أدت العائدات الهائلة للبترول الذي يحلق بالقرب من مستوي الـ100 دولار لسنوات فضلاً عن الإنتاج الهائل من الغاز الطبيعي الذي زاد الطلب عليه عالمياً إلي اندلاع منافسة شرسة بين دول الخليج لبسط سيطرتها اقتصاديا علي منطقة الخليج.
وتركز هذا الصراع في العقدين الأخيرين بين الإمارات والسعودية، لكن شكل المنافسة تغير مع دخول قطر حلبة المنافسة حيث حاولت اضفاء صبغة سياسية لقدراتها الاقتصادية المتنامية حيث شهدت تطوراً كبيراً في خطط تحويل عائدات البترول والغاز إلي اصول مستدامة ليس داخل أراضيها محدودة المساحة لكنها حرصت علي توسيع رقعة الاستثمار في الشرق الأوسط وآسيا بجانب الغرب.
يقود الطموح القطري الأمير حمد بن خليفة آل ثان بينما الخطوات العملية موكلة إلي رئيس الوزراء حمد بن جاسم بن جير آل ثان بينما يتنامي تدريجيا دور ولي العهد تميم بن حمد آل ثان كجزء من استعداده لتولي العرش.
ونجحت قطر في تنفيذ عمليات كبري لصيد فرص الاستثمار الخارجي عبر شركة قطر القابضة الذراع الاستثمارية لصندوق الثروة السيادية المملوك لهيئة الاستثمار القطرية التي تملك قاعدة من الاصول تبلغ قيمتها 100 مليار دولار منذ تأسيسها في 2005. وتشير صحيفة فاينانشيال تايمز إلي أن هيئة الاستثمار القطرية تعتبر هي الذراع الاقتصادية لتمويل الطموح السياسي لقطر عبر سياسات خارجية تخدم توجهات الدولة في زعامة المنطقة حيث تقوم بانشاء مشروعات شراكة اقتصادية في كل مكان بداية من ليبيا حيث كان لها دورا بارز في الاطاحة بنظام معمر القذافي إلي اندونيسيا اكبر دول العالم الاسلامي.
ولفتت صحيفة فاينانشيال تايمز إلي تصريح سابق لاحمد السيد الرئيس التنفيذي لشركة قطر القابضة حيث أكد أن الاولوية عند اختيار وجهة الاستثمار البحث عن العائد منه وبشكل عام فإن الشركة تسعي للاستثمار لصالح الاجيال المقبلة في إشارة إلي مخاوف نفاد احتياطي البترول والغاز، لكنه أوضح أن المكاسب السياسية التي تأتي من وراء هذه الاستثمارات مسألة جيدة ولا يوجد مانع لدي الدولة من تحقيق فائدة مزدوجة.
ويري ديفيد روبرتس الخبير في معهد رويال يونايتد سيرفيس أن هيئة الاستثمار القطرية لديها استراتيجية كاملة تقوم علي تخطيط أساسي شامل يتسم بالدهاء وهي الاستثمار بكثافة إذا كنت تريد السيطرة، والاستثمار اذا كانت هناك فرصة لكسب صفقة، والاستثمار ما اذا كان يمكن تحقيق استفادة سياسية، والاستثمار في الصناعات ذات الأهمية البالغة، وتوسيع نطاق الاستثمار في مختلف القطاعات والمناطق.
اعداد – ربيع البنا