استياء في مجتمع الأعمال من حلقة « البرنامج » الأخيرة وأوبريت « قطري حبيبي »
« رحومة »: أتوقع فتوراً في العلاقات بين البلدين
« جنيدي »: الدوحة لن تقبل هذه السخرية
رغم مثوله أمام النيابة العامة لمدة 5 ساعات الأسبوع الماضي، فاجأ الإعلامي الساخر باسم يوسف مشاهديه بحلقة قد تكون الأقوي منذ بداية الموسم الثاني لبرنامج « البرنامج » – أمس – ولم يتزحزح عن موقفه الساعي لرفع سقف حرية النقد، وواصل سخريته اللاذعة خاصة من حوارات الرئيس محمد مرسي ، في حضور منافسه اللدود حمدين صباحي ، المرشح الرئاسي السابق.
إلا أن الجديد الذي قدمه باسم يوسف – مساء أمس الأول – اثار غضب المستثمرين ورجال الأعمال ، خاصة مجلس الأعمال المصري القطري ، واعرب أعضاؤه عن استيائهم من أسلوب تناوله للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتأكيده نزوع القطريين للسيطرة علي مقدرات البلاد، في قالب غنائي يحاكي أوبريت « وطني الأكبر » أوضح من خلاله تحول فكرة القومية العربية التي روج لها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بعد ثورة يوليو، من دعم حركات التحرر العربية والسعي للتحول لقوة كبري تقف أمام الهيمنة الغربية، إلي السعي الدؤوب من جانب دولة قطر لإحكام قبضتها علي أكبر دولة عربية بسطوة المال استغلالاً للظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها مصر.
يأتي ذلك فيما توجه هشام رامز، محافظ البنك المركزي إلي العاصمة الدوحة صباح أمس، لمقابلة عدد من المسئولين الماليين والمصرفيين القطريين، كما وصل مطار القاهرة مساء أمس ايضا علي بن فهد مساعد وزير الخارجية القطري، علي متن طائرة الخطوط القطرية القادمة من الدوحة في زيارة للقاهرة تستغرق يومين، يلتقي خلالها مع عدد من المسئولين لبحث سبل التعاون الثنائي بين البلدين علي المستويين السياسي والاقتصادي.
وأبدي أعضاء مجلس الأعمال المصري القطري غضبهم الشديد من الحلقة الأخيرة من « البرنامج » وقالوا ان هذه الحلقة من شأنها التأثير سلباً علي العلاقات بين البلدين.
كان تغييراً قد طرأ في الآونة الأخيرة علي لغة الخطاب القطري فيما يتعلق بالمساعدات الاقتصادية التي تقدمها للجانب المصري، وقال وزير المالية القطري يوسف كمال في العاشر من مارس الماضي إن بلاده لا تتوقع تقديم المزيد من المساعدات المالية لمصر في الوقت الحالي.
وقدمت قطر 5 مليارات دولار لمصر منذ الثورة، عبارة عن مليار دولار منحة و4 مليارات دولار تم ايداعها في البنك المركزي المصري، وأعلنت اعتزامها ضخ 18 مليار دولار استثمارات في مصر.
قال الدكتور محرم هلال رئيس مجلس الأعمال المصري القطري ان الإعلام المصري بمجمله تناول هذه القضية بأسلوب غير لائق، موضحاً أن التهكم علي قطر من شأنه تعطيل جميع الجهود المبذولة لجذب استثمارات ضخمة، في حين أن مصر في أمس الحاجة اليها في الوقت الراهن، خاصة في ظل التوقف التام للاستثمار، علي حد قوله، وجميع الدول أعطت ظهرها لمصر إلا دولة قطر.
أوضح أن الانتقادات اللاذعة التي وجهها الاعلام تسببت في وقف استثمارات قطرية كبيرة في الفترة الماضية.
أكد عادل رحومة امين عام مجلس الاعمال المصري القطري ان السخرية والمبالغة الإعلامية وتهويل الأهداف القطرية سيكون لها مردود سلبي علي العلاقة بين البلدين.
وأضاف رحومة ان سخرية باسم مقبولة في العديد من القضايا السياسية واتفق معه في معظم ما يقدمه إلا ان العلاقات الاقتصادية يجب ان تتم دراستها أولا قبل ان يقدمها ولا بد من معرفة أثر هذا النقد علي مصالح البلاد.
وتوقع رحومة فتورا في العلاقات المصرية القطرية خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، أكد مجدي جنيدي، عضو مجلس إدارة مجلس الأعمال المصري القطري ان حلقة باسم يوسف سيترتب عليها ضرر كبير في العلاقات بين البلدين.