قبل عائلات المعتقلين، الذين قتلوا فى سجن «أبو سليم» عام 1996 لكن تم إلغاء الحظر عام 2011 خلال الثورة الليبية.
وفى المغرب تم منعه خلال 2007 بعد نشره فيديوهات لها علاقة بحركة استقلال الصحراء الغربية.
ومن جانبها أصدرت هيئة الاتصالات الباكستانية قراراً بحجب « يوتيوب » عام 2008 ليتم عرضه مقاطع فيديو غير لائقة بالإسلاميين، إلا أنه عاد للعمل مرة أخرى عام 2010، ويتم حجبه مرة أخرى مع نشوب أزمة عرض الفيلم المسيء للرسول الكريم العام الماضي.
ولم تطلق روسيا العنان لـ« يوتيوب » لغيرها من البلدان الأخري، بل قامت فى 2008 بإزالة عدد من الفيديوهات لديلى شو وجون ستيوارت يسخران فيهما من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وجورجيا التى كانت نشبت بينها وبين روسيا خلال تلك الفترة خلافات ومناوشات محتدمة.
فيما اختلف شكل التعامل السورى مع « يوتيوب » لأن سياسة حظر الموقع كانت سيدة الموقف منذ نشأته حيث عكفت الحكومة على حظر الموقع حتى العام قبل الماضى ليتم تخفيف الفترة قبل أن تقوم حكومة بشار بمنعه من جديد حتى لا يكون متنفساً للمعارضة والجيش السورى الحر.
كتب ـ محمد فوزى ومحمد علاء الدين