هل سبق ولاحظت أن القادة العظام يطرحون أفضل الأسئلة؟ إن القادة الأذكياء يجلسون بهدوء في الاجتماعات ويصغون بحرص لما يقال، ومن ثم يطرحون سؤالا يغير اتجاه الحديث وأداء الفريق في اللحظة المناسبة.
إن مراقبة قائد متميز وهو يطرح الأسئلة الوجيهة، أشبه برؤية موسيقار عظيم يعرف تماما متى يعزف كل نغمة، أو مثل رياضي محترف يسدد ضرباته في اللحظات الحاسمة. هذه الميزة النادرة حسب رأيي تمثل فن الإدارة.
أطمح أن أكون واحدا من القادة الذين يتمتعون بهذه الميزة، وآمل أنني مع تقدم العمر والتجربة سأكتسب الحكمة والتوقيت اللازمين لهذه المهارة، وقد أدركت من واقع تجربتي أن أفضل الأسئلة تتمحور حول عدد من المواضيع، يمكن أن تساعدكم على الحصول على أفضل النتائج. وهي كالآتي:
السؤال الأول: هل الأمر عاجل أم ضروري؟
يمكن للمسائل العاجلة أن تعيق أداء الأمور الجوهرية والضرورية. وعلى سبيل المثال: قد يظن الموظفون أن تفقد بريدهم الإلكتروني صباح كل يوم هو أمر أساسي، إلا أنه قد لا يكون بتلك الأهمية. وهنالك من يرون أن بدء يوم العمل بتنفيذ مهمة أو مهمتين أساسيتين، قبل أن تعترض الأمور العاجلة طريقك هو الطريق إلى النجاح، وأنا أرى أن هذه النظرية منطقية جدا.
أما لدى القائد فإن الاهتمام بالأمور الجوهرية على حساب أمور يخيل لنا أنها مهمة وهي ليست كذلك، هو أمر ممتاز ويجب أن تطرح الأسئلة بشأنه دائما.
السؤال الثاني: ما هي الأمور التي ينبغي لنا أن نضعها جانبا؟
من أجل توفير الوقت والتركيز على الضرورات، يجب عليك استبعاد الأمور الأقل أهمية، والنشاطات التي تشتت تركيزك أو تضيع وقتك. هل لدى فريقك قائمة بالأمور التي يجب وضعها جانبا في الوقت الحاضر؟ إن مساعدة موظفيك على تحديد الأمور التي ينبغي تأجيلها، سيتيح لهم وقتا أكبر ونشاطا أكثر للتركيز على الأمور الأساسية فعلا.
السؤال الثالث: ما هي مواطن قوتك؟
إليكم سرا: القادة العظام يعلمون تماما ما هي نقاط ضعفهم، إلا أن الأهم من ذلك هو أنهم يعرفون كيف يجدون موظفين مناسبين يعوضونهم عنها، ويفوضون لهم المهمات المناسبة. وبذلك يمنحونهم الوقت والنشاط للتركيز على أقوى مهاراتهم. تذكر أن امتلاكك للكثير من المهارات والمزايا القيادية لا يعني أنك لا تمتلك أي نقاط ضعف. واطرح أسئلة تسلط الضوء على مواطن قوة موظفيك ومهاراتهم.
السؤال الرابع: ما هو العنصر المفقود؟
القادة المتميزون يتقبلون فكرة أن شيئا ما ينقص مؤسساتهم، سواء أكان ذلك في خدماتها أو في تقييمها لمناخ المنافسة في السوق، أو في أي أمر آخر. كما أن طرح الأسئلة على الفريق لمعرفة ما ينقص المؤسسة يشي بمدى وعي القائد وتفكيره المتفتح. وحين تجد ثقافة مؤسسية تتسم بالإبداع فاعلم أن وراءها قائدا يطرح هذا السؤال.
وفي النهاية، تذكر دائما أن تطرح أسئلتك بأسلوب متواضع وغير متعال، وأن تطلب من موظفيك أن يساعدوك في الإجابة عنها، والتوصل إلى حلول لكل ما يواجه المؤسسة من تحديات ومشكلات.
تنشر بالاتفاق مع فوربس الشرق الاوسط
بقلم : مايك مادوك