دول البريكس تهرب من ركود الدول المتقدمة للاستثمار في أفريقيا
500 مليار دولار تجارة خُماسي البريكس مع القارة السمراء 2015
تسعي الأسواق الناشئة إلي زيادة حجم التبادل التجاري فيما بينها لتعويض التراجع في الصادرات إلي الغرب والولايات المتحدة ودول اخري تعاني من ازمات اقتصادية قلصت من الطلب علي السلع.
وتعاني دولة مثل البرازيل من تراجع حاد في الأداء الاقتصادي في الربع الأول من العام الجاري نظرا لهبوط عائدات قطاع التعدين القاطرة الرئيسية لازدهار البلاد بسبب ضعف الطلب الصيني علي الموارد الطبيعية.
ولم يؤثر تراجع الطلب الصيني علي السلع الأساسية علي البرازيل وحدها لكنه ألقي بظلاله علي دول آخري في مجموعة البريكس التي تضم ايضا الهند وروسيا وجنوب أفريقيا.
وتعتبر الصين خلال السنوات العشر الماضية المحرك الرئيسي لشعار التجارة من الجنوب إلي الجنوب والتي تشير إلي نمو التبادل التجاري بين الدول الناشئة في جنوب القارات الآسيوية والأفريقية واللاتينية، لكنها لم تعد قادرة علي تحقيق معدلات نمو تفوق الـ 10% كما حدث في العقد الماضي.
وقد غيرت الصين من الاستراتيجية التي تعتمد علي استيراد المواد الطبيعية لتصنيعها واعادة تصديرها الأمر الذي كان ينعش التبادل التجاري مع الدول الناشئة، وتعمل حكومة بكين حاليا علي تنشيط الاستهلاك المحلي لتعويض الركود العالمي وتراجع الطلب علي سلعها وهو ما يضعف طلبها علي المعادن وغيرها التي كانت تشتريها من البرازيل وجنوب أفريقيا وروسيا.
وسجلت الدول الثلاث البرازيل والهند جنوب أفريقيا تراجعا في نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر الثلاثة الأولي من العام الجاري وهو ما يعكس التأثير السلبي عليها من ضعف الطلب الصيني.
وبحسب تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية فإن البيانات الصادرة عن الحكومة البرازيلية تشير إلي أنها صدرت إلي الاسواق الناشئة الأخري سلعاً بقيمة 282 مليار دولار في 2012 وهو ما يمثل عشرة اضعاف صادراتها إلي هذه الاسواق في 2002.
وتستحوذ الصين علي نصيب الأسد من حجم التبادل التجاري بين الدول الناشئة حيث تسيطر علي 38% من الصادرات البينية للاسواق الناشئة تليها الهند بنسبة 22% وباقي الدول بنسب متقاربة.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين دول البريكس والدول المتقدمة 6.04 تريليون دولار في 2012، تستحوذ الصين وحدها علي ثلثي هذا الرقم بحسب بيانات الحكومة البرازيلية.
وتشير تقديرات صندوق النقد الدولي إلي أن حجم التجارة البينية بين الدول الناشئة باستثناء الصين بلغ في 2012 ثلاثة تريليونات دولار.
وتعتمد البرازيل علي التصدير لدول المنطقة أكثر من الغرب خصوصا الأرجنتين التي تستورد البضائع المصنعة لكن صادراتها عبر المحيطات تنمو ايضا خصوصا إلي قارة أفريقيا التي تشهد طفرة في الاستهلاك هائلة.
وتحولت أفريقيا مؤخرا إلي ساحة معركة بين الدول الناشئة التي تتنافس للفوز بعقود التنقيب عن الثروات الطبيعية لخلق جبهة جديدة لصادراتها ولتحقيق مزيد من السيطرة علي اسواق السلع الأساسية.
ووصل حجم التبادل التجاري بين الاسواق الناشئة وأفريقيا إلي 340 مليار دولار في 2012 ليتضاعف عشر مرات عن مستويات 2001 وفي 2007 صعدت تجارة دول البريكس مع أفريقيا بمقدار يفوق الضعف بقيادة جنوب أفريقيا. ويتوقع الخبراء نمو تجارة البريكس مع أفريقيا بحلول 2015 إلي 500 مليار دولار وسوف يكون نصيب الصين وحدها من هذه التجارة 300 مليار دولار وهو ما يعادل 60% من هذه التجارة.