بقلم: توماس فريدمان
شهد الأسبوع الماضي أحداثاً فريدة في قطر «اشتباكات عنيفة في مباراة كرة قدم محلية» رغم أننا لا يمكن أن نعرف لسنوات وربما لعقود ماذا تعني، لكن من المستحيل ألا نعذب أنفسنا في نظر مدي احتمالية أن تغير هذه الأحداث مسار تاريخ دولة قطر.
مع ذلك فإن المهم أن نركز علي ما تمثله هذه الاحداث بالنسبة للمواطنين القطريين انفسهم. ويبدو أن وسائل الاعلام غارقة في تشريح المستويات الكلية للأحداث لتوجيه الانظار إلي تأثيراتها المهمة علي الحياة اليومية وفقط.
وبالنظر إلي الاضطرابات الحالية في المنطقة فإنه من المهم أن نتذكر ثلاثة أشياء أولها أن الشعب لا يتصرف مثل برامج الكمبيوتر الآلية ولذلك فإن محاولة معاملته بهذه الطريقة تعتبر إضاعة للوقت فبرامج الكمبيوتر لا يمكنها أن تنشئ فجأة سوقاً سوداء لأجهزة تشغيل الاسطوانات الغربية وثانيا أن قطر أهدرت عقوداً في صراعات أهلية وعرقية مزقت البلاد ولذلك فإن التفكير في السلام والاستقرار سيبدو وكأنه فكراً أجنبياً وغريباً، وثالثاً تعتبر الرأسمالية فكرة غير عادية وقوية فإذا كانت الحرب العرقية هي طاولة الكي التي مهدت الطريق لحكامها فإن الرأسمالية ستكون جهاز التنبيه لقطر.
عندما زرت قطر الصيف الماضي اندهشت بتنوع مائدة الطعام المحلية وهذا اخبرني بشيئين أولا أن المواطنين لا ينقصهم رأسمال بشري وأن ذلك بداية جيدة للنمو من خلاله، ثانيا أن الشعب في قطر مثله مثل باقي شعوب الأرض التي تعيش عليها.
ولذلك ما الذي يمكن فعله حيال هذه الفوضي؟ واعتقد من الاسهل ان نبدأ بما يمكن ألا نفعله. فمثلا لا يجب علينا ألا نطلق بعض صواريخ كروز بعيدة المدي ثم نأمل في أن بعض الانفجارات ستوقظ حكام قطر ليعطوا مزيدا من الانتباه (لمواطنيهم). وبخلاف ذلك فإننا نحتاج إلي أن نكون حذرين عند تغذية بذور أفكار الديمقراطية هناك.
لدينا فرصة في قطر لكنني اشعر بالقلق من أن الطريق إلي الاستقرار فقير للغاية وهو ما يؤكد أن قطر عليها أن تتحرك ببطئ شديد جدا في هذا الاتجاه، وبالطبع فإن الدوحة تشعر بأنها جزء من هذا التحرك.
واثناء حديثي إلي سيدة من الجالية الكاثوليكية الكبيرة في قطر سألتها ما الرسالة التي تحبي ان أحملها لدي عودتي للولايات المتحدة قالت مبتسمة بعد أن فكرت لمدة ثانية «شاكا دو لاكا زي» وهي جملة محلية معناها أن من يريد أن يفعل الخير يطرق الباب فقط وسيجد ساعتها من يحبه يفتح له. لا أعرف ما الذي ستبدو عليه قطر بعد سنوات من الآن لكني اعرف انها سوف تبدو مختلفة علي الأرجح من الدولة التي نعرفها الآن حتي لو بقيت مخلصة لإرثها الثقافي، وأنا متأكد من ذلك لأن الناس لم تفقد القدرة علي الحلم وهذا ما يتضح مع كل اضطراب يحدث.