منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تحافظ علي الأداء القوي وأوروبا تعود من جديد
الهند والصين تعززان جهود جذب الاستثمار الأجنبي الربع الأول
سجل نشاط الاندماج والاستحواذ العالمي بعض المؤشرات خلال الربع الأول من 2013 قد تحدد ملامحه الفترة المقبلة حتي حلول العام المقبل، كان أهمها عودة الصفقات الكبري في بعض القطاعات واستمرار الاداء القوي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فضلاً عن تحسن محتمل للسوق الأوروبية بفضل القطاع المالي، الا ان تحديد مدي تعافي السوق أو الفترة التي يحتاجها للعودة إلي طبيعته لا يزال أمراً عصياً علي المحللين.
وبحسب تحليل أعدته مؤسسة «آلان آندو أفري» التي ترصد صفقات الاندماج والاستحواذ عالميا، فإن الأسواق عالية العائد بدأت تعود بقوة في أوروبا، حيث أثبت المستثمرون الرغبة في تحمل المخاطر العالية لمطاردة العائدات الأكبر، كما أن هناك تحسناً كبيراً بالاستثمار في تمويل الديون اللازمة لعقد صفقات الاندماج والاستحواذ المباشرة بالنجاح وهو ما ظهر في عائدات تمويل النشاط في ألمانيا.
وفي الولايات المتحدة كانت هناك علامات واعدة خلال الربع الأول من 2013، أهمها عودة الصفقات من النوع الثقيل التي كان يشكك البعض في امكانية ظهورها مرة اخري بسبب طول فترة التباطؤ الاقتصادي.
ورغم التوصل لصفقات كبري والتي تعتبر طفرة صغيرة نسبيا في أروقة الاستثمار،إلا أن الهدوء لا يزال هو الطابع المسيطر علي سوق الاندماجات والاستحواذات الأمريكي بسبب تأخر استعادة الثقة بالكامل.
وتعتبر الثقة الهشة أحد اهم الملاحظات علي السوق الأوروبية – ايضا-رغم تحسن الأسس الهيكلية لنشاط السوق،خاصة بعد تفجر أزمة قبرص التي جددت المخاوف ازاء مستقبل منطقة اليورو،الا انه لا يمكن القول أن كانت ستؤثر علي المحادثات المتعلقة بالصفقات التي ما زالت قيد التفاوض أم لا.
وتمثل أزمة قبرص صداعا في رأس أوروبا الشمالية والشرقية ودول الاتحاد السوفيتي السابق،وفي مقدمتها روسيا أكبر المتعاملين في القطاع المالي القبرصي، وأكبر المتضررين من تدهور اوضاعها الاقتصادية واضطرارها للحصول علي حزمة انقاذ أوروبية، وبمعني آخر فأنه من غير المستغرب أن تركز الشركات في هذه المنطقة علي إعادة هيكلة انشطتها وديونها بدلا من التفكير في البحث عن صفقات اندماج واستحواذ.
لكن هذه التوترات لم تمنع أسواقاً مثل التشيك وبولندا بصفة خاصة من اظهار حيوية مقبولة نسبياً. وفي منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا فإن الأجواء الايجابية التي ادت لانتعاش النشاط في 2012 استمرت في تأثيرها علي الربع الأول من العام الجاري،حيث استفاد السوق من قوته، خاصة استقرار القطاع المالي،الا أن التوترات السياسية في اسواق بعض من دول المنطقة دفع بعض المستثمرين إلي عدم الدخول في صفقات قوية، رغم أن البعض الآخر اعتبرها فرصة مواتية لاقتناص شركات واعدة تتعرض لأزمة في الوقت الراهن.
وعلي الصعيد الأسيوي فإن الهند تسير بخطي ثابتة في تنفيذ اصلاحات هيكلية في الاسواق وهو ما كان له تأثير ايجابي علي الصفقات في قطاعات مختلفة من بينها التجزئة والمطارات الجوية، وقبيل الانتخابات التشريعة اتفقت الاحزاب المتنافسة علي ضرورة تنفيذ اصلاحات لجذب مزيد من الاستثمار الاجنبي عبر خطوات تحرير الاسواق من القيود السياسية والمالية.
كما أكدت الإدارة الصينية الجديدة علي رغبتها في زيادة رقعة الاستثمار الاجنبي في خارطة النمو خلال السنوات القادمة،وهو ما كان واضحا في اختيار القيادات الجديدة المسئولة عن التوجهات السياسية والصناعية للبلاد. ويعتبر التراجع في اسعار السلع الاساسية والمواد الخام فرصة ذهبية للراغبين بالفوز بصفقات جيدة، وشركات العقارات هدفاً متميزاً للصفقات الخارجية.
ومع تزايد معدلات تراجع الين أمام الدولار فإن اليابان تعتبر أكثر أسواق الاندماجات والاستحواذات اثارة وسط السوق الاسيوية الهادئة بفضل ارتفاع اسواق الأسهم والأمل في عودة العمل إلي الصعود مرة ثانية في حركة تصحيحية منتظرة وحاجة اليابان للبحث عن أسواق خارجية لبضائعها مع تباطؤ السوق الرئيسية لها في اوروبا والولايات المتحدة.
بوجه عام كانت الصفقات مثمرة لكنها تجنبت المخاطر وهي علامة مميزة حتي لأكثر القطاعات هدوءاً مثل الطاقة والموارد الطبيعية التي تأثرت بتراجع أسعار السلع الأساسية والمواد الخام،لكن تتوقع التقرير أن يقود القطاع المالي في أوروبا هو صاحب الصفقات الأقوي في الأشهر الثلاثة الأولي من 2013 رغم التأثير المحتمل لأزمة قبرص،لكنه سيكون تأثيرا محدودا ومؤقت بعد التوصل لاتفاق المساعدة الأوروبية.
كما كان قطاع البنية التحتية يعد من اصحاب الاداء الجيد بفضل شركات المرافق والمطارات الجوية وهو ما سوف يستمر بفعل تحسن ظروف التمويل الذي نشط في الآونة الأخيرة مع زيادة السيولة المالية في الاسواق.
وبالنسبة لقطاع علوم الحياة فإن الربع الأول من العام الجاري كان الاسوأ منذ ربيع 2009 رغم بعض النشاط لشركات الدواء والادوات الطبية وشركات تجارة التجزئة، لكن قطاع التكنولوجيا والإعلام كان نشاطا بفضل صفقات كبيرة في الولايات المتحدة وألمانيا.