تستعد البنوك الصينية لحملة من الاستحوذات الخارجية العام الجاري في الوقت الذي تسعي فيه إلي الاستفادة من النشاط الاقتصادي في الأسواق الناشئة بالمقارنة بأوروبا والولايات المتحدة.
ورغم أن تاريخ بنك التشييد الصيني يقول يفضل البقاء غالباً داخل حدوده المحلية إلا أنه علي وشك القيام بخطواته الأولي إلي العالم الخارجي بجوار من سبقوه كثيراً مثل آي سي بي سي المعروف بحماسه العنيف لصفقات الاستحواذ الخارجي فضلا عن بنوك اخري ومؤسسات مالية تسعي حثيثا وراء فرص حقيقية للاستثمار وراء الحدود.
وبشكل عام فإن الصفقات المطروحة للتباحث ليست من النوع الضخم حيث يتركز معظمها في دول افريقيا وأمريكا اللاتينية فضلا عن افرع المؤسسات الأوروبية في الدول الناشئة.
ولفت تقرير لجريدة فاينانشيال تايمز إلي أن ستاندرد بنك أكبر البنوك الافريقية من حيث الأصول باع 20% من اسهمه إلي بنك أي سي بي سي في 2007 في صفقة كشفت عن الطموح الصيني في القطاع المصرفي للقارة السمراء حيث تحتاج الشركات الصينية العاملة هناك إلي مصادر أوسع للتمويل.
قال روب سيفيلي، خبير في جي بي مورجان ستانلي انه اذا ارادت الصين ان تجد صفقات جاذبة هذا العام في آسيا فإن قطاع الخدمات المالية هو افضل خيار متاح لها، مضيفا أن البنوك الصينية نشيطة جدا وان اتجاهها للاستثمار في الاسواق المختلفة يقوم علي وجود قاعدة جيدة لنمو مستمر وهو أمر متوفر بالفعل في دول أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط وافريقيا.
ويعتبر بنك أي سي بي سي من البنوك المعروفة بنهمها لصفقات الاستحواذ الخارجية بينما يليه في قوة النشاط بنك سي سي بي الذي نفذ عدداً من العمليات المهمة في السنوات الأخيرة.
ومن المتوقع أن تنتهي فترة الحذر بعد الاجتماع المقرر هذا الشهر للمؤتمر الشعبي القومي الصيني لاختيار القيادة الصينية الجديدة وهو ما سيعطي دفعة للشركات للتحلي بمزيد من الشجاعة للخروج إلي عمليات اوسع مع تحسن البيئة السياسية التي ستصبح أكثر استقراراً.
وشهدت الصين تراجعا في العمليات الخارجية بعد تأثر بعض مشروعاتها الخارجية جراء الأزمة المالية التي اندلعت في 2007 وادت لانفجار الفقاعة الائتمانية في 2008.
لكن بنك اي سي بي سي حقق عدة نجاحات في العامين الأخيرين أبرزهما شراء أصول امريكية وكندية من بنك شرق آسيا والاستحواذ علي فرع بنك ستاندرد في الارجنتين.
ويؤكد المصرفيون الصينيون علي أن الهدف من الاستحواذ علي افرع مؤسسات مالية أوروبية هو الدخول علي شبكة أنشتطهم في افريقيا وجنوب أمريكا اللاتينية أهم الاهداف في هذه المرحلة، وقد قامت شركة ثري جيورجيس الصينية بشراء 21% من اسهم شركة أي دبي بي البرتغالية للطاقة.
لكن الاداء السيئ للبنوك الصينية وتراجع اسهمها في البورصة قيد الرغبة في المخاطرة والدخول في صفقات كبيرة الحجم في حين أنها تحتاج لتوفير رأس المال اللازم لتدعيم موقفها أولاً في السوق المحلي.