الشركة تنتظر موافقة الحكومة المصرية للبدء في التحول من استخدام الغاز الطبيعي واستبداله بالفحم والوقود المستخرج من النفايات الصلبة.
اعلن خوسيه ماريا ماجرينا- الرئيس التنفيذي للشركة العربية للأسمنت عن قيام الشركة باتخاذ كافة الإجراءات والخطوات اللازمة للتحول من استخدام الغاز الطبيعي في مصانعها، واستبداله بالفحم والوقود المستخرج من النفايات الصلبة أو ما يُطلق عليهRDF . وقد أوضح ماجرينا أن الشركة مستعدة لاستبدال 100% من كمية الغاز المطلوبة لتشغيل مصنعها، حيث تقدمت الشركة بالفعل بطلب رسمي للحكومة المصرية للترخيص لها بذلك يوم 14 مارس الماضي. وحتى الآن لم تتلقى الشركة أي رد من الحكومة بهذا الخصوص، بالرغم من أهمية هذه الخطوة للاقتصاد القومي في مصر.
اضاف مارجرينا خلال المؤتمر الموسع الذي عقدته الشركة اليوم ، انه وعلى مدار الشهور الأربعة الأخيرة، تسبب العجز الكبير في مصادر الطاقة بمصر لحدوث تراجع بنسبة 20% في الطاقة الإنتاجية لشركات الأسمنت ( 3.7 مليون طن متري/ 1.3 مليار جنيه) خلال الفترة المنقضية من 2013، بينما تراجعت الطاقة الإنتاجية للشركة العربية للأسمنت بنسبة 25% (350 ألف طن متري/ 175 مليون جنيه) خلال نفس الفترة. ومن المتوقع حدوث المزيد من الخسائر خلال شهور الصيف، بما يؤثر على الطاقة الإنتاجية لمصانع الأسمنت بنسبة 50%، عندما ترتفع درجة الحرارة وتتزايد معها معدلات استهلاك الكهرباء لذروتها.
هذا وكانت الحكومة المصرية تشجع منتجي الأسمنت حتى أواخر 2010 على استخدام الغاز الطبيعي، وهو ما جعلهم يستثمرون مئات الملايين في التحول لاستخدام الغاز الطبيعي كمصدر رئيسي للطاقة. ولكن نظراً لأزمة الطاقة الحالية في مصر، غيّرت الحكومة المصرية من توجهاتها، حيث طلبت من نفس المنتجين تغيير اعتمادهم على الغاز كمصدر للطاقة واستبداله بمصادر أخرى مثل الفحم ومصادر الطاقة الأخرى.
.
وتعليقاً على تحول الشركة للوقود البديل، يقول السيد/ خوسيه ماريا ماجرينا- الرئيس التنفيذي للشركة العربية للأسمنت”إنّ التحول لمصادر الطاقة البديلة في قطاع الأسمنت على المستوى القومي سيكون له آثار إيجابية بلا شك على الاقتصاد المحلي بشكل عام، على الرغم من أن ذلك الإجراء يفرض العديد من التحديات على المنتجين في هذا القطاع. فالاستثمارات المطلوبة للتحول من الغاز الطبيعي أو المازوت إلى الفحم تتطلب من 6-8 ملايين دولار لكل مليون طن إنتاج، بينما تبلغ تكاليف التحول للوقود المستخرج من النفايات الصلبة من 8-12 مليون دولار/ مليون طن. وحتى تلتزم شركات القطاع الخاص بتلك الاستثمارات الهائلة، يجب على الحكومة منح حوافز استثمارية لتلك المبادرات، من خلال وضع سياسة واضحة تتضمن دعم حكومي محدد للشركات المنتجة. في نفس الوقت، ينبغي الإسراع في منح الموافقات لشركات الأسمنت التي تقوم بتلك التحولات الكبيرة، لتعظيم النتائج المترتبة على تلك الاستثمارات، وكذلك إزالة كافة الأعباء المالية المفروضة على شركات الأسمنت الجديدة والمتمثلة في رسوم الحصول على تراخيص التشغيل. فمن المفترض أن تغطي هذه الرسوم كميات الغاز الطبيعي المدعم التي تحتاجها الشركة لتشغيل المصنع، و حالياً سعر الغاز ليس مدعم و لا نتلقى الكمية اللازمة للتشغيل بالكامل.”
وحتى الآن لم تحصل الشركة العربية للأسمنت على موافقة الحكومة لاستخدام الفحم كوقود بديل لتشغيل مصنعها، والذي سيحل محل 70% من كميات الغاز الطبيعي المطلوبة كوقود بديل. وبمجرد حصول الشركة على هذه الموافقات، ستتم عملية التحول خلال الربع الأخير من العام الحالي.
يضيف ماجرينا”باعتبارنا من كبرى شركات الأسمنت العاملة في مصر، فإننا نتطلع دائماً لتطوير وتنمية أعمالنا وجعلها أكثر كفاءة. وعلى الرغم من أن استخدام الفحم والوقود البديل ليست أفضل الخطوات العملية لتحقيق هذا الهدف، إلا أننا نؤمن بأنها خطوة هامة لمصر والمجتمع ككل. ولذلك نعتقد أن استثمارنا في هذا الإطار يعد من الخطوات الحيوية لتحسين مستويات تشغيلنا في السوق المصري، بما يتيح لنا رفع أدائنا التنافسي باعتبارنا أول شركة في مصر تستخدم الفحم في إنتاج الأسمنت بالسوق المحلي. إن استبدال الغاز الطبيعي بمصادر أخرى للطاقة سيعود بالعديد من الفوائد والمزايا على الحكومة المصرية التي تسعى جاهدة لإمداد مصانع الأسمنت الأخرى بالغاز الطبيعي. ومن خلال استثمارنا الكبير في هذا المجال، فإننا سنساهم في رفع العبء عن كاهل الحكومة المصرية. وفي المقابل، ترى الشركة العربية للأسمنت أنها تستحق الحصول على الموافقة البيئية بشكل سريع، مع إزالة رسوم رخصة التشغيل، و التي كانت مفروضة في الأصل لاستخدام الغاز الطبيعي و الآن سيكون الموقف مختلف.”
وتحتاج الشركة العربية للأسمنت حالياً إلى 378 مليون متر مكعب من الغاز كل عام، وهي الكمية التي سيتم توفيرها عند استخدام نظام الوقود البديل. إضافة إلى ذلك، فقد أشارت دراسة حديثة لتقييم الأثر البيئي أن استخدام الفحم والوقود المستخرج من النفايات الصلبة لن يتسبب في أية ارتفاع في مستوى تلوث البيئة، سواءً من المداخن أو في البيئة المحيطة بالمصنع. في نفس الوقت لا ينبعث غبار كثير عند نقل واستخدام الفحم، مقارنة بخامات الكلينكر والفوسفات والحديد، بالإضافة إلى أن نقل الفحم أكثر أماناً من نقل المنتجات البترولية.
تنتج الشركة العربية للأسمنت 5 ملايين طن من الأسمنت الفاخر كل عام، وهو ما يمثل 10% من إجمالي إنتاج الأسمنت في مصر.