رسم البنك الدولي صورة متناقضة للأوضاع الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقالت انغر اندرسن نائبة رئيس البنك لشؤون المنطقة إن الشباب والمرأة عنصران مهمان في اقتصادات هذه الدول لكنه لا يتمّ استعمال إمكاناتهم بشكل كاف.
وأشارت الى أن نصف القوة العاملة في هذه الدول عاطل وتصل بطالة المرأة الى ثلاثة أرباع النساء، وليست هناك منطقة في العالم تشبه بإمكانياتها الكبيرة ومشاكلها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
نسب البنك الدولي المشاكل الاقتصادية جزئياً الى أن الأنظمة السابقة اعتمدت كثيراً على توسيع القطاع العام وربط القوة العاملة به، مشيراً الى أن القطاع التربوي يؤهّل الشباب للعمل في القطاع العام وليس في القطاع الخاص لذلك فإن الشركات الخاصة لديها فرص عمل مفتوحة لكنها لا تجد المؤهّلين لملء هذه الفراغات، بحسب ما قالت نائبة رئيسة البنك في لقاء مع الصحافيين في مقر البنك وحضرته “العربية.نت”.
دعا البنك الدولي من جديد حكومات دول المنطقة إلى إلغاء الحواجز أمام الاستثمار الخاص وخلق ظروف افضل لرأس المال بما في ذلك محاربة الفساد واعطاء رخص للشركات بدون محاباة ولتعمل بحرية أكبر خصوصاً لجهة تشغيل اليد العاملة الكفيئة وايضاً امكانية الاستغناء عن العملاء عند الضرورة.
ينشغل البنك الدولي وصندوق النقد الى حدّ كبير في فهم ودراسة الاوضاع في مرحلة الانتقال السياسي والاقتصادي في ظل الربيع العربي.
ودعت نائبة رئيس البنك لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا ايضاً الى ان يعمل القطاعان معاً للوصول الى اقتصاد متنوّع، محذرة من أن الاحتفاظ بدعم الحكومات لقطاعات مختلفة ومن خلال برامج عديدة يجب ان تتمّ معالجته بعناية، اي من دون التسبب بانفجار في الاسعار.
وقالت ان الاوضاع ربما تصل الى مرحلة حيث لا يمكن لدول المنطقة المحافظة على الحال كما هو عليه ولا بدّ ان تتأثّر هذه الدول بالنزيف الدائم لخزانتها وميزانيتها فيما كررت الاشارة الى ان الدعم في منطقة الشرق الاوسط هو الاعلى في العالم.
وأشار البنك الدولي الى ان الاوضاع في المنطقة تتأثر بالتباطؤ الاقتصادي في اوروبا لكن الازمة الاقتصادية لها وقع خاص على دول منطقة الشرق الاوسط حيث تضافرت الازمات السياسية مع التباطؤ الاقتصادي وشهد الانتاج القومي تراجعاً وصل الى 5 بالمئة.
وزع البنك الدولي دراسة ايضاً حول الفقر وشبكات الامان الاجتماعي واعتبرت نائبة رئيسة البنك لشؤون المنطقة ان برامج الدعم تفيد 30 بالمئة فقط من الفقراء وان التجارب السابقة في اندونيسيا والبرازيل تشير الى ان المساعدات النقدية للفقراء ممن يحتاجون الى هذه المساعدات سيكون تجربة جيّدة ومفيدة في المنطقة.