انتشرت منذ سنوات مقاهي الانترنت بشكل واسع بالشوارع المصرية، ثم ما لبثت في التراجع، إلا أنه علي الرغم من مرور اكثر من عامين علي تخفيض أسعار الانترنت » Adsl » واختراقه للعديد من البيوت المصرية، إلا أن مشروعات الـ« انترنت كافيه » لا تزال تحتفظ برونقها لقدرتها علي توليد عوائد مرتفعة.
تذهب التجارب السابقة في هذا المجال إلي أن مشروع الـ« انترنت كافيه »، الذي لا تتعدي تكلفته 40 ألف جنيه لو نفذ بصورة نموذجية يدر عائداً شهرياً يقدر بـ30 ألف جنيه، أي أنه يمكن استرداد رأس المال خلال شهر ونصف الشهر فقط، وهذه ميزة تنافسية لا تتوافر في أي مشروع آخر.
قال محمد اللورد، صاحب انترنت كافيه «افاترا» إن سعر ساعة الانترنت بالمقهي «2 جنيه»، وأنه يسمح للمستخدمين بالتأجير لمدد اقل من ساعة، وأنه يوجد لديه 30 جهازاً مجهزاً لاستخدامها في الدخول إلي الانترنت وممارسة الالعاب الالكترونية عبر الشبكات، وهذا يمثل جذبا للمستخدمين، ولا سيما الفئات العمرية الاقل من 16 سنة.
وأضاف أن المحل يعمل لمدة 24 ساعة يوميا بدون اجازات، ما ساعده علي كسب شعبية بين سكان المنطقة من الشباب وكبار السن في بعض الاحيان، وأن هذه المداومة ساهمت في توافد الزبائن علي المحل في الوقت الذي يناسبهم، وبالفعل بمرور الوقت أصبح للمقهي زيائن يأتون في أوقات دورية، ليلا أو نهارا بشكل شبه منتظم.
وأوضح اللورد أن إيراد جهاز الكمبيوتر الواحد يتعدي 30 جنيهاً يوميا، فيما يقترب ايراد الاجهزة كلها من 30 الف جنيه شهريا، وأن معظم زبائن المقهي من الشباب سواء كانوا من الجامعيين أو غيرهم من الطلاب، الذين يرتادون المقهي لقضاء بعض الوقت في مطالعة مواقع الانترنت أو ممارسة الألعاب الإلكترونية.
وأشار إلي أنه خلال فترات الإجازة المدرسية تزيد نسبة زبائن المقهي من الأطفال الصغار، ممن يعشقون ممارسة الالعاب عبر الشبكات خاصة الالعاب الحربية، وأن البعض من كبار السن والفتيات يترددون علي المحل للتواصل مع اصدقاء أو اقارب لهم من خلال الانترنت.
عن تكلفة المشروع، قال اللورد ان تكلفة شراء الاجهزة لم تتعد 40 الف جنيه، حيث تكلفة شراء الجهاز الواحد تقترب من 1500 جنيه، وأنه يتم تجديد هذه الأجهزة سنويا، وأنه يفضل في هذا المشروع الاعتماد علي شاشات الـ « LCD » والاجهزة الاورجينال المستوردة، فضلا عن أنه يدفع إيجار شهري قدره 3 آلاف جنيه، وأنه بدأ المشروع منذ 4 سنوات ويجد أن الاقبال لم يشهد تناقصا ملحوظا.
وأضاف أنه اتجه إلي هذا المشروع تحديدا لاستثمار ماله فيه لأنه يتسم بالربحية العالية ورأس المال المحدود، وأنه يتسم بالاستمرارية لأن الطلب علي الخدمات التي يقدمها في زيادة مستمرة، بالإضافة إلي أن كثيراً من المصريين لا يملكون القدرة علي اقتناء أجهزة كمبيوتر، إضافة إلي ضعف سرعات الانترنت بالمنازل مقارنة بمقاهي الانترنت.
ولفت إلي أن اعداد الشباب من رواد هذه المقاهي في تزايد مستمر، ولا سيما بالمناطق الشعبية، ممن يبحثون دوما عن وسائل التواصل بالانترنت خارج بيوتهم، إما لعدم توافر تلك الوسائل لديهم أو لهروبهم من «البيت«، وهو ما يوفر قاعدة عريضة من العملاء.
يري اللورد ان المشكلة الحقيقية تكمن في المحلات التي تزاول النشاط دون ترخيص، ما يجعلهم خارج سيطرة ورقابة الدولة، كما انها لا تسدد ضرائب أو اي رسوم من حقوق الدولة.
علي جانب آخر قال مصطفي بونتي، صاحب محل «رونالدينهو» للبلاي ستيشن، إن سعر الساعة 7 جنيهات، فيما يعمل المحل لمدة تزيد علي 15 ساعة يوميا، وأن ممارسة كرة القدم عبر اجهزة » البلاي ستيشن » أصبح بمثابة إدمان للشباب بمختلف اعماره، وأن هناك العديد من الزبائن دائمين التردد بشكل يومي لممارسة مباريات البلاي ستيشن.
وأوضح محمود زايد، عامل بأحد كافيهات الانترنت بمنطقة وسط البلد، أن الكافيهات تعمل بشكل جيد، وأن أيجار الساعة يتراوح ما بين 1.5 و2 جنيه، وأن عدد ساعات العمل تكون ما بين 12 و24 ساعة حسب الاقبال وحجم المكان، وأن أغلب كافيهات الانترنت تبدأ عملها في العاشرة صباحا وحتي منتصف الليل، وتكون أوقات الذروة ما بين الخامسة عصرا وحتي الحادية عشرة مساء.
وحول طبيعة إنتظام الزبائن، أكد زايد أن لديه عدد لابأس به من الزبائن الدائمين الذين يحضرون بشكل شبه منتظم إلي المقهي خاصة في ايام العطلات، وتحفظ عن الافصاح عن حجم الإيرادات اليومية، التي يحققها الكافيه، لكنه وصفه بالجيد.