قال أشرف لملوم ، نائب رئيس مجلس إدارة شركة «نسما للطيران» والعضو المنتدب إن 50% من شركات الطيران الخاصة المصرية خرجت من السوق منذ إندلاع ثورة 25 يناير.
وأضاف في حوار مع «البورصة» أن ترتيب مصر في بورصات السياحة العالمية هبط بشدة، حيث استقبلت البلاد 9 ملايين سائح فعلي عام 2012.
وأكد أن شركات الطيران الخاصة تخسر شهريا ما بين 500 ألف و1.5 مليون دولار بسبب الظروف الأمنية والأوضاع الاقتصادية المتردية وتراجع الإقبال السياحي علي المقصد المصري.
و أضاف أن شركة نسما للطيران تدفع 8 ملايين دولار سنويا رسوما وضرائب لخزينة الدولة،بينما يدخل نشاط الشركة نحو 58 مليون دولار سنويا كعملة صعبة للبلاد.
وقال لملوم إن شركة نسما للطيران تنقل 250 ألف راكب سنويا منهم 150 ألف سائح و100 ألف راكب عادي.
وأوضح أن أكثر جنسيات السائحين الذين نقلتهم طائرات الشركة في الشهور الثلاث الأخيرة هي بولندا وفرنسا وأستونيا وصربيا.
و أشار إلي أنه كان يتم تسيير 12 رحلة أسبوعيا من فرنسا، إلا أن الاضطرابات الأخيرة وأحداث العنف أدت إلي تقليص عدد الرحلات إلي ثلاث فقط أسبوعيا.
وأضاف أن معدل الإشغال علي طائرات الشركة ينخفض بشكل شهري ويتم إلغاء حوالي 10% من الحجوزات.
وفي سياق آخر، قال أشرف لملوم إن تراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار سبب تأثرا سلبيا وعميقا وزاد من الأعباء المالية علي قطاع الطيران المصري، سواء العام أوالخاص.
وكشف أن إيرادات الشركة انخفضت بنسبة 15% نتيجة هبوط الجنيه أمام الدولار، ورغم ذلك تعد «نسما» للطيران من أقل الشركات تأثرا بفروق العملة، نظرا لأن ايراداتها تتوزع بواقع 60% دولارية مقابل 40% بالعملة المحلية.
يأتي تأثر شركات الطيران في مصر بهبوط قيمة الجنيه نظرا لأن معظم إيراداتها بالجنيه بينما جميع التكاليف من وقود ورسوم وضرائب تسدد بالدولار.
و قال إن وزارة الطيران لا تدعم الشركات بشكل كافي لمواجهة أزمات انخفاض التشغيل وارتفاع فروق العملة وزيادة أسعار وقود الطائرات.
وأضاف: «تكلفة الوقود تمثل العبء الأكبر علي شركات الطيران ويمثل 35% من تكلفة التشغيل».
و أشار إلي ان الشركة تشتري الوقود من شركة بريتيش بتروليوم الانجليزية التي تحصل عليه من شركة «مصر للبترول» والتي تعد المصدر الوحيد لوقود الطائرات في مصر.
وانتقد لملوم ما اعتبره تعنتاً من جانب وزارة الطيران المدني في الكثير من الأمور مع الشركات ما أدي إلي تفاقم الأزمة المالية التي تمر بها الشركات، ودفع الشركات لتأسيس اتحاد للدفاع عن مصالحها.
وكشف لملوم أنه تم تأسيس اتحاد للشركات الخاصة المشغلة للطيران في مصر، للدفاع عن مصالح هذا القطاع أمام الجهات الحكومية المعنية، وطرح وجهة نظر القطاع الخاص في حلول الأزمات المتلاحقة في القطاع والأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الجميع.
أضاف أنه تم تشكيل مجلس الإدارة والجمعية العمومية للاتحاد ومازال العمل جاريا لوضع اللوائح اللازمة والتشريعات الخاصة بتنظيم العمل داخل الإتحاد.
أوضح أن شركات الطيران الممثلة في ذلك الاتحاد هي نسما والنيل والمصرية وايه أم سي واير ممفيس.
وشدد علي ضرورة تفعيل القرار الوزاري الذي أصدره إبراهيم مناع وزير الطيران الاسبق الذي كان ينص علي إعفاء شركات الطيران الخاص من 50% من رسوم الهبوط والإقلاع والإيواء.
وطالب رئيس شركة نسما للطيران الوزارة بدعم الشركات الخاصة بحيث يتم إعفاء الشركات من الضرائب الباهظة، وأن تدعم الوقود أو يتم تحويل عملة شرائه إلي الجنيه بدلا من الدولار أو عن طريق دعم رسوم العبور والهبوط ودعم المقاعد الخالية علي الطائرات.
وأفاد أنه تم تقديم هذه الطلبات إلي وزارة الطيران وتم الاجتماع من قبل مع العديد من القيادات دون أي جدوي.
وأضاف ان الوزارة أعفت شركات الطيران الخاص من 50% من الرسوم بمطارات الأقصر وأسوان وأبو سمبل بينما لم يتم تعميم هذا القرار في مطارات شرم الشيخ والغردقة، خاصة أن السائحين يتوافدون علي مدن شرم الشيخ والغردقة أكثر من الأقصر وأسوان، مما يفرغ قرار الدعم من مضمونه لانخفاض عدد الرحلات الجوية إلي المدن الجنوبية.
وعن أسطول شركة نسما للطيران أفاد لملوم بأن الشركة لديها ثلاث طائرات «إيرباص» 320 وجميعها بنظام التأجير التشغيلي، وتمت إضافة الطائرة الثالثة في شهر سبتمبر الماضي، إلا أن الظروف الحالية لا تساعد شركات الطيران علي تزويد أسطولها من الطائرات في ظل انخفاض معدلات التشغيل.
أضاف لملوم أنه كان من المخطط إضافة طائرات أخري لأسطول الشركة إلا أن هذه الخطوة مرهونة باستقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد.
وأوضح أن الشركة لديها شهادات دولية من جهات معتمدة في الجودة والسلامة والكفاءة.
و أشار إلي أن نسما للطيران تتعامل في جانب صيانة الطائرات مع لوفتهانز الألمانية ومصر للطيران وايرفرانس، مما يساعد علي زيادة معدلات الأمان علي طائرات الشركة.
وأشار إلي أن الطائرة الأولي التابعة للشركة من إنتاج عام 2002 أما الثانية فهي من إنتاج 2006، وهي أعمار حديثة حيث يتراوح باقي أعمار الطائرات في الشركات الأخري بين 15 و20 عاماً.
ووصف لملوم العلاقة بين شركة نسما ومصر للطيران بأنها علاقة تكاملية وليست تنافسية حيث تعمل شركة «نسما» علي النقاط التي لا تصل إليها مصر للطيران، كما أنها متعاقدة مع مصر للطيران لاجراء الصيانة، كما أنه توجد عقود لتقديم الخدمات الأرضية للشركة، بالإضافة إلي إمداد شركة نسما بالوجبات علي الطائرات «Catering» للدول التي تصل إليها مصر للطيران.
وكشف لملوم عن فتح خطوط جديدة لشركة «نسما» في ألمانيا وسويسرا مع بداية مايو القادم إلي مطارات شرم الشيخ والغردقة بواقع رحلتين أسبوعيا لكل نقطة.
وأضاف أنه تم افتتاح مطار «حائل» بالسعودية لتعد «نسما» الشركة الوحيدة التي تنتقل عبر ذلك المطار ويتم تسيير رحلتين أسبوعيا إلي مطار القاهرة الدولي.
وأشار إلي نية الشركة فتح خط جديد بين مطار أسيوط ومطارات جدة والرياض وأبها وسيتم تسيير رحلتين أسبوعيا لكل نقطة، وتوقع أن يتسم التشغيل علي هذه الخطوط بالنشاط والفاعلية.
وأكد أن الطائرات التي تعمل علي الخطوط بين مصر والسعودية تبلغ معدلات الاشغال بها 60% مقارنة بـ 70% في الأوقات الطبيعية.
يبلغ رأس المال المصرح به لشركة نسما للطيران 50 مليون دولار والمدفوع 9 ملايين دولار، ويتوزع هيكل ملكيتها بين 60% لمستثمرين مصريين و40% لمستثمرين سعوديين.
حوار ـ أحمد سعد