استراتيجية من 4 محاور تتضمن حلولاً للبطالة والدعم والانفلات الأمني
تكنولوجيا المعلومات قادرة علي مواجهة مشكلة العلاج علي نفقة الدولة وتكدس القضايا بالمحاكم
قائمة « 5in5 » ستغير طريقة تعامل المستخدمين وتفاعلهم خلال 5 سنوات المقبلة
التطبيقات مفتوحة المصدر ثورة في عالم الإنترنت وتأثيرها هائل علي الحوسبة السحابية
دورات تدريبية لمساعدة الطلاب علي مواكبة التطورات الراهنة
وضعت شركة « IBM » مصر 4 محاور رئيسية في استراتيجية العام الجاري تتضمن عدة حلول تكنولوجية لمواجهة المشكلات التي تهدد السوق المحلي ومنها البطالة والدعم والانفلات الأمني، في الوقت الذي أبدت استعدادها لتقديمها والمشاركة فيها بقوة خلال 2013.
واتجهت الشركة لعقد شراكات مع قطاعات أخري مثل الاتصالات والبترول والقطاع المصرفي بخلاف سعيها للتوسع في مجالات التعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال إضافة بعض البرامج التعليمية في مبادرة « التابلت التعليمي ».
وقال المهندس عمرو طلعت، مدير عام شركة « IBM » مصر إن استراتيجية الشركة تقوم علي 4 محاور أساسية تضم التركيز علي الأسواق الواعدة، وتطبيقات تحليلات الأعمال Business Analytics وتطبيقات الحوسبة السحابية Cloud computing ومبادرة الكوكب الذكي Building a smarter Planet.
وأضاف أن هذه المحاور تتضمن حلولاً تكنولوجية للمشكلات التي تهدد السوق المحلي ومنها البطالة والدعم والانفلات الأمني، وأنها مستعدة لتقديمها والمشاركة فيها بقوة خلال 2103، حيث يواجه المجتمع المصري الآن ظروفاً اقتصادية صعبة ومشكلات عديدة مجتمعية وأمنية، وهذا يحتم علي الشركة أن تسخر كل إمكاناتها لمساعدة المجتمع في طرح حلول متطورة لهذه المشكلات، وذلك فإن نجاح استراتيجية IBM في الفترة المقبلة مرهون بالقدرة علي تقديم حلول للمجتمع تساعده علي حل المشكلات التي يواجهها.
وتابع طلعت أنه علي سبيل المثال مشكلة إيصال الدعم لمستحقيه، فهناك مواطنون يستحقون بشدة هذا الدعم، في حين أنه يصرف لآخرين غير مستحقين، لأن هناك أسواقاً موازية يتكسب من ورائها بعض الأشخاص بشكل غير رسمي، في حين أن المستحقين للدعم لا يمارسون أي أعمال موازية لأعمالهم.
وأشار إلي أن IBM يمكنها من خلال التكنولوجيا أن تتبع الأنماط الاستهلاكية وتحديد فئات المواطنين المختلفة ومدي استحقاقهم للدعم بشكل دقيق وهذه الأنماط الاستهلاكية قد تكون في فواتير الكهرباء والمياه وعدد السيارات في الأسرة والملف الضريبي وغيرها، ويمكن من خلال ربط قواعد البيانات الرقمية المختلفة للجهات الحكومية أن نتعرف علي مناطق الخلل، وأن تقدم حلولاً جديدة لمشكلة الدعم.
وأوضح مدير « IBM » مصر أن هناك أيضاً مشكلات أخري كالإسراف في الدواء المدعم، وهذا المجال قد يشهد تجاوزات عديدة تهدد كثيراً من الموارد المخصصة لعلاج الفقراء، وتقوم الشركة بتقديم الحلول التكنولوجية التي تساعد علي التعرف علي الأمراض عند كل مواطن ونمط استهلاكه للدواء، وهذا من شأنه أن يضع أيدينا علي أي تجاوزات، فلو وجدنا أن نمط الاستهلاك لدي المواطن أكبر من احتياجاته، يمكن بذلك تنظيم دورات العمل لتيسير اتجاه تقليل هذه الانحرافات.
وقال طلعت إن لدي IBM حلولاً تكنولوجية متقدمة يمكن أن تقدمها الشركة لميكنة المحاكم والمساهمة في تسريع أداء العدالة وتلبية حقوق المتقاضين من خلال رفع كفاءة هذا الأداء.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالمشكلات الأمنية، فانه يتم الإعتماد علي استخدام تقنيات وعمل قواعد بيانات لجميع الخارجين عن القانون، ومن ثم توقيع الأحكام عليهم من واقع سجلات الداخلية وأقسام الشرطة، وتساعد هذه الحلول التقنية في تحديد أنماط الأفعال الإجرامية وربطها بأشخاص مرتكبيها، وعند حدوث جريمة ما في مكان ما فإنه يتم تحديد دائرة المشتبه فيهم ومساعدة الجهاز الأمني في سرعة ضبط المجرمين.
وأوضح طلعت أن الشركة تواكب احتياجات السوق في كل القطاعات بمصر واتجهت لعقد شراكات مع قطاعات أخري مثل الاتصالات والبترول والقطاع المصرفي ليتنوع حجم أعمال الشركة، معرباً عن أمله في أن يسترجع القطاع الحكومي درجات التعاون مع الشركة.
وفيما يتعلق بالخدمات التعليمية التي تقدمها الشركة في السوق المحلي، أشار إلي أن IBM تقدم مجموعة من الحلول في مجال التعليم، فمن خلال هذه الحلول يمكن المساعدة في بناء مدارس أكثر ذكاء مع توفير الحلول لأداء الطالب، تدريب المعلمين، كما توفر الشركة أيضاً نظرة شاملة للمتعلم للنهوض بالمستقبل، وهذا البرنامج التعليمي يسمح للمعلمين بالتكيف لتلبية الاحتياجات التعليمية الفريدة للمتعلم، وإعدادهم للنجاح الأكاديمي والاستعداد الوظيفي.
وأكد أن الشركة تقدم الآن مجموعة من الدورات التدريبية لمساعدة الطلاب علي مواكبة التطورات الراهنة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك من خلال التعاون مع مجموعة من الهيئات التعليمية مثل جامعة القاهرة وجامعة المستقبل، بالإضافة إلي أن الشركة لديها شراكة مع البنك الدولي IFC لتدريب الطلاب داخل هذا البرنامج بالشراكة مع بنك الإسكندرية.
وحول ما إذا كان للشركة دور في مبادرة «التابلت التعليمي» الذي تعتزم وزارتي الاتصالات والتعليم نشره في المدارس، أوضح مدير عام IBM مصر أن شركته تسعي للتوسع في مجالات التعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك من خلال إضافة بعض البرامج التعليمية في هذه المبادرة، وذلك بهدف الوصول لأكبر شريحة من المستفيدين وإيماناً بأهمية دعم الطلاب بكل ما هو جديد من تقنيات وخبرات وبرامج.
وفيما يخص ما أعلنت عنه IBM بأن جميع خدماتها وبرمجياتها السحابية ستعتمد علي التطبيقات « مفتوحة المصدر »، لفت إلي أن المصدر المفتوح والمعايير المفتوحة ذات فائدة هائلة للمستهلك النهائي، وهي عوامل تحفيز رئيسية للإبداع، فكما أحدث تبني المعايير المفتوحة والمصدر المفتوح ثورة في عالم الإنترنت بالنسبة لنظام التشغيل لينوكس Linux سيكون لهما أيضاً تأثير هائل علي الحوسبة السحابية.
وحول التحديات التي تواجه الشركة في السوق المحلي، أشار إلي أن الظروف الحالية للبلاد أفرزت قدراً من التحديات التي تواجه الشركة، ولكن IBM لم تتوقف عند هذه النقطة، وذلك لما لديها من خبرة في السوق المصري منذ عام 1954، مما جعلها تشهد جميع التحولات التي حدثت في السوق المصري ابتداء بالحروب وأزماتها وتخوفاتها، وعلي الرغم من ذلك حرصت علي التواجد، لأن الاستثمار خلال فترة الأزمات يجعل الشركة تخرج أقوي وأكثر استقراراً، بالإضافة إلي تكنولوجيا المعلومات كلاعب رئيسي في حل جميع المشكلات.
وأوضح عمرو طلعت أنه في إطار محاولات « IBM » للحد من أزمة المرور، تبحث الشركة مع الجامعة اليابانية تنفيذ برنامج يحاكي المرور بمنطقة برج العرب.
وكشف أن الشركة تحرص دائماً علي النهوض بالمؤسسات التعليمية والبحثية وأن دور « IBM » في هذا التعاون يتركز في دعم هذا البحث من خلال مركز IBM للدراسات المتقدمة بالقاهرة، لإتاحة منصة بحثية مشتركة.
وأكد مدير عام IBM مصر أن الشركة مستعدة لدعم المشروع الذي تقدم به نخبة من الباحثين يطلق عليه «إسكندرية الذكية»، والذي يركز علي إيجاد حلول لمشاكل المرور في محافظة الإسكندرية بوجه عام ومدينة برج العرب بوجه خاص اعتماداً علي استخدام أحدث الحلول والتطبيقات التقنية الحديثة، مشيراً إلي أن تنفيذ هذا المشروع يعتمد علي الجهات المختصة.
وقال طلعت إن IBM قدمت توقع بعصر جديد من النظم المعرفية يمكن فيه للحواسب أن تتمتع بحواس بصر وشم ولمس وتذوق وسمع علي طريقتها الخاصة، وكشفت فيه النقاب عن قائمتها السنوية السابعة المعروفة باسم «5in5»، وهي عبارة عن قائمة تضم الابتكارات التي تتوقع الشركة أنها سوف تغير الطريقة التي يعمل بها الناس ويعيشون ويتفاعلون مع بعضهم البعض خلال السنوات الخمس المقبلة.
وأضاف أن هذه التوقعات تضمنت تطوير بطاريات «تتنفس» أي تستخدام الأكسجين لتوليد الطاقة، وهي البطاريات التي يمكن أن تعيش لنحو 10 أضعاف البطاريات التقليدية، ويمكن اعتبارها حلاً مثالياً لمشكلة ضعف بطاريات الهواتف الذكية، التي يمكن اعتبارها ذات عمر قليل أو متوسط في أفضل الأحوال، وأن IBM تذهب إلي إمكانية استغناء الأجهزة الإلكترونية الصغيرة عن البطاريات، وتستعين بشحنات كهربائية صغيرة سواء «التكروستاتيكية» أو «ديناميكية حركية» مستقبلاً.
وأوضح أن الشركة قامت مؤخراً بالتعاون مع جامعة القاهرة في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بينهما في ديسمبر 2011، تقوم من خلالها شركة IBM برفع وتنمية مهارات الطلبة بقسم هندسة الحاسبات لتصبح مؤهلة للعمل في الأسواق العالمية، وذلك من خلال تواجد خبراء IBM داخل الجامعة وتواصلهم مع أعضاء هيئة التدريس وتديب الطلاب.
وأكد طلعت أن هدف هذا التعاون الذي استمر حتي نهاية العام يتمثل في دعم الطلاب بكل ما هو جديد من تقنيات وخبرات وبرامج، وذلك من خلال محاضرات مفصلة وعروض حية مقدمة من قبل خبراء الشركة، بالإضافة إلي ندوات عن برامج « IBM » داخل الجامعات والمسئولية الاجتماعية وإدارة المشروعات، مما يزيد من قدرتهم الأكايمية والتنافسية، ويأتي هذا التعاون ليعكس الدور الذي تقوم به الشركة لتنمية وتطوير الكوادر المصرية، وخلق جيل من قادة المستقبل، ودعم الدولة في بناء منظومة تعليمية متميزة قادرة علي مواكبة المتغيرات العالمية.