وسيتولى فريق عمل متكامل من 45 مهندسا إماراتيا مسؤولية قيادة عمليات تطوير “دبي سات – 3” الذي يحظى بأهمية استراتيجية باعتباره ثالث مشروع تصنيع قمر صناعي تحت مظلة “إياست” بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي ” ساتريك إنيشيتيف” المزود الرائد للحلول المتكاملة والمخصصة لبعثات مراقبة الأرض.
ومن المقرر أن تنطلق عمليات تطوير “دبي سات – 3” بداية في كوريا الجنوبية على أن تنقل لاحقاً إلى مرافق تصنيع الأقمار الصناعية الواقعة ضمن “مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة” في دبي ليتم استكمال النصف المتبقي من المشروع على أرض الإمارات.
وأكدت المؤسسة عزمها على البدء بتطوير مرافق تصنيع الأقمار الصناعية – وهي عبارة عن مختبرات خاصة تمنع العوامل الخارجية كذرات الغبار والرطوبة من التأثير على الأقمار الصناعية – ضمن مقرها الرئيس الواقع في إمارة دبي خلال العام الجاري تماشياً مع استعدادتها الجارية لاحتضان عمليات تطوير مشروع “دبي سات 3”.
وسيتولى فريق المهندسين الإماراتيين من “مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة” مسؤولية تطوير مشروع “دبي سات-3″ منذ المراحل الأولية مع مشاركة ” ساتريك إنيشيتيف” في تقديم الاستشارات التقنية عند الضرورة.
وتأتي التطورات الأخيرة لتمثل خطوة نوعية من شأنها ضمان إنجاح خطة نقل عمليات تطوير القمر الصناعي الجديد إلى الإمارات.
وقال سعادة حمد عبيد المنصوري رئيس مجلس إدارة “مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة” ان المؤسسة تعمل وفق رؤية واضحة وأهداف طموحة تتمثل في بناء فريق متكامل من الخبراء المؤهلين من نخبة الكوادر البشرية المواطنة فضلاً عن ترسيخ مكانة الإمارات الطليعية كوجهة عالمية رائدة في مجال العلوم والتقنية.
وأكد ان الرؤية الثاقبة والطموحات العالية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله شكلت مصدر إلهام للمؤسسة لمواصلة العمل الجاد لدفع مسيرة التميز التقني والتقدم العلمي لا سيّما وأنّ التوجيهات السديدة لسموه تمثل القوة الدافعة وراء هذه المبادرة النوعية ..وقال ” من هنا يمثل مشروع “دبي سات-3″ خطوة مهمة لتجسيد هذه الرؤية الطموحة لا سيّما وأن فريقنا المتكامل من الخبراء والمهندسين الإماراتيين يضطلع بدور قيادي ورئيس في عملية تطوير القمر الصناعي الجديد”.
وأضاف ان استكمال هذا المشروع الحيوي سيعكس مدى نجاح استراتيجية المؤسسة الرامية إلى بناء قوى بشرية مواطنة على درجة عالية من الكفاءة والخبرة في صناعات الفضاء وتعزيز الاستثمار الأمثل في التقنيات المتقدمة والبنى التحتية المتطورة في سبيل الوصول بالامارات إلى مصاف أبرز الأمم المتقدمة في العالم ..معربا في هذا الصدد عن امتنان المؤسسة لشركائها في “ساتريك إنيشيتيف” على جهودهم ومساهمتهم القيمة التي كان لها دور فاعل في تجسيد الأهداف الطموحة.
وقال سعادة يوسف حمد الشيباني مدير عام “مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة” ان إطلاق مشروع “دبي سات-3” يعد نقلة نوعية مهمة نحو تجسيد تطلعات المؤسسة المستقبلية الطموحة ودليل واضح يعكس العمل الجاد والاهتمام الكبير والالتزام المطلق الذي توليه المؤسسة لترسيخ ثقافة التميز التقني والعلمي في دولة الإمارات.
واكد ان المؤسسة نجحت في تحقيق تقدم ملحوظ منذ العام 2006 مع بدء تعاونها المثمر مع “ساتريك إنيشيتيف” ..مبديا تطلع “إياست” إلى الدخول في مرحلة جديدة والوصول إلى مستوى أعلى من التنسيق الفعال في إطار الشراكة الاستراتيجية .
وقال ان “دبي سات-3” يكتسب أهمية استراتيجية باعتباره اختباراً حقيقياً لإمكانات المؤسسة المتاحة فيما يتعلق بعلوم الفضاء ودفعة قوية لمواصلة الارتقاء ببرامج تطوير الأقمار الصناعية في المستقبل ..مشيرا الى ان “إياست” تمكنت خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا من بناء إمكانات عالية المستوى فيما يتعلق بتصنيع الأقمار الصناعية وهو ما يعود بالدرجة الأولى إلى الشراكة الاستراتيجية مع عدد من أبرز المؤسسات البحثية الرائدة في مجال تقنيات الفضاء والأقمار الصناعية.
وأكد السعي إلى تحقيق أقصى قدر من الإمكانات والمعارف والمرافق والقدرات البحثية لتطوير أقمار صناعية متطورة على أرض الإمارات استناداً إلى أحدث التقنيات الحديثة وذلك عقب استكمال مشروع “دبي سات-3” وقال المهندس سالم حميد المري مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في “مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة” ان رؤية المؤسسة تتمحور حول توظيف تقنيات علوم الفضاء وتطبيقاتها بشكل فاعل لدفع عجلة التنمية الإجتماعية والإقتصادية في دولة الإمارات ..مشيرا الى ان مشروع “دبي سات-3” يتماشى مع هذه الرؤية لا سيّما وأن المؤسسة تقوم بدور قيادي ورئيس في استكمال القمر الصناعي الجديد بأيد وخبرات إماراتية خلال الثلاث سنوات والنصف المقبلة.
وأوضح انه سيتم البدء بتطوير “دبي سات-3″ في كوريا الجنوبية خلال فترة تمتد لسنتين بالتعاون مع ” ساتريك إنيشيتيف” ليتم بعدئذ الانتقال إلى دبي في المرحلة الأخيرة التي ستمتد لسنة ونصف السنة ..مشيرا الى ان هذه المرحلة تحتل أهمية خاصة باعتبارها اختبارا حقيقيا لإمكانات المؤسسة المتاحة حيث سيتولى فريق الخبراء والمهندسين الإماراتيون مسؤولية استكمال عمليات تطوير المشروع ضمن مرافقنا المخصصة لتصنيع الأقمار الصناعية في دبي.
وقال المري ان هيكل القمر الصناعي “دبي سات-3” سيكون مشابها لهيكل القمر الصناعي “دبي سات-2” الا ان هناك تغييراً كبيراً في حجم آلة التصوير والمعدات الأساسية إذ سيتم تزويد القمر الصناعي “دبي سات-3” بنظام تصوير متطور للغاية يعمل بمثابة مكبر عالي الدقة تمكنه من الوصول إلى دقة تصوير تصل إلى 70 سم من على بعد 600 كيلومتر فوق سطح الكرة الأرضية .. كما سيتم ادخال تحسينات في سرعة التحميل وتعزيز قدرات الحاسب الآلي.
وعمدت “المؤسسة الى تأسيس فريق عمل يضم 45 مهندساً إماراتياً للإشراف على عمليات تنفيذ مشروع “دبي سات-3” وأنظمته الأرضية .. كما تعتزم توظيف المزيد من الكوادر الاماراتية في المراحل الأخيرة من المشروع بما ينسجم مع الأهداف الإستراتيجية للمؤسسة الرامية إلى تطوير الكفاءات والمواهب الإماراتية. ويأتي إطلاق مشروع “دبي سات-3” تتويجا لنهج متكامل ثلاثي المراحل اعتمدته المؤسسة يقوم على النهوض بالكفاءات والمعارف والخبرات والمرافق التصنيعية بغية تطوير نظم الأقمار الصناعية المتقدمة بأيدٍ إماراتية داخل الدولة.
وتمحورت المرحلة الأولى من النهج الثلاثي المتكامل الذي اعتمدته “مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة” حول نقل المعرفة الحديثة والتقنية المتطورة المكتسبة من ” ساتريك إنيشيتيف” خلال عملية تطوير مشروع “دبي سات-1” والاستفادة من النجاح الذي تحقق في استكمال وإطلاق القمر الصناعي “دبي سات-1” إلى الفضاء في العام 2009.
وانطوت المرحلة الثانية على انضمام فريق العمل الإماراتي إلى فريق التطوير المشترك لمشروع “دبي سات-2” ما شكّل خطوة نوعية هامة مهّدت الطريق لتحقيق إنجاز آخر سيتوج بإطلاق قمر “دبي سات-2” إلى الفضاء في وقت لاحق من العام الجاري .. أما فيما يتعلق بالمرحلة الثالثة فتعتزم مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة إلى لعب دور أكبر في إستكمال وتطوير مشروع “دبي سات-3”.
يذكر أنّ مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة “إياست” هي مؤسسة عامة تابعة لحكومة دبي تم إنشاؤها في العام 2006 لتشجيع الابتكار العلمي والتقدم التقني في دبي والإمارات فضلا عن بناء قاعدة تنافسية لتطوير الموارد البشرية المواطنة وتعزيز الإبتكار التقني لديهم والإرتقاء بهم إلى مستويات علمية رائدة.
وتقوم مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة “إياست” بتنفيذ أبحاث رئيسية في مجال الفضاء الخارجي وتصنيع الأقمار الصناعية وتطوير النظم ذات الصلة وتوفير خدمات التصوير الفضائي وخدمات المحطة الأرضية والدعم للأقمار الصناعية الاخرى.