قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة كانت في مقدمة القوى الشعبية، التي وقفت أمام مؤامرات عديدة لإجهاض الثورة وإعاقتها وتفريغها من مضمونها، وتعطيل خطوات البناء الرشيد.
وأضاف بديع -في رسالته الأسبوعية اليوم الخميس- “إن الباطل لا يستسلم بسهولة، وأطراف الدولة العميقة في الفساد والإفساد كانت ولاتزال تقاوم التغيير والإصلاح، وكل المنتفعين من النظام السابق وكل الأعداء في الداخل والخارج يحاولون بمكر الليل والنهار، وكل وسائل التعويق والإفشال، وكل أساليب التشويه والإضلال والدعاية والإعلام المضلل المزيف”.
وتابع قائلا : “يحاولون إعادتنا إلى نقطة الصفر آملين أن يكفر الشعب بالثورة، طامعين عن طريق صنع الأزمات، وافتعال الإخفاقات وإطلاق الإشاعات أن يتمنى الناس العودة إلى النظام السابق بكل مساوئه ومظالمه وهزائمه وتخلفه وخياناته”.
وأشار بديع إلى أنه عندما فشلت محاولات ومؤامرات أطراف الدولة العميقة لجأوا إلى الإدعاء بأنهم هم المعارضة وهم الثوار، وأن يلجأوا إلى احتلال ميادين الثورة التي كانت مثالاً للطهر والتضحية والإخلاص لتتحول إلى مأوى لكل الخارجين عن القانون وقطاع الطرق، وحرمان كل المواطنين من قضاء مصالحهم في مجمع التحرير بأمر الثوار كذبا.
وانتقد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، قطع مواصلات جميع الطرق المؤدية لميدان التحرير والخارجة منه، بعد أن كان رمزا لمصر الجديدة يفتخر به كل المصريين ويحمل كل ذكريات ثورتهم السلمية.
وقال: “عن طريق الأموال المشبوهة التي تأتي من الخارج بأرقام فلكية، ومن الداخل عن طريق مليارديرات العهد البائد، حركوهم للانطلاق من أوكارهم للهجوم على مؤسسات الدولة الفتية.. قصر الاتحادية، مؤسسات الدولة، مجلسي الشعب والشورى.. مباني المحافظات ومديريات الأمن، وتطور الأمر إلى محاولات الإحراق والتدمير بالمولوتوف والقنابل الحارقة لمقرات الجماعة والتي تحملت كل أنواع الأذى سابقًا ولاحقًا على مدار عشرات السنين، ثم على مقرات الحزب، وأخيرًا على مقر المركز العام بالمقطم، الذي يمثل رمزًا لانتصار الحق”.
وأوضح أن الإخوان المسلمين صبروا على الأذى مرات عديدة، آملين أن يفيق هؤلاء المضللون المغيبون إلى رشدهم، وقال “لكن اختلاط الأمر، واستغلال رموز النظام البائد من الفلول مع تحالفهم مع بعض السياسيين الذين أخفقوا في تحقيق ما كانوا يطمحون إليه من مكاسب عاجلة أو مناصب زائلة أدى إلى تفاقم الأمر، والتباس المواقف”.
ولفت إلى أن بعض الفلول دخلوا إلى صفوف الثوار، وقال “يظهر زورًا وبهتانًا أن أصحاب السوابق والبلطجية هم المدافعون عن حقوق الشعب، وناهبو الأمة والمتهربون من الضرائب وأعوان النظام السابق هم الثائرون الجدد، ونصبح نحن المعارضين الحق والثوار الحقيقيين على مدار 80 سنة، هدفًا لهؤلاء المغرضين الذين لا يفهمون إلا لغة العنف وسفك الدماء والإحراق والدمار”.
ودعا المرشد العام، الجميع للتحلي بالمسئولية والارتفاع عن السفاسف وتكاتف المخلصين بحق، والتحلي بروح الثورة النقية والنزول على رأي الشعب في نتائج الانتخابات، وقال: “إذا كان هناك تنافس فليكن تنافسًا سلميًا شريفًا لخدمة هذا الوطن، ولنمتنع جميعًا عن إعطاء الفرصة للمخربين والمغرضين في الداخل والخارج لإحداث الفتن وحرق الوطن وإعادتنا للوراء”