صرح المهندس محمود نظيم أحمد نجيب وكيل اول وزارة البترول والثروة المعدنية لشئون البترول بان ازمة السولار والديزل في مصر “أزمة نفسية” روّج لها تجار السوق السوداء من اجل تشجيع الناس على التهافت للحصول على اكثر من احتياجاتهم خوفا من الغد، وخاصة في مواسم الحصادالزراعى حيث يزداد الاقبال على هذه المواد البترولية.
واكد المهندس نظيم، في تصريحات لوكالة انباء الشرق الاوسط في ختام اجتماعات اللجنة المصرية السعودية المشتركة في الرياض، ان العرض من هذه المواد حاليا اكثر من الطلب، حيث تم الاتفاق مع وزارة الزراعة على تزويد السوق بكميات اكثر من اجل تغطية احتياجات موسم الحصاد ونقل البضائع.
وقال نظيم انه تم تقدير احتياجات السوق بنحو 2500 طن يوميا، مشيرا الى ان المعروض يوفر هذه الكمية التى تعادل اكثر من 45 مليون لتر بينما الطلب يتراوح حول 35 مليون لتر، وقد حاول بعض اصحاب النفوس المريضة استغلال الوضع وتخزين كميات كبيرة واعادة بيعها في السوق السوداء وجهات التفتيش تبذل قصارى جهدها ولكن لايمكن تعيين رجل امن على كل
مواطن.
واكد ان ازمة الديزل والسولار “ازمة نفسية” وصار من المالوف ان يحمل كثيرون اكثر من جركن لملئها قبل ان يقوم بتموين سيارته، واذا كان البعض يخزن لنفسه فان الغالبية تقوم بإعادة البيع في السوق السوداء.
وحول انتاج مصر من البترول والغاز قال وكيل اول وزارة البترول ان “مصر تعتبر من الدول التى تحقق انتاجا معقولا من البترول والغاز يبلغ حوالى 8ر1 مليون برميل، وهذا رقم معقول بالنسبة لانتاج الدول ولكن زيادة الاستهلاك هو احد العوائق التى تحول دون استمتاع مصر بهذا الانتاج. وكما هو معلوم فان المواد البترولية مدعمة، تباع باقل من سدس سعرها العالمى، وانتاجنا من البترول يستهلك محليا، بل اننا نستورد 30\% فوق انتاجنا لكى نغطى الفجوة بين الانتاج والاستهلاك”.
وحول نتائج المباحثات مع الجانب السعودى اوضح ان اللقاءات مع السعوديين تناولت اوجه التعاون في مجالات صناعة البترول والبتروكيماويات، وتبادل الخبرات ونحن في مصر لدينا شركات متخصصة في انشاء المشروعات البترولية العملاقة مثل شركة “إنبى” وشركة “بتروجيت”، وهذه الشركات ساهمت مع شركة ارامكو السعودية في اقامة مشروعات عملاقة داخل السعودية، ونحن نسعى لمزيد من التعاون واقامة المشروعات المشتركة.
وقال ان هناك شركات سعودية مصرية مشتركة في مجال صيانة المنشآت البترولية، ففى مصر شركتين متخصصتين في هذا المجال ولدينا شركة متخصصة في مجال التصميمات الهندسية والانشاءات تعمل في اكثر من 14 دولة من بينها ليبيا والعراق والكويت والسعودية.
وحول صناعة البتروكيماويات بيّن المهندس محمود نظيم انه تم اجراء مباحثات هامة مع المسئولين في شركة سابك السعودية للبتروكيماويات وهى اكبر شركة بتروكيماويات في العالم، ونتوقع خلال الايام المقبلة عقد لقاء بين الخبراء والمختصين من الجانبين لتفعيل ماتم الاتفاق عليه، مشيرا الى ان مصر طلبت استيراد بعض المنتجات البتروكيماوية الوسيطة التى تقام عليها صناعات صغيرة ومتوسطة، وستخدم في دعم الاقتصاد الوطنى وتوفر فرص عمل تشجع القطاع الخاص لفتح مجالات اوسع للمنشآت الصغيرة.
وتم الاتفاق على استكشاف فرص الاستثمار في مصر خاصة وان لدينا فرص واعدة في مجال الصناعات التكميلية التى تعتمد على مخرجات صناعة البتروكيماويات كالحبيبيات مثل صناعة المواد البلاستيكية والبوليستر واللدائن، وهذه تفتح مجالات لاقامة العديد من المشروعات الصغيرة.
واكد ان مصر سوقا واعدة 90 مليون نسمة وهى ايضا بوابة لافريقيا ويمكن من خلال مصر تسويق المنتجات السعودية في افريقيا خاصة مع مجموعة “الكوميسا” حيث تتمتع مصر باعفاء جمركى للتبادل التجارى مع هذه الدول.
وحول وارداتنا من المواد البترولية السعودية قال المهندس نظيم انها كما هى قبل ثورة 25 يناير ولم تتاثر بعد الثورة وخاصة البوتاجاز حيث ان مصر تعتمد على السعودية في استيراد معظم احتياجاتها من البوتاجاز، مشيرا الى ان التغيرات في سوق واسعار البترول العالمية لا علاقة لها بثورات الربيع العربى.