محمد سالم : 1500 تابلت مبيعات شهرية نخطط لمضاعفتها قريباً.. وطرح 250 ألفا بداية العام المقبل
افتتاح 3 مراكز لخدمة العملاء بالإسكندرية والزقازيق وأسيوط قبل نهاية 2013
14 مليون جنيه مستحقات متأخرة طرف الحكومة منها 10 ملايين علي « المصرية للاتصالات »
الحكومة تطرح المشروعات بـ« أيدٍ مرتعشة » وتدفع المستحقات بـ« أيدٍ مغلولة »
تستهدف شركة « سيكو » للصناعات الإلكترونية إنشاء خط إنتاج لتصنيع الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية بالسوق المحلي بحلول العام المقبل، وأنها تقوم الآن بالتفاوض مع شركة فرنسية لتوريد خط الإنتاج لها، وتقدر قيمة استثمارات المشروع بنحو 8 إلي 10 ملايين جنيه.
وقال المهندس محمد سالم، الرئيس التنفيذي لشركة « سيكو » للصناعات الإلكترونية إن سوق تكنولوجيا المعلومات سيتأثر سلباً بالأحداث السياسية، التي تنتظرها مختلف محافظات الجمهورية في 30 يونيو، وأن الاحصاءات والدراسات تؤكد تراجع قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة 7% لكل 1% انخفاضاً في الناتج القومي، وبالتالي فإن أي احداث تؤثر علي الحالة الاقتصادية للدولة يتبعها تراجع في القطاع، ما يجعل السوق عرضة للتأثر السلبي نتيجة أي أحداث سياسية.
وأضاف أن قطاع الاتصالات يعد الأكثر تأثراً من مثل هذه الاحداث، وأن التجارب الإنسانية منذ 1920 أثبتت أن الطلب علي خدمات الاتصالات منذ صناعة « الراديو » كان يتزايد في ظل الازمات، نظرا لحاجة المستخدمين للتواصل مع بعضهم البعض، وأنه يجب علي وزارة الاتصالات بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني العمل من خلال محورين اساسيين للحد من التأثيرات السلبية التي يعاني منها قطاع تكنولوجيا المعلومات.
وأوضح سالم أن المحور الأول يجب أن يتركز علي تسهيل الشراء بالتقسيط من خلال البنوك، ولاسيما أن القطاع يواجه تحديات في هذا الشق، تتمثل في رفض البنوك تمويل سلع تقل قيمتها عن 3 آلاف جنيه، بينما غالبية منتجات القطاع أقل من السعر المحدد من جانب البنوك، اضافة إلي أن آليات التقسيط تعاني مع بطء إجراءات لا تتناسب مع سلعة سعرها رخيص، لذلك فإن القطاع في حاجة إلي تجزئة مصرفية لصغار المقترضين للعمل علي تشجيعهم لاقتناء وسائل تكنولوجيا المعلومات.
المحور الثاني، وفقا لرئيس شركة « سيكو »، الذي يجب أن تعمل عليه الحكومة ومنظمات المجتمع المدني للتقليل من التأثيرات السلبية للقطاع هو فتح باب التصدير، والبحث عن أسواق ناشئة بالسوق الافريقي والدول العربية الأخري لفتح قنوات بيع جديدة للموردين والصناع المحليين.
وقال سالم إن شركته تقدم منتجات « التابلت – أجهزة الكمبيوتر المكتبية – الشاشات – الحلول التعليمية التكنولوجية »، وتدرس الآن تصنيع الهواتف الذكية، كاشفا عن اطلاق الجهاز اللوحي الجديد « سيكو تاب 2 » الأسبوع المقبل، وطرح جهاز « سيكو تاب 2 جو »، وأن المنتجات التي تحمل اسم الشركة من الحاسبات اللوحية يتم تصنيعها حصريا لها، حيث قامت الشركة بشراء تصميم خاص بها علي ان تقوم مصانع بالصين بإجراء عمليات التصنيع لصالح « سيكو »، ويتم توريدها لتغذية السوق بها.
وأضاف أن الشركة تعاقدت مع « فودافون » لطرح الأجهزة اللوحية من خلالها، إضافة إلي إتمام التعاقد مع شركة « اتصالات » لطرح منتجاتها الجديدة خلال أسبوع، والعمل علي طرح منتجاتها في نحو 300 منفذ بيع آخر بمختلف المحافظات مثل « راية شوب – رزق الله – بي تك – كارفور ».
وكشف سالم عن استهداف الشركة تحقيق 25 ألف قطعة لمبيعات التابلت للعام الجاري، وأنها تخطط لتصنيعه بأحد أكبر المصانع بالصين، التي تصنع للعديد من الماركات العالمية، وتخطط للتصنيع داخل السوق المحلي، إلا أن الخطة مؤجلة لحين تحقيق مبيعات ثابتة لا تقل عن 10 آلاف قطعة شهرياً حتي يصبح التصنيع محلياً وذا جدوي اقتصادية.
وتوقع أن تبدأ الشركة خطتها في التصنيع محلياً خلال العام المقبل، مشيرا إلي أنه جار التفاوض مع شركة فرنسية لتحويل خط الإنتاج اليدوي بمصنعها إلي آخر إلكتروني، لتبدأ في تصنيع أجهزة الحاسبات اللوحية والهواتف الذكية محليا، وأن التكلفة الاستثمارية للمشروع تتراوح بين 8 و10 ملايين جنيه، وأنه من المنتظر أن يبدأ الاعداد للخط الجديد نهاية العام الجاري.
وأشار رئيس شركة « سيكو » إلي أن المستهدف من تصنيع الحاسبات اللوحية محلياً إنتاج ما بين 200 و250 ألف جهاز سنوياً بداية من العام المقبل، وذلك لضخها بالسوق المصري والأسواق المجاورة، وأن مبيعات الشركة تبلغ حالياً 1.5 ألف قطعة شهرياً، فيما تستهدف الشركة زيادتها ما بين 2 و3 آلاف قطعة شهرياً، لتصل إلي 10 آلاف قطعة شهرياً بنهاية العام المقبل، مؤكداً البدء بصناعة التابلت ثم تصنيع الهواتف الذكية، نظراً لأن الأخير مكوناته أقل والبوردة الخاصة به اصغر.
وأكد أن الشركة تستهدف التصميم والتصنيع محليا، وأن الافضلية في سوق تصنيع الإلكترونيات تكمن في التصميم، فهو يمثل القيمة المضافة الأهم للنشاط، بينما يأتي التصنيع في المرتبة الأخيرة نظراً لكونه اشبه بالتجميع للقطع علي البوردة الرئيسية، مشيرا إلي اتخاذ الشركة قرار التصميم كخطة استراتيجية لها للسنوات المقبلة، إلا أن الضغوط الحالية من جانب المستهلكين إضافة إلي الضغط الحكومي أجبراها علي البدء بالتصنيع محلياً بدلاً من التصميم.
وعن المنافسة المحلية بسوق الأجهزة اللوحية، يري سالم أن السوق المحلي ليس سعرياً كما يشاع عنه، وانما دائما ما يعقد المستهلك المصري معادلة ذهنية بين الجودة والامكانيات وخدمات ما بعد البيع وبين سعر المنتج، لذلك فهو لا يهتم بالمنتج الرخيص علي حساب العوامل الاخري من طرف المعادلة.
وكشف عن تقديم الشركة لخدمة ما بعد البيع من خلال مركز بمحافظة الجيزة علي مساحة 400 متر، ويقدم الخدمة لجميع المناطق بالجمهورية عن طريق شركات الشحن علي ان تتحمل الشركة تكلفة النقل، وافتتاح مركز للصيانة والدعم الفني والتدريب بالاسكندرية خلال شهر رمضان المقبل، اضافة إلي فرعين آخرين بالزقازيق لخدمة مناطق وسط الدلتا وآخر بمحافظة أسيوط لخدمة عملاء «سيكو» بالجنوب، وأنه من المنتظر افتتاحها رسمياً قبل حلول سبتمبر المقبل.
ولفت إلي أن الشركة تخطط للتوسع بالسوق الافريقي وبعض دول الشرق الأوسط، وأنه جار التفاوض مع عدد من شركات المحمول وشركاء بـ4 أسواق مجاورة لدعم مبيعات الشركة بالتصدير إليها، مؤكدا أن توقف المشروعات الحكومية ترك تأثيراً ملموساً، لأن الحكومة هي المشتري الأكبر بالقطاع، وبالتالي توقف طرحها للمشروعات أثر بشكل سلبي علي السوق.
وأوضح أن المسئولين الحكوميين يعملون حالياً بسياسة الايدي المرتعشة في الطرح والاستلام والايدي المغلولة في الدفع، مستدلا علي ذلك بتوقف «سيكو» عن التعامل مع الجانب الحكومي بعد ان كانت تستحوذ الشركة علي 35% من اجمالي مناقصات الحكومة لتوريد الأجهزة الإلكترونية، وأن للشركة 14 مليون جنيه مستحقات لدي الحكومة، منها 10 ملايين علي «المصرية للاتصالات» قيمة أعمال تمت من 3 أشهر، وأنه من المدهش هذا التباطؤ في صرف المستحقات.
وانتقد سالم مشروع وزارة الاتصالات لتصنيع الحاسبات اللوحية محليا، لما ينطوي عليه المشروع من مبالغة، لكونه مجرد عملية تجميع ليس اكثر، لكن أسلوب طرحه لا يصنع علامة تجارية مصرية، لذلك كان من الأولي أن يطلق المنتج بالأسواق للمستهلك العادي ليواجه تحديات السوق ويختبر نفسه ومصنعيه في القطاع لبيان عيوبه، ثم يتم تخصيص جزء منه للجانب التعليمي، لكن الحكومة بدأت بشكل عكسي حيث طلبت تصنيع منتج جديد وتجربته في الطلبة وهو غير مقبول، اضافة إلي عدم منح المدرسين فترات تدريبية علي المحتوي المقدم بالتابلت.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة « سيكو » إنه ابدي رفضه لآليات طرح المشروع قبل المرحلة الاولي، وأنه كان من الافضل ان تستثمر الحكومة في الابحاث والتصميم لابتكار تصميم للأجهزة اللوحية مصري خالص، لان التصنيع بمعناه الحالي هو تجميع فنحن نستورد جميع القطع من الخارج، عكس الصين التي بها مصانع لجميع القطع المستخدمة بالأجهزة من « بطاريات – شاشات – رامات – البلاستيك » وغيرها من القطع المكونة للأجهزة، لذلك فهي عملية تصنيعية كاملة، وهو ما يدفع الشركات العالمية إلي التوجه للتصنيع بالصين.
واضاف أن التصنيع محلياً بمفهومه الحالي لا يمثل اي قيمة مضافة، وأنه من المستبعد أن تشارك « سيكو » في المرحلة الثانية للمشروع، لأنه مجرد «بروباجندا دعائية»، وليس تصنيعاً بمعناه الحقيقي، وذلك علي الرغم من أن مصر تمتلك العديد من الكوادر الفنية في مجال التصميم بقطاع صناعة الإلكترونية علي رأسهم الدكتور خالد إسماعيل، وهو مؤسس شركة « سيسدي سوفت »، التي استحوذت عليها شركة «انتل العالمية»، كذلك الدكتور هشام هدارة، وحازم الطاوي، لكن هؤلاء المصممين يحتاجون إلي الاستثمار في ابحاثهم لابتكار حلول واختراعات وهو ما لا تفعله الدولة.
وعن التعاون مع مواقع التجارة الإلكترونية لبيع منتجات « سيكو » من أجهزة التابلت، كشف سالم عن التعاقد مع 5 شركات من كبار المنافذ الافتراضية علي الإنترنت هما «سوق دوت كوم – جوميه – نفسك – بيرمين – ديرانديل»، لكن المردود ما يزال متوسطا، مؤكدا ان المنافذ التقليدية لاتزال لها اليد العليا في حركة البيع في الأسواق.
وقال إن مواقع التجارة الإلكترونية منفذ تسويق أكثر من كونه منفذ بيع، وأن البحوث التسويقية التي اجرتها الشركة تؤكد ان العميل يبحث عن أسعار المنتجات وامكانياتها علي الإنترنت قبل ان يقوم بعملية الشراء ما يعزز من اهمية تواجد منتجات «سيكو» علي الإنترنت، لتسمح للمستهلك التعرف عليها بشكل أوسع.
واستبعد سالم ان تستحوذ مبيعات أجهزة الحاسبات اللوحية والهواتف الذكية علي حصة من مبيعات الأجهزة التقليدية أو تحقق نمواً علي حسابها، مؤكدا انه لا غني عن أجهزة « الديسك توب – اللاب توب » بالمؤسسات والشركات وسوق قطاع الاعمال، بينما سيعمل التابلت والهاتف الذكي علي اجتذاب شريحة من المستخدم لم تكن مستخدمة لوسائل تكنولوجية، أي أنها ستزيد من مستخدمي التكنولوجيا ولن تجتذب عملاء الوسائل الأخري.
ولفت إلي أنه تم التعاقد مع 6 مدارس خاصة وعدد من المعاهد القومية المتخصصة لتوريد جميع الاحتياجات التكنولوجية من ادوات التعليم إليهم، وكذا جار التفاوض حالياً مع 15 مدرسة خاصة أخري لتوريد حلول «سيكو» التعليمية العام الجاري.