اختلف وكلاء محطات البنزين حول جدوي طرح البنزين 85 في السوق المحلي تجنبا لتفاقم الأزمة الحالية في بنزين 80 و92، وسط توقعات برفع تعريفة الركوب حال ارتفاع سعر بنزين 85 علي 80.
وكشف مصدر مسئول بوزارة البترول عن دراسة الغاء بنزين 80 من السوق المحلي ورفع الاوكتان لتحسين أدائه داخل محركات السيارات وتقليل العادم، بتبديله ببنزين 85.
وقال ناصر محارم، وكيل إكسون موبيل إن الوزارة لم تطرح حتي الآن أي كميات من بنزين 85 بعد إعلانها أنها ستطرح هذه النوعية بهدف تغطية الاستهلاك متوقعا ان يصل سعره 125 قرشاً للتر.
في المقابل حذر عوض البلاح وكيل مصر للبترول بالوجه البحري من زيادة أسعار بنزين 85 علي حد 130 قرشاً للتر ما قد ينتج عنه استمرار الأزمة متوقعا تأثير وجود هذا النوع من البنزين علي شراء السيارات الفارهة فالمواطن سيقبل علي شراء السيارات المتوسطة لتتناسب مع نوعية البنزين الجديدة.
وطالب مجدي القرنشاوي، وكيل مصر للبترول بمنطقة شبراخيت بالبحيرة وكلاء السيارات باستيراد السيارات الموفرة للبنزين بدلا من ضخ نوعية جديدة من البنزين 85 في السوق المحلي، مضيفاً أن السيارات المستعملة هي الاكثر استهلاكا للوقود ومن ثم فإن المستهلك سيفضل شراء السيارات الجديدة علي المستعملة لانخفاض الفروق السعرية بين النوعين.
من جانبه، قال محمد خميس، عضو شعبة المواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية إن أزمة البنزين ستستمر حال ضخ نوعية جديدة من البنزين 85، لأن سببها في الأساس انخفاض السيولة المالية للدولة، في الوقت الذي يعاني فيه السوق عدم احكام الرقابة من جانب مفتشي التموين لتجنب النقص في السولار.
وطالب كريم سامي، عضو شعبة المواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية وصاحب محطة علي طريق مصر اسيوط الصحراوي، بتوفير الاعتمادات المالية للمواد البترولية بدلا من طرح نوعية جديدة من البنزين بأي شكل خاصة أنه عادة لا يجد اي كميات من البنزين لدي مستودع مسطرد، مشيراً إلي ان العجز في البنزين بمحطات الطرق الصحراوية يصل إلي 100% في بعض الأحيان.
وقال خالد عزت صاحب إحدي المحطات بالقاهرة، ان بنزين 85 لن يحل مشكلة الوقود في مصر فيمكن ان يشهد عجزا في كمياته اسوة ببنزين 80، مطالبا الحكومة بتحديد كمياته في حالة طرحه بالسوق.
وفي سياق متصل، طالب مدير إحدي محطات البنزين بأن يكون سعر 85 المتوقع نزوله للأسواق بين 125و 135 قرشاً وسيعود الربح للدولة وأيضا قائد السيارة لاستهلاك 85 لما له من مواصفات جودة أعلي من بنزين 80 المخالف للشروط البيئية.
وأوضح أن محطات تموين السيارات تشتمل علي 3 مكونات أساسية تتمثل في خزانات تحت الأرض لتخزين المنتجات البترولية وطلمبات يتم بها تدفيع المنتج ومسدسات تمون بها السيارة وعند توزيع بنزين 85 سنحتاج إلي زيادة مسدسات التموين.
وقال أحد أصحاب محطات الوقود، إن فكرة إلغاء بنزين 80 واستبداله ببنزين 85 والتنويه عن رفع سعره بعد شهور إلي 2.75 جنيه بدلا من سعره الأساسي 90 قرشاً، أكبر دليل علي فشل الحكومة في حل أزمة نقص البنزين، وتوقع أن يتقاتل السائقون من أجل الحصول علي أكبر كمية من البنزين لتخزينها قبل صدور القرار.
وأشار إلي أن هذا القرار سيؤدي إلي نشاط تجار السوق السوداء بشدة وفرض سيطرتهم علي محطات الوقود، بالإضافة إلي البلطجية الذين سوف يحصلون علي كميات لا حصر لها من البنزين، مشيراً إلي أن هؤلاء هم أكبر مستفيدين من مثل هذه القرارات.
واضاف محمد محمود، مدير محطة مصر للبترول ان الطلب ازداد علي بنزين 80 وأصبحت هناك أزمة يومية وتمني ان تصدق الوزارة في توفير بنزين 85 لأنه سوف يحل جزءاً من الأزمة ولكن يكون سعره منخفضاً وأتوقع أن تكون تعريفته 125 قرشاً.
بينما استبعد أحمد عزمي، مدير محطة توتال، صحة ما تردد عن طرح بنزين 85 بالسوق بدلا من 80، خاصة أن هذا الأمر مثار منذ تولي عبدالله غراب وزارة البترول.
واضاف أنه يرفض بنزين 85 بسبب فرق السعر وتوقع ان تبلغ قيمته 1.5 جنيه للتر، كما سيضطر أصحاب المحطات لتغيير المضخات والمسدسات.
ومن جانب آخر، أكد نصر محفوظ صاحب سيارة أجرة أن الآلاف من سيارات التاكسي الأسود ستتوقف عن العمل، أو تحول إلي الغاز الطبيعي وإلا ستلجأ لرفع الأجرة تأثرًا بإلغاء بنزين 80، وقد تزيد أجرتها علي التاكسي الأبيض تعويضًا لخسائر السائقين.
وقال عبده سعد سائق إنه يفضل بنزين 85 علي بنزين 80 إذا توافر في الأسواق، لأنه يعاني من الوقوف في الطوابير بالخمس ساعات يومياً للحصول علي الوقود.