أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن مصر دولة محورية في العالم العربي، وقال الملك عبد الله الثاني في مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية وزعها الديوان الملكي الهاشمي، اليوم الأربعاء، حول العلاقات الأردنية المصرية” أعتقد أن الحكومة المصرية تدرك جيدًا أهمية صداقتنا الوثيقة والحفاظ على التنسيق المباشر بيننا..وأن الأردن ينظر إلى مصر الدولة وليس إلى أي حزب سياسي”.
وأضاف أن مصر دولة محورية في العالم العربي.. وتمر بفترة صعبة في الوقت الحالي.. فالديمقراطية ليست سهلة، بل هي مسيرة.. وتستطيع مصر أن تعتمد على الأردن لتقديم أي شكل من الدعم الذي تحتاج إليه”.
وحول الأزمة السورية وتداعياتها على الأردن، قال العاهل الأردني إن التكاليف المباشرة لاستضافة اللاجئين السوريين تبلغ 550 مليون دولار أمريكي سنويًا بالمستويات الحالية لعدد اللاجئين والذي من المتوقع أن يتضاعف تقريبًا خلال الشهور الستة إلى الثمانية القادمة.
ولفت إلى أن إمكانية تحول سوريا إلى التطرف، إلى جانب الجمود في عملية السلام، يمكن أن يشعل المنطقة بأسرها، وهناك سيناريو آخر في غاية الخطورة وهو تفكك سوريا بصورة تؤدي إلى صراعات طائفية في جميع أنحاء المنطقة، تستمر لأجيال قادمة، مشيرا إلى أن هناك أيضا خطرا كبيرا بأن تتحول سوريا إلى قاعدة إقليمية للجماعات المتطرفة والإرهابية، “ونحن نشهد بالفعل وجوداً لهذه الجماعات في بعض المناطق”.
وقال إن الأردن يعمل ضمن الإجماع العربي والدولي والشرعية الدولية.. وأنا ضد إرسال قوات أردنية داخل سوريا بالمطلق.. وهذه هي سياسة الأردن منذ البداية.. وأنا أيضا ضد أي تدخل عسكري أجنبي في سوريا”.
وفي معرض رده على سؤال حول مستقبل سوريا، وفيما إذا كان بشار الأسد سينجو من الحرب الأهلية، قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني “أعتقد أننا تجاوزنا هذه النقطة، فقد تم إراقة الكثير من الدماء، وهناك الكثير من الدمار.. ولكن في نهاية المطاف هذا شيء يقرره الشعب السوري”، مضيفا: السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت سوريا سوف تغرق في الفوضى أم ستكون هناك مرحلة انتقالية، وما هو شكلها؟”.
وحول عملية السلام، قال الملك عبد الله الثاني “أرى أن هناك فرصة سانحة لاستئناف المفاوضات على أساس حل الدولتين، وهو الحل الذي يمثل الصيغة الوحيدة المقبولة.. وهناك عدة عوامل تضافرت لتوفير هذه الفرصة، أولها وجود رئيس للولايات المتحدة لفترة رئاسية ثانية، والعامل الثاني هو التصويت التاريخي للأمم المتحدة برفع صفة تمثيل فلسطين فيها، ما يدل على وجود إرادة دولية متجددة.
كما أن الربيع العربي يزيد من أهمية الاستعجال في استئناف عملية السلام، فالربيع العربي هو أولا وقبل كل شيء صرخة من أجل العدالة والكرامة والحرية، وهي مطالب لا تتحقق إلا من خلال السلام العادل والحقيقي”.
وأضاف “مبادرة السلام العربية لا تزال مطروحة على الطاولة، بعد 11 عاما، وهو عامل آخر يسهم في إتاحة الفرصة، وأدعو الحكومة الإسرائيلية الجديدة أن تغتنم هذه الفرصة التي تمثل نافذة آخذة بالانغلاق بسرعة، ولذا علينا الإسراع في التحرك وبشكل حاسم من أجل سلام عادل ودائم”.
وفي الشأن الداخلي، أكد الملك عبدالله الثاني أن الملكية تحافظ على دورها في الأردن بوصفها رمز الوحدة الوطنية، والصوت الذي يعبر عن جميع الأردنيين، ويدافع عن القيم الأساسية لهويتنا الوطنية”.
ولفت إلى أن الهدف الرئيسي للملكية يتمثل في حماية ازدهار الوطن واستقراره وأمنه ووحدته، والعمل من أجل الأردنيين، حتى يتمكنوا من تحقيق تطلعاتهم”. وقال الملك عبد الله الثاني “إننا كتب فصلا جديدا في تاريخنا، وأنا لا أكتبه لوحدي، بل يشاركني في كتابته الشعب، وممثلوه، والقوى السياسية، والمجتمع المدني”.
وأوضح”أن لدينا اليوم خارطة طريق إصلاحية ذات مسار واضح، تقوم على إنجاز محطات رئيسية، وتوافر مقومات ضرورية…ويتعلق جزء من هذا المسار بضرورة الاستمرار في تطوير نظامنا الانتخابي من خلال مؤسساتنا الدستورية، بحيث يصبح أكثر تمثيلا، ويحافظ على التعددية، ويوفر تكافؤ الفرص بين الأحزاب، ويسهم في تشكيل الحكومات البرلمانية على أساس حزبي”.
وفي سياق آخر، أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن اعتقاده بأن انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصفه بـ”الاستبدادي”، بات مسألة وقت ليس إلا.
وأضاف العاهل الأردني – في تصريحات لإحدى وسائل الإعلام الأمريكية ونقلتها شبكة “إيه بي سي نيوز” الأمريكية – أن بشار الأسد تخطى تلك المرحلة التي كان يمكن عندها الإصلاح وإعادة التأهيل.
وعلى صعيد ذي صلة، أعرب عبد الله الثاني عن قلقه من ظهور ما وصفه بـ”دولة جهادية” على حدود بلاده مع سوريا، مؤكدًا وجود “إسلاميين متشددين” يسعون لإيجاد موطئ قدم لهم في سوريا، وعن جولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في منطقة الشرق الأوسط التي تشمل كل من إسرائيل والضفة الغربية والأردن، قال العاهل الأردني إن زيارة أوباما تفتح نافذة لإمكانية استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين