قال الدكتور عباس الشناوي ، رئيس قطاع الخدمات الزراعية بوزارة الزراعة سابقاً، إن التوسع في زراعة الذرة الصفراء يتطلب وجود زراعة تعاقدية مع المزارعين وأصحاب مصانع الأعلاف أو اي جهة وسيطة، تشجيعا لهم علي التوسع في مساحة زراعته، مع الاعلان المبكر عن سعر توريد المحصول.
وأضاف أن الوزارة اعلنت عن سعر توريد قدره 330 جنيهاً للإردب تشجيعا منها للمزارعين علي زراعته، حيث يسمح هذا السعر بتحقيق هامش ربح جيد للمزارع اذ تبلغ تكلفة زراعة الفدان 4 آلاف جنيه ترتفع إلي 5 آلاف جنيه إذا اضيف اليها قيمة ايجار الارض، في الوقت الذي يصل فيه حجم مبيعاته إلي 7900 جنيه، وذلك بمتوسط إنتاجية قدره 24 إردباً للفدان.
وأوضح الدكتور عصام عبد الفتاح عامر، رئيس الحملة القومية للذرة الشامية، ان الحملة تستهدف خفض معدل الاستيراد من الذرة الصفراء من 5 ملايين إلي 3 ملايين طن، وذلك بالعمل علي زيادة الإنتاجية من 1.1 مليون طن إلي 2 مليون طن، فضلا عن رفع متوسط إنتاجية الفدان إلي أكثر من 24 إردباً للفدان.
وأكد أنه ستتم متابعة وصول المياه لنهايات الترع ضمانا لإنتاج ذرة عالية الإنتاجية ورفع مساحة زراعة الذرة الصفراء لأكثر من 350 فداناً، التي تمت زراعتها عام 2012، خاصة بعد ان نجح مركز البحوث الزراعية في إنتاج هجن صفراء تعطي نفس إنتاجية الذرة البيضاء.
وقال عامر إن التحدي الحقيقي الذي يواجه الحكومة هو توفير مستلزمات الإنتاج، خاصة السولار بما يسمح بسرعة حصاد القمح وتجهيز الارض لزراعة الذرة مكانه، نظرا لان الموعد المفضل لزراعة الذرة يبدأ أول مايو وينتهي بنهايته، حيث تنخفض إنتاجية الفدان من 24 إردباً إلي 20 إردباً إذا تأخر موعد زراعته عن ذلك التوقيت، بما يعني خسارة قدرها ألف جنيه للمزارع.
وأضاف أن الفدان يحتاج إلي 5 شكائر يوريا ينبغي إضافتها خلال مرور 40 يوماً من تاريخ الزراعة، وأنه إذا انخفضت هذه الكمية أو تأخر موعد اضافتها، انخفضت بالتالي الإنتاجية إلي اقل من 20 إردباً، مما يترتب عليه خسارة كبيرة للمزارع تجعله في الغالب ينصرف عن زراعته في الموسم التالي.
وأشار عامر إلي وجود تشريع قديم يقصر زراعة الذرة الصفراء علي الأراضي الصحراوية، ويمنع زراعته في الوادي والدلتا، خوفا من اختلاط اصنافها مع الذرة البيضاء، التي تستخدم في إنتاج دقيق الخبز، ولكن هذا القرار غير مفعل حاليا، إلا أنه قد يكون ساهم في الماضي في عدم التوسع في زراعتها.
2 مليار دولار حجم استيراد الذرة الصفراء سنويا
أكد مستوردو الذرة الصفراء أن أسعار الذرة لم تتأثر بأزمة ارتفاع سعر صرف الدولار، نتيجة انخفاض السعر العالمي، حيث وصل سعر الطن إلي 310 دولارات مقابل 350 دولاراً العام الماضي.
أوضح هشام عبدو، رئيس مجلس إدارة شركة فينوس لاستيراد خامات الاعلاف، ان ارتفاع المساحة المنزرعة بالذرة عالميا، أدي إلي انخفاض أسعارها عالميا حتي بلغ سعر الطن 310 دولارات مقابل 350 دولاراً خلال نفس الفترة من العام الماضي، مما ساهم في استقرار أسعار الذرة محليا رغم ارتفاع سعر صرف الدولار امام الجنيه المصري.
وأشار إلي أن الذرة تمثل نحو 65% من صناعة الاعلاف المحلية في مصر، لذلك فهي المتحكم الرئيسي في أسعار الأعلاف، وأن متوسط استيراد مصر من الذرة يتراوح بين 4 و5 ملايين طن سنويا.
من جانبه أكد حسين منصور، نائب رئيس مجلس إدارة شركة ذو كنترول لتصنيع الاعلاف، ان انخفاض الإنتاج المحلي من الذرة الصفراء جعل السوق العالمي يتحكم بشكل ملحوظ في حجم إنتاج الاعلاف التي تغطي السوق المحلي، وبالتالي في السعر النهائي لطن للعلف.
ولفت إلي أن انخفاض السعر العالمي للذرة الصفراء لم يواكبه انخفاض في سعر العلف محليا، نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار حيث استقر سعره عند 3700 جنيه للطن.
في سياق متصل طالب عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، بضرورة تقليل واردات الذرة خاصة أن حجم استيراد مصر من الذرة الصفراء يصل إلي 2 مليار دولار سنويا، حيث نستورد منها 4 إلي 5 ملايين طن سنويا، ولابد من الاتجاه إلي زراعتها محليا خاصة بعد أن تم تشجيع المزارع علي التوسع في زراعته من خلال رفع سعر التوريد من 268 جنيهاً إلي 330 جنيهاً للطن.
وقال عبدالعزيز إن المربين يستهدفون التعاقد علي مليون فدان كمرحلة أولي، وهي المساحات المعلنة من قبل وزارة الزراعة، إلا أن الاتحاد متخوف من عدم اقبال المزارعين علي زراعة هذا المحصول، وبالتالي عدم القدرة علي زيادة الإنتاج المحلي الذي نستهدف من ورائه توفير الأعلاف بأسعار مناسبة وبالتالي تخفيض تكلفة تربية الدواجن.