مليون جنيه خسائر الفندق الواحد الصيف الماضي من تلف الأجهزة..وتوقعات بتضاعفها الصيف المقبل
الوزارة تقترح استخدام الطاقة البديلة لمواجهة الأزمة.. وسياحيون: مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً
وصف سياحيون أزمة انقطاع الكهرباء خلال فصل الصيف المقبل بالضربة القاتلة للقطاع في ظل الظروف الحالية، خاصة أن اعتمادهم علي البدائل سيرفع من سقف الأزمات، فإما أن يلجأوا لاستخدام المولدات وحمل تكلفة إضافية مع نقص الوقود وارتفاع سعره، وإما اختيار التحول لاستخدام الطاقة البديلة « الخضراء » ولكنها مكلفة وتحتاج وقتاً طويلاً لتفعيلها.
قالت نشوي طلعت ، مستشار وزير السياحة ، المدير التنفيذي لوحدة السياحة الخضراء، إن الوزارة تقدم برنامجا متكاملا لدعم استخدام الطاقة الخضراء لتساعد الفنادق علي مواجهة أزمة انقطاع الكهرباء خاصة خلال فصل الصيف.
وأشارت إلي أن تكلفة البرنامج تتحدد بحسب حجم الفندق واستهلاكه من الطاقة، وكذلك طبقا لدرجات التحويل، فبعض الفنادق تكتفي بتركيب اللمبات الذكية الموفرة للطاقة «ليد» وعمرها الافتراضي أكثر من اللمبات الموفرة الأخري فهي تعيش حتي 40 ألف ساعة.
وأضافت أن هناك أشكالاً متعددة من توفير الطاقة كأنظمة الطاقة الذكية، وتعمل تلك الأنظمة بمجرد دخول الشخص الغرفة وتنطفئ عند خروجه منها كأجهزة التكييف والإضاءة، ما سيعمل علي توفير الطاقة بشكل كبير. زوأكدت نشوي طلعت أن الوزارة تدعم ملف الطاقة من خلال توفير مصادر لتمويل الفنادق والقري السياحية التي ترغب في التحويل، إلي جانب الاتفاق علي شروط سداد ميسرة من خلال التفاوض مع البنوك والمؤسسات ووزارة الدولة لشئون البيئة.
وأوضحت أن الوزارة تعمل بمثابة المتحدث بالنيابة عن الفنادق خاصة الصغيرة التي ترغب في قروض للتحويل، فهي تتفاوض مع مؤسسات التمويل والبنوك لخفض سعر الفائدة علي القرض، باعتباره قرضاً للحفاظ علي البيئة بعكس القروض العادية الأخري.
وأضافت أن شروط السداد تختلف من جهة لأخري، فهناك جهات تقدم منحاً تتمثل في تخفيض 25% من قيمة السخانات الشمسية التي تقوم بتركيبها الفنادق.
من جانبه، وصف أشرف إبراهيم، رئيس قسم السياحة بالمجلس الوطني المصري للتنافسية، القطاع السياحي بأنه قطاع حساس للغاية وسريع التأثر بالأزمات كما هو الحال بالنسبة لأزمات الأمن وتوفير الوقود والطاقة وانقطاع الكهرباء التي يواجهها في الوقت الحالي.
وأوضح أن أزمة انقطاع الكهرباء في مصر ستترتب عليها تبعات كثيرة أخري، حيث ستؤدي لتشويه سُمعة مصر وفنادقها، لأن شركات السياحة الخارجية لا ترغب في تفويج سائحين إلي مكان ما ويصدر عنه شكاوي بسبب نقص الخدمات الأساسية.
وأضاف أن انقطاع الكهرباء بشكل متكرر عن الفنادق تسبب في تلف الأجهزة الكهربائية، كما يُحِّمل الفندق تكلفة مضاعفة جراء اللجوء لاستخدام المولدات التي تستهلك وقود بكميات كبيرة.
تابع أن الفنادق تضطر لتحمل التكلفة الزائدة ولا تستطيع إضافتها علي العميل لانه لا دخل له بالأزمة، بالإضافة إلي وجود اتفاقات سعرية مسبقة مع شركة السياحة التي يتعاقد معها العميل لا يمكن تغييرها.
وأشار إلي أن بعض الفنادق خاصة متعددة الطوابق تواجه مشكلة كبري جراء انقطاع الكهرباء المتزايد، وهي انقطاع المياه كذلك، حيث علي سبيل المثال تعتمد الخزانات المسئولة عن توصيل المياه للأدوار العليا علي الكهرباء، ما سيؤدي لتفاقم الأزمة.
وذكر رئيس قسم السياحة بالمجلس الوطني المصري للتنافسية، أن الحلول السريعة والمُجدية في الوقت الحالي هي اللجوء لاستخدام المولدات علي عكس التحويل لاستخدام الطاقة البديلة، ورغم أنها موفرة للطاقة ولها مزايا عديدة وتحافظ علي البيئة، إلا انها مكلفة وتحتاج وقتا طويلا لتفعيلها.
من جهته، قال حاتم منير، أمين غرفة المنشآت السياحية بالبحر الأحمر، إن انقطاع الكهرباء بشكل متكرر سيؤثر علي تشغيل الأجهزة الكهربائية خاصة أجهزة التكييف التي لا غني عنها في فصل الصيف، ما قد يضعف من إقبال السائحين علي الفنادق والقري السياحية المصرية.
وأشار إلي أن تعدد مرات انقطاع الكهرباء وتذبذب التيار العام الماضي أديا إلي تلف الكثير من الأجهزة الكهربائية بالفنادق، ما كبدها خسارة فادحة تراوحت بين 100 ألف جنيه ومليون جنيه للفندق الواحد.ويبلغ إجمالي عدد الفنادق بمنطقة البحر الأحمر 258 فندقاً بواقع 71 ألف غرفة فندقية بخلاف غرف أخري مازالت تحت الإنشاء.
وذكر أن وزير الكهرباء أعلن مؤخرا عن خروج 3900 ألف ميجاوات من الخدمة لعدم قدرة المولدات علي تحمل تشغيلها، ما سيؤدي لانقطاع التيار الكهربي بشكل مستمر، ويكبد القطاع السياحي خسائر ضخمة. وقال أمين غرفة المنشآت السياحية بالبحر الأحمر، إن فنادق الغردقة شهدت انقطاعاً في التيار الكهربائي الأسبوع الماضي استمر لمدة ساعتين متتاليتين، بسبب تعطل مولدات محطة الكهرباء أو نقص في الوقود المستخدم لتشغيلها.