بلتون: تراجع القوة الشرائية للجنيه يضعف الإنفاق الاستهلاكي
البورصة تتداول عند أدني متوسط مضاعف ربحية فى 5 سنوات حول 9.1 مرة
ثلاثة سيناريوهات لاكتتاب زيادة رأس مال بالم هيلز تسهم في تقليص الفجوة التمويلية
فشل صفقة “Q-invest” ” لا يسلب هيرميس قوة مركزها المالي و السعر العادل للسهم 13.96 جنيهاً
دخول مصنع الحديد المختزل الجديد لنصف الثاني من 2014 للانتاج يقود “عز” لتحقيق وفورات اقتصادية بالتكاليف
توقع تقرير لشركة بلتون للاستثمارات استمرار تأثير الأحداث السياسية والاقتصادية علي مشاعر المستثمرين في ظل حالة الضبابية التي يشهدها السوق , مع استمرار الضغوط علي الرئاسة والحكومة بالإضافة لعدم وجود إجماع شعبي أو توافق في الاراء علي ركائز سياسية واضحة للمرحلة القادمة وخلق رؤية طويلة المدي للاقتصاد, أو حتي صياغة أهداف محددة قصيرة الاجل من شأنها تحفيز الاقتصاد .
وتري بلتون نظرة معتدلة علي السوق المصري بسبب عدم وضوح التوقعات المستقبلية بشأن السوق رغم من الانخفاض الكبير في الاسعار ووجود العديد من الفرص بالسوق , وعلي الرغم من تداول السوق أدني متوسط مضاعف ربحية فى 5 سنوات والبالغ 9.4 مرة ليتداول حول 9.1 مرة , إلا أنه يتداول أعلي متوسط مضاعف القيمة الدفترية لنفس الفترة والبالغ 1.4 مرة متداولا عند 1.7 مرة .
وأكد التقرير النظرة المعتدلة رغم توقعات بنمو ارباح الشركات بنحو 5.4% في المتوسط بنهاية 2013 والتي من المفترض أن يقفز الي 20.3% في 2014 مع تحسن المشهد بعد إنتخابات مجلس الشعب الجديد في 2014 .
ألقي التقرير الضوء علي عدد من الاسهم الواعدة داخل كل قطاع , مؤكداً علي أن الانخفاض الملحوظ في اسعار الاسهم يسمح بتحديد نقاط مغرية للدخول والتي ستؤدي لتحقيق أرباح في تلك الاسهم بالمتوسط 32.8% , لافتا إلى قوة الاساس المالي لقطاع الخدمات المالية مع توقعات باستمرار نمو ارباح قطاع البنوك مع ارتفاع اسعار الفائدة , وتركيز القطاع علي تمويل الافراد والمشروعات الصغيرة .
وعلي الجانب الاخر أشار التقرير الي أن فشل صفقة “هيرمس” , ” “Q-invest” ” لا يسلب قوة المركز المالي للشركة , والتي تتداول حالياً عند أدني مستوي لها خلال 8 سنوات عند 7.3 جنيه .
وأوضح التقرير أن استمرار الانخفاض ببطء في سعرالجنيه المصري يمثل تحدي كبير لشركات القطاع الاستهلاكي للسلع والخدمات مع تآكل هوامش الربح لبعضها , ومع ذلك أوصي التقرير بالتركيز علي سهم “النساجون الشرقيون ” كأفضل شركات القطاع والتي تحقق مكاسب من الانخفاضات المتتالية في سعر الجنيه .
أشار التقرير الي أن شركة “حديد عز” واحده من الشركات التي تلعب دور هام في قطاع الانشاء بدعم من مرونة بناء المساكن الخاصة بالاضافة الي انها مستفيدة من تراجع سعر الجنيه , حيث يتم تقييم منتجاتها بالاسعار العالمية المقومة بالدولار .
أضاف التقرير أن مع دخول مصنع الحديد المختزل الجديد في النصف الثاني من 2014 للانتاج ستستطيع الشركة من تحقيق وفورات اقتصادية كبيرة في التكاليف , وحتي في ضوء زيادة محتملة في سعر الغاز من 4 دولار للمليون وحدة حرارية الي 6 دولار , فإنها ستسطيع تحقيق معدل نمو يصل الي 15% بعد دخول مبيعات المصنع الجديد .
أشار التقرير الي قيادة سهم ” طلعت مصطفي” للقطاع العقاري , مع توقعات بلتون بإنتعاش معتدل في 2013 بالاضافة الي أن المصرية للاتصالات أفضل أسهم قطاع الاتصالات نظراً لعائد التوزيعات المرتفع للسهم , وسعره المغري , وحصول الشركة علي رخصة المحمول الرابعة لتحلق بعيداً عن باقي شركات القطاع .
وأكد التقرير أنه من بداية عام 2013 والسوق مدعوم بشكل قوي من مشتريات المؤسسات المصرية , علي الرغم من تشوه المؤشر بسبب صفقة “QNB” , “NSGB” في مارس 2013 لتظهر صافي تعاملات المؤسسات العربية مشترية , والمصرية بائعة , إلا أن السوق شاهد في مايو الماضي خروج المؤسسات العربية ,وصافي شراء للمؤسسات المصرية والاجنبية .
أشار تقرير بلتون الي استمرار سعي “هيرمس” لاستكمال خطتها الاستراتيجية علي مدار الاعوام القادمة بعد فشل صفقة الاندماج مع “Q-invest” , والتي تستهدف خفض التكاليف و خاصة تكاليف بنك الاستثمار إلي 500 مليون جنيه بنهاية عام 2014 كما تخطط لتحقيق 780 مليون جنيه إجمالي تكاليف تشغيلية للمجموعة في نهاية 2013 بزيادة 9% عن العام الماضي وتشمل مكافاءات نهاية الخدمة للعاملين .
يذكر أن “هيرمس” استطاعت تخفيض مصروفات ذراع بنك الاستثمار 18% خلال الفترة من 2010 وحتي نهاية 2012 عن طريق تسريح 17% من العاملين لديها , ونقل بعض خدمات الدعم الفني الي مصر , بالاضافة الي تخفيض مرتبات الادارة العليا , وتقليص المصروفات الادارية والخاصة بالسفر والترويج , والايجار .
وتتوقع بلتون تخفيض أكثر للمصروفات خلال العامان القادمين بنسبة 36% , عن طريق تسريح بعض الموظفين وخفض أكبر للمصروفات الادارية
وسيساهم برنامج تخفيض التكاليف الحالي الاضافة لاستغلال الاصول العاطلة والتي تقدر بحوالي 50% من مقرات الشركة في القرية الذكية وابراج النايل سيتي و برج المؤشر بعد تأجيرها في نمو حقوق الملكية .
وتقدر أصول الشركة السائلة بـ 5.95 جنيه للسهم تمثل 86% من قيمة السهم السوقية طبقاً لأخر سعر اغلاق عند 6.9 جنيه مما يعني أن قيمة بنك الاعتماد اللبناني تمثل 0.96 جنيه من قيمة السهم , وهذا التقييم يقدر حقوق الملكية في البنك بما يقترب من الصفر علي الرغم من تمثيلها 12.9% من قيمة الشركة في 2011 و 14.9% في 2012 و 12.2% خلال الربع الاول من 2013, والتي تقدر طبقاً لأخر ميزانية للشركة بنحو 4.82 جنيه للسهم .
قامت بلتون بتقييم مضاعف ربحية الشركة عند 6.7 مرة بعد فشل صفقة “كيو انفست” معتمدة في ذلك علي تتبع ارباح الشركة خلال الفترة من 2007 حتي نهاية 2011 , ويرجع السبب لأستخدام هذه الفترة لحساب متوسط الارباح المتوقع خلال 2013 و 2014 , الا أنها شهدت الشركة خلالها دورة أقتصادية كاملة بدءً من الازمة المالية العالمية في 2008 مروراً بالإضطربات الداخلية لمصر خلال عامين ونصف شهدت خلالها الشركة تذبذبات كبيرة في ارباح نشاط السمسرة وفي سعر السهم .
وحددت بلتون القيمة العادلة لسهم هيرمس عند 13.96 جنيه بزيادة قدرها 100% عن سعر تداول السهم في السوق حالياً حول 6.95 جنيه
وتعتقد بلتون أن المخاطر في مصر محددة وتفرض نفسها علي حركة السهم , بسبب أنها واحدة من أكبر نسب السعر السوقي / القيمة الدفترية منذ بيع بنك “عودة” والاستحواذ علي بنك “الاعتماد اللبناني” .
وتري “بلتون” أن هذا يمثل دعم سلبي للسهم علي المدي الطويل ,حيث يمثل بنك الاعتماد ثلث ايرادات الشركة , و بالتالي فإن السهم يجب أن يعكس المخاطر النظامية اللبنانية .
أوضح التقرير التحديات التي يواجهها قطاع السيارات المصري في 2013 , مع انخفاض الانفاق الاستهلاكي , وضعف القوة الشرائية للجنيه .
واشار إلي أن تباطؤ الاقتصاد قابله ارتفاع في حالة عدم الاستقرار سياسي , نتج عنها خفض الانفاق الاستهلاكي للافراد علي السلع الكمالية منها السيارات وأصبح الطلب للأفراد ذوي الحاجة الملحة للسيارات بدلاً من أصحاب طلبات الاستبدال والتحديث مما أفقد السوق جزءً كبيراً من الطلب .
وأضاف أن ضعف القوة الشرائية للجنيه أدي إلي إرتفاع اسعار السيارات مما دفع المستوردين والمنتجين إلي تمريرها إلي السوق في محاولة للتخفيف من حدة خفض هوامش الارباح , مما يجعل هذه المتغيرات تشكل تحديات رئيسية للصناعة خلال الفترة المقبلة.
ومن المتوقع أن يشهد العام الحالي تراجع في مبيعات السيارات الشخصية بنحو 5% علي الرغم من تحقيقها 14.7% معدل نمو خلال الربع الاول من العام الحالي والذي يرجع غالباً إلي خوف المستهلكين من زيادة الاسعار بشكل أكبر في المستقبل مما أدي لتعجيل عمليات الشراء بسبب توقعاتهم بمزيد من الانخفاض في قيمة العملة .
وذكر أن الانخفاض في حجم الطلب السوقي له أيضاً تبعات علي نمو العرض الصناعي , حيث أن ارتفاع حجم المعروض المحلي زاد من القوة التفاوضية لتجار الجملة والتجزئة ما خلق أكثر من سعر لنفس الوحدة من السيارات وأخرج المتحكمين الرئيسين بالتسعير من السوق, وهذا ما دفع “جي بي أوتو” لتغيير إستراتيجيتها عن طريق تقليل حجم المعروض من السيارة ماركة “هيونداي” لتجار الجملة والتجزئة وضغط عليهم لعمل توازن في السوق بين قوي العرض والطلب واستعادة قدرتها في عملية السيطرة علي التسعير مرة أخري علي الرغم من تراجع حصتها السوقية .
وعلي الرغم من الانخفاض في الحصة السوقية للشركة خلال الربع الاول من 2013 , تخطط الشركة لتحقيق نتائج أعمال قوية علي عكس إتجاه السوق , وتوقعات “بلتون”.
تعتقد “بلتون” أن الشركة ستواجه العديد من التحديات خلال 2013 خاصة الربع الثاني من العام والذي يرجع لضعف القوي الشرائية للمستهلكين لتصل إلي أدني مستوياتها التاريخية , وكذلك بالنسبة لسوء الاوضاع السياسية والاقتصادية والتي تؤثر علي نفسية المستهلكين , كما أن استراتيجية الشركة الجديدة سيكون لها دور أيضاً في التأثير علي حصتها السوقية .
وعلي الجانب الاخر تري “بلتون” أن نتيجة تراجع الحصة السوقية لـ”جي بي أوتو” في الربع الاول نتيجة احتفاظ الوكلاء بوحدات من المخزون والتي تمكنهم من تزويد تجار التجزئة , ومع تعرض الوكلاء لنقص في مخزون الوحدات المعروضة فإن تجار التجزئة سيتوجهوا مباشرة ً إلي “جي بي أوتو” مما سيدفع الشركة لإستعادة مكانتها مرة أخري عند مستوي 30% من الحصة السوقية .
وفي قطاع العقارات اختارت “بلتون” شركة “بالم هيلز” كواحدة من أفضل الشركات داخل القطاع علي الرغم مما تعانية الشركة من ضعف تمويلي لمشروعاتها .
وتسعي “بالم هيلز” الي زيادة رأسمالها بنحو 600 مليون جنيه مع فصل حق الاكتتاب عن القيمة الاسمية للسهم والذي قد يساعد الشركة بشكل كبير في سد الفجوة التمويلية لها والبالغة 1.785 مليار جنيه سيتم تدبير 200 مليون جنيه منها عن طريق قرض من البنك العربي الافريقي الدولي والسعي لتوفير 600 مليون جنيه عن طريق زيادة رأس المال مما يقلص العجز التمويلي الي 985 مليون جنيه فقط , تقترح “بلتون” سد هذا العجز عن طريق جدولة بعض القروض والاقساط , وجدولة إعادة مدفوعات الشركة للعقود الملغاة , ومحاولة توفير قروض أخري .
وطرحت “بلتون” ثلاث سيناريوهات لعملية الاكتتاب ممكنة الحدوث , أولها هو ضخ المنصور والمغربي للاستثمار والتنمية “MMID” و المساهمين الرئيسيين والذين يملكون 49% من رأس المال أموال عن طريق الاكتتاب والذي سيوفر 600 مليون جنيه أموال جديدة داخل الشركة , فيما سيكون السيناريو الثاني أن يقوم “MMID” بالاشتراك في برنامج حقوق الاكتتاب عن طريق تحويل جزء من قروضه الممنوحة للشركة إلي أسهم حسب معامل التحويل الذي سيتم الاتفاق عليه , وتري “بلتون” السيناريو الثالث أن يبيع “MMID” حقوق اكتتابه لطرف ثالث من المحتمل أن يكون مستثمر استراتيجي .
تعتقد “بلتون” أن السيناريو الاول والثالث ايجابيان للشركة نظراً لتوفير أموال جديدة سيتم ضخها , مما يحسن موقف السيولة داخل الشركة , فيما يعتبر السيناريو الثاني سلبي نظراً لأن حجم الاموال التي ستم ضخها في الشركة تعتمد علي معامل التحويل الذي سيتم التحويل علي اساسه .
وكجزء من زيادة رأس المال ” فإن “بالم هيلز” ستأخذ خطوات إيجابية نحو إستعادة عملياتها وثقة العملاء في اسم الشركة خلال 2013 , حيث تركز الشركة علي توقيع عقود مع شركات كبيرة عاملة في مجال الانشاءات مثل “اوراسكوم للانشاء” و “أولاد حسن علام” للتأكد من أن الاعمال لن تتعطل مرة أخري لتجنب المزيد من التأخير في التسليم , علاوةً علي ذلك كانت إدارة الشركة فى مفاوضات متواصلة مع البنوك والحكومة لإعادة جدولة الديون ومدفوعات الاراضي وبناءاً عليه تم تحديد مواعيد جديدة لمدفوعات الجزء الاكبر من ديونها في 2013 بالإضافة الي نجاح الشركة في الحصول علي قرض متوسط الاجل من البنك العربي الافريقي بقيمة 200 مليون جنيه .
وفيما يتعلق بقطاع الاتصالات المصري فإن المصرية للاتصالات لم يتم الاعلان حتي الان عن كيفية تسعير الخدمة الافتراضية الجديدة .
ويعتقد مجلس إدارة “المصرية للاتصالات” أن الرخصة الجديدة ستكلف الشركة استثمارات بنحو 100 مليون دولار , وفقاً لذلك فلا ينبغي أن يتجاوز مستوي النفقات الرأسمالية 7ــ 10% خلال 2013 ولذلك فإن إدارة الشركة لن تستثمر في 2G أو 3G وإنما ستقوم بإستجئار البنية التحتية لشركة “فودافون” مصر , كهدف الشركة لأن تصبح مشغل إتصالات متكامل والبدء في تقديم خدمات الاتصالات المتنقلة بما في ذلك البيانات المتنقلة , عن طريق العروض المجمعة لخدمات المحمول والخط الثابت ونقل البيانات .
وتري “بلتون” أن الرخصة الجديدة ليست الداعم الكبير لإيرادات الشركة المستقبلية إلا أنها سوف تساعد من زيادة الايرادت الاجمالية مع تراجع إيرادات خدمات الخط الأراضي.
وتستهدف الشركة 10 ــ 15% من الحصة السوقية لخدمات المحمول خلال الـ 3 سنوات الاولي من بدء العملية , وتعتبر “بلتون” هذا الرقم متفائل جداً مع توقعات بنسبة 5 ــ 7% من الناحية الواقعية , كما ستنخفض هوامش الربحية خاصة مع استأجار البنية التحتية لتشغيل الخدمة الجديدة .
واحتفظت “بلتون” بتقييمها لشهادة إيداع “اوراسكوم تليكوم” عند 4.33 دولار ما يعادل 6 جنيه تقريباً للسهم طبقاً لحقوق المساهمين بالشركة والبالغة 3.86 مليار دولار في “دجيزي” و كقيمة كاملة للشركة عند 6.5 مليار دولار إلا أن هذا التقييم محفوف بالمخاطر في إنتظار أي بيانات جديدة بخصوص “دجيزي ” أو عرض جديد من “باسكندال” بعد فشل العرض الاول بعد قبول 16% فقط للعرض في حين كان الحد الادني لتنفيذ الصفقة 26.16% من إجمالي رأسمال الشركة .