تزايد الإقبال علي « بنزين 92 » بعد تراجع الكميات المطروحة من «80» .. و محطات في القاهرة لم تتسلم حصتها منذ أربعة أيام.. والأولوية للقطاع العام
%20 عجـزاً في السولار بمحافظات الوجه القبلي و10% بالبحري رغم بدء موسم الحصاد
تفاقمت أزمة المواد البترولية من جديد، فقد شهد العديد من المحافظات نقصاً كبيراً في إمدادات بنزين 80 و92 والسولار خلال الفترة الحالية حتي أصبحت عرضاً مستمراً.
ورصدت «البورصة» في جولة بعدد من محطات الوقود تراجع الكميات الموردة، حيث ارتفعت تعريفة الركوب بوسائل النقل الخاصة بنسب متفاوتة وقال سائقو الميكروباصات إن أزمة الوقود عادت من جديد في جميع المحافظات، مؤكدين أن الأزمة عادت بقوة في العديد من المحافظات وبدأ التفاقم في السولار بسبب موسم الحصاد.
وأوضح محمد سيد، سائق ملاكي، أنه فوجئ بعدم توافر بنزين 80 في محطات عديدة بالقاهرة، واضطر إلي تمويل سياراته ببنزين 92 في أول يوم للأزمة، ولكن سرعان ما بدأ ينفد هو الآخر من المحطات.
وكشف مدير محطة مصر للبترول، أن جهات الامداد لم تورد بنزين 80 وسولار لمدة ثلاثة أيام، وهو ما ضاعف الطلب علي بنزين 92.
وأضاف أن الكمية المخصصة للمحطة 44 ألف لتر سولار لم يورد منها سوي 20 ألفا، و40 ألف لتر بنزين 80 لم يصلنا إلا 20 ألفا في آخر حصة منذ عدة أيام.
وأشار ماهر رسمي، مدير محطة شل للبترول بمحافظة القاهرة، إلي أن حصة المحطة من بنزين 92 والسولار لم تصل إلي المحطة لمدة يومين،مما أدي إلي توقفها عن العمل يوم الخميس الماضي.
ولفت إلي أن حصة المحطة 66 ألف لتر من بنزين92 ضخ منها 16 ألفا يوم الجمعة الماضي والسولار 44 ألفا لم تورد أي كميات منها.
وأوضح ان هناك اقبالاً كبيراً جدا من المستهلكين في المحافظة علي بنزين 92 لعدم توافر بنزين 80 في العديد من المحطات.
وأكد مدير محطة شل للبترول، أن أزمة المواد البترولية قادمة من جديد وبشراسة وتصاعدت في هذه الفترة الأخيرة بشكل كبير، والكميات التي تورد للمحطة لا تكفي الاستهلاك لمدة 6 ساعات.
وأشار إلي أن خطة التوزيع للمواد البترولية أعطت الأولوية لمحطات القطاع العام مثل التعاون ومصر للبترول.
وأضاف سامي حسن، مدير محطة موبيل للبترول، أن الكمية المخصصة للمحطة 45 ألف لتر يوميا، ولكن لم نتلق أي كميات لمدة أربعة أيام، مشيرا إلي أن الأزمة بدأت منذ الثلاثاء الماضي بجميع المواد البترولية من سولار وبنزين 92 و80، موضحاً أن الكثير من محطات موبيل لا تتسلم أي مواد بترولية في هذه الفترة بسبب قلة الكمية التي تورد من الهيئة العامة للبترول.
وأضاف أن هناك اقبالاً كبيراً من السيارات التابعة لمحافظات الفيوم وبني سويف والصعيد بوجه عام علي بنزين 92، لندرة السولار وبنزين 80 في تلك المحافظات.
ولا تقل الأزمة في المحافظات الأخري، فمع بدء موسم حصاد القمح وصلت نسبة العجزإلي 20% في محافظات الصعيد، و10% في الوجه البحري.
وقال سامي عزيز، وكيل وزارة التموين ببني سويف، إن المحافظة لم تتسلم اي كميات سولار منذ يوم الخميس الماضي، لافتا إلي أن ما يورد لها 200 ألف لتر يوميا فيما تستهلك 750 ألفا، ما أدي إلي تزاحم الجرارات أمام محطات البنزين.
أكد لـ «البورصة» أن المحافظة لم تتسلم أي كميات من بنزين 80 لليوم الثالث علي التوالي، موضحا أن حجم استهلاكها يتراوح بين 200 و300 ألف لتر يوميا، ونعتمد علي بنزين 90 الذي تتسلم منه 70 إلي 80 ألف لتر لتعويض فرق الاستهلاك وهو ما حد من تفاقم الأزمة.
أرجع الأزمة إلي حرص المزارعين علي تخزين كميات من السولار، قبل موسم حصاد القمح وبدء زراعات الموسم الصيفي، اضافة إلي شراء البلطجية كميات كبيرة لبيعها في السوق السوداء.
وأشار خالد عبد المقصود، عضو شعبة المواد البترولية بمحافظة بني سويف إلي أن نسبة العجز داخل المحافظة تصل إلي 10% من إجمالي الكميات الواردة، مشيرا إلي عودة الجراكن مرة اخري والاتجاه إلي تخزين السولار بعد اختفاء هذا المشهد منذ نهاية الشهر الماضي.
وقال علي جابر، وكيل وزارة التموين بقنا، إن الأزمة مستمرة منذ أربعة أيام، حيث تستقبل المحافظة 50 طن يوميا من بنزين 80 في الوقت الذي تستهلك 150 طنا، ويصلها 65 طن بنزين 90 من بواقي المخازن بينما تستهلك 100 طن، ويورد لها 131 طنا من بنزين 92 وهو ما يعادل النقص في بنزين 80 حيث تصل الكميات التي تستهلكها 75 طناً يوميا.
أضاف أن كمية السولار المتاحة للمحافظة يوميا 537 طنا، في الوقت الذي نستهلك 800 طن، لافتا إلي زيادة معدلات الاستهلاك هذه الايام سواء بسبب حصاد القمح أو لتموين سيارات نقل الخضر والفاكهة من الصعيد إلي الوجه البحري علي الطريق بين أسوان والقاهرة.
أضاف حفظي صادق، مدير التموين بمحافظة الجيزة،أن نسبة العجز اليومي في السولار تتراوح بين 100و200 ألف لتر يوميا، حيث يصل المحافظة 2.273 مليون لتر، بينما تستهلك 2.5 مليون لتر سولار.
أوضح أن عدد محطات التموين بالمحافظة يصل إلي 219 منها 39 محطة علي الطرق السريعة عالية الاستهلاك، لافتا إلي أن حجم استهلاك البنزين 80 في حدود 1.22 مليون لتر يوميا، يورد للمحافظة مليون لتر فقط، يعوض الفارق باستخدام بنزين 92 الذي تزيد كميات توريده %54 علي معدلات الاستهلاك، حيث نستقبل 1.420 مليون لتر، بينما نستهلك 923 ألفا.
وقال نجيب عبد الحميد، وكيل وزارة التموين بالمنيا، إن رصيد المحافظة من السولار بالمستودعات 4 آلاف و649 طنا، مشيرا إلي هناك عجزا في بنزين 80 يقدر بنحو 50 طن يوميا،حيث تتسلم المحافظة 150 طنا وتستهلك 200 طن، ويعوض الفرق من بنزين 90 و92 حيث يصلها منهما 97 طناً يومياً، ما ساعد في السيطرة علي الأزمة.
وأشار محمد رفعت، عضو شعبة المواد البترولية بمحافظة المنيا، إلي أن ظهور الأزمة من جديد بالمحافظة أدي إلي تكدس السيارات أمام محطات البنزين فور العلم بوصول كميات من سولار.
ونفي مجدي عبدالرحيم سليم، وكيل وزارة التموين بأسيوط، وجود مستودعات وقود بالمحافظة، حيث تستقبل المحافظة 1.2 مليون لتر سولار يوميا، ولا يتعدي حجم استهلاكها هذا المعدل.
وقال إن أزمة بنزين 80 تراجعت نتيجة تقلص الفجوة بين الواردات والاستهلاك إلي 50 ألف لتر – فقط – حيث نستقبل 300 ألف لتر، ونستهلك 350 ألفا.
وأوضح إمام بركة، عضو مجلس إدارة شعبة المواد البترولية بمحافظة الفيوم، أن الكمية المقررة للمحافظة من السولار تقدر بنحو 960 طناً يوميا، تتسلم منها 800 طن فقط، مضيفا أن المحافظة تشهد ايضا نقصا في بنزين 80 حيث إن الكمية الواردة لا تتجاوز 200 طن من اجمالي الحصة المقدرة بـنحو 400 طن.
أشار إلي أن الفلاحين يستخدمون في الوقت الحالي تصريحاً من الجمعية الزراعية للحصول علي كميات السولار التي يحتاجونها لتشغيل ماكينات الري، إلا أن الجمعيات لا توفر تلك الكميات باكملها.
.وقال حسين المحمدي، وكيل مصر للبترول بمنطقة وسط الدلتا،إن نسبة العجز في السولار بمحافظات الوجه البحري وصلت إلي 10%، وعادة ما تبدأ الازمة بهذه النسبة قبل أن يتفاقم العجز، مطالبا بتشكيل لجنة ثلاثية من وزارة التموين للتفتيش اليومي علي المحطات دون تصيد الأخطاء لأصحاب المحطات،خاصة أنهم عادة ما يفترضون سوء النية في صاحب المحطة.
أوضح كريم سامي، عضو شعبة المواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية وصاحب محطة بنزين بطريق مصر اسيوط الصحراوي،أن نسبة العجز في السولار وصلت إلي 20% في محافظات الوجه القبلي، حيث يتسلم 60 ألف لتر بدلا من 80 ألفاً، مطالباً، بضرورة تأمين المحطات من قبل قوات الشرطة أو القوات المسلحة، خاصة أن اصحابها يتعرضون للسب والقذف من قبل المواطنين.
من جهته قال وحيد أبو زيد، رئيس نقابة وكلاء المحطات، إن الوجه القبلي عادة ما يعاني من مشكلة النقص الحاد في كميات السولار، حيث يرفض اصحاب المحطات تعبئة جراكن ما يثير غضب المواطنين الذين يرغبون في الاحتفاظ بكميات كاحتياطي عند السفر.