إذا سألت أحداً، ما أعظم شركة تكنولوجيا في العالم، فقد يجيب: (أبل– Apple) أو (غوغل– Google) أو (أمازون– Amazon). لكن أعظمها فعلاً هي: (مايكروسوفت – Microsoft)، وسبب ذلك أنها ما تزال صامدة!
في الحقيقة، تعد أبل حاليا من أقوى شركات التكنولوجيا لاسيما من حيث إيراداتها التي وصلت إلى أكثر من 60 مليار دولارعام 2012، ومبيعات مايكروسوفت لم تتجاوز الـ20 مليار دولار، لكن ما الذي يجعلني أؤمن بأن مايكروسوفت هي أكبر وأعظم شركة في تاريخ التكنولوجيا؟
بالعودة إلى الوراء، نجد أن أكثر الشركات التي كانت تنافس مايكروسوفت قد تلاشت، مثل: (كومباك– Compaq) وأخرى بدأت تتأرجح على حبل الخسارة مثل: (ديل– Dell) وحتى شركات البرمجيات مثل: (لوتس– Lotus) و(بورلاند– Borland)، غير أن مايكروسوفت ما تزال واقفة على أساساتها المتينة.
وصحيح أنها ليست الأعلى من حيث الإيرادات، لكن تجربتها عبر عقود من النجاح أمر يجب أن تتبعه الشركات كلها من حيث: النظرية والتطبيق. إليكم بعض النقاط التي يجب على الشركات أن تعرفها- لا سيما أبل- عن مايكروسوفت، لأنها تقف الآن موقف مايكروسوفت قبل 10 أعوام تحديدا:
يجب أن تصنع أبل العديد من المنصات التشغيلية للأجهزة المختلفة؛ إذ إن مايكروسوفت لديها(ويندوز– Windows) ولديها برمجية (اوفيس– Office) ولديها(أزوري– Azure) المتوقع له أن يصير النظام التشغيلي الأول للحواسيب السحابية. بالإضافة إلى ذلك لديها (أكس بوكس– xBox) الجهاز الأول المختص بالألعاب. وها هي الآن قد بدأت بإطلاق خدماتها السحابية المختلفة مثل: (أوفيس 365 – Office365) و(أونلاين إيكسشينج– Online Exchange). وفي حالة أبل ليس لديها سو نظام (iOS) حاليا، مع خاصيات محدودة للحوسبة السحابية من خلال (أي كلاود– iCloud) و(سيري– Siri).
يجب على أبل ألا تتورط باستعداء أي من الشركات الأخرى، مثل ما تفعله الآن مع سامسونغ ومع العديد من الشركات التي تقاضيها. فبعد مشكلة مايكروسوفت مع الحكومة الأمريكة عام 1999، والتي أسفرت عن تقسيم مايكروسوفت إلى قسمين منفصلين، لاحظنا أن مايكروسوفت أصبحت تحل مشكلاتها كافة بأقل عدد من القضايا الممكنة. هذا الأمر هو الذي مكنها من خلق أفضل وأقوى خاصية تملكها هذه الشركة، وهي: القدرة الفائقة على تكوين شراكات مع الجميع.
إيجاد الشراكات المناسبة والفعالة. ففي آخر خطاب له قبل وفاته، صرح ستيف جوبز أن أحد النقاط التي يحسد مايكروسوفت عليها، ويتمنى أن تكون موجودة في أبل، هي الشراكات الناجحة والفعالة التي تستطيع مايكروسوفت أن تبنيها. وصحيح أن ستيف جوبز قد رحل، لكن تبقى الصورة العامة عن أبل أنها الشركة التي تحب أن تتطور لوحدها!
إن شركة مثل أبل، تصرف على برامج البحث والتطوير أكثر من 9 مليارات دولار سنويا، ويجب أن تكون لها علاقات قوية مع شركاء عديدين في القطاع نفسه، حتى تستفيد أبل ذاتها من هذه البحوث. ومثلا: إذا ما قررت أبل أن تقوم بإنشاء منتج عن التلفاز التفاعلي، فإنها بحاجة للشركاء كي يزودوها بالمحتويات والبرامج. وهذا ما تفعله مايكروسوفت بالضبط وبكل سهولة.
سياسة أبل الصارمة، تجعلها تبدو كأنها تسير في الطريق وحيدة؛ فشروط تطوير التطبيقات على نظام (iOS) من أشد وأصرم القوانين، حتى في آخر تحديث للسياسة، فلا تزال هذه الشروط من أقوى وأكثر الشروط تقييدا للمطورين، وهذا يدل على أنها لم تتعلم درسها الأهم، وهو إيجاد الشراكات القوية والفاعلة!
تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط
بقلم : هشام محمد