نسعي لإنشاء شركة لجذب السياحة الأفريقية لمصر
« العطفي » رفض مشروعاً رائداً لحماية مياه الدولة و« قنديل » هوّن من مخاطر سد النهضة
إبراهيم الفيومي : سأقاضي كل من يعرقل مشروع نقل المياه من نهر الكونغو إلي النيل
حصلت شركة « ساكرو أوفر سيز » علي حق التنقيب عن البترول في 4 مواقع بجمهورية الكونغو الديمقراطية، ورخصة لإنشاء مصنع اسمنت، وتشغيل منجم نحاس، علاوة علي أنها وقعت اتفاقية مع شركة مصر للطيران لتطوير شركة الطيران الوطنية في الكونغو، وسبق أن وقعت مع هيئة السكة الحديد والشركة القابضة للنقل 2011 علي عمل دراسات جدوي لإنشاء خط سكة حديد يربط العاصمة كينشاسا بمدينة كيسينجالي بطول 1280 كيلو متراً، وذلك بموازاة الحدود مع جمهورية جنوب السودان.
قال إبراهيم الفيومي، رئيس مجلس إدارة شركة « ساكرو أوفر سيز » إن بنك مصر وعد بتخصيص مليار يورو لتمويل مشروعات الشركة داخل وخارج مصر.
وأضاف أن حرص بنك مصر علي تدبير تمويل لمشروعات الشركة، باعتبارها بداية حقيقية لعودة التواجد المصري في أفريقيا، ويسمح بتوفير أكثر من 3 ملايين فرصة عمل مصرية ومثلها للكونغوليين، فضلا عن أن الكونغو التزمت بعدم التوقيع علي اتفاقية عنتيبي حرصا منها علي علاقتها الاقتصادية مع مصر.
وأكد الفيومي في حواره لـ«البورصة» عزمه تبني تنفيذ مشروع نقل جزء من مياه نهر الكونغو، التي يلقي منها 1.2 تريليون متر مكعب من المياه في المحيط الأطلنطي سنوياً، لتغذية نهر النيل، وأنه تم الكشف عن وجود أماكن التقاء بين النهرين أثناء قيامه بعمل الدراسات الجيولوجية لإنشاء خط السكة الحديد.
وأوضح أنه عرض المشروع علي وزير الري الأسبق حسين العطفي فرفضه بحجة عدم قابليته للتنفيذ، والذي اتخذ قراره قبل ان يدرسه علميا، لذلك علي النائب العام تحويل ملف المشروع برمته إلي النيابة العامة، متوعداً كل من يقف في طريق تنفيذ هذا المشروع بمقاضاته.
وأشار إلي أن 50% من مياه الأمطار التي تسقط علي القارة الأفريقية تسقط في الكونغو، وأنها دولة بكر وتقوم حالياً بإنشاء بنيتها الأساسية، الأمر الذي يتيح فرص عمل كثيرة امام شركات المقاولات المصرية، ويعادل التواجد الإسرائيلي في شرق أفريقيا.
وكشف الفيومي عن قيام الشركات الإسرائيلية بشراء الأراضي الصالحة للزراعة حول منابع النيل في إثيوبيا لزراعتها، مؤكداً ان إسرائيل دعمت مشروع إنشاء سد الألفية بهدف محاصرة مصر من الخلف ومنع تدفق المياه إليها.
وطالب الفيومي المستثمرين المصريين بالاستثمار في قطاع الزراعة من خلال إنشاء شركات مشتركة مع الجانب الكونغولي، خاصة أن هناك 194 مليون هكتار صالحة للزراعة، تعادل 461 مليون فدان، يمكن زراعتها بمحاصيل خضر طازجة، واستثمار البحيرات الموجودة في صيد الأسماك لإنتاج السمك وتصديره إلي بلدان أوروبا.
وقال الفيومي، إن تعداد السكان الكونغوليين يصل إلي 60 مليون نسمة يعمل معظمهم في الزراعة، وأن مصر تستورد أغذية بنحو 11 مليار دولار سنوياً يمكن تعويضها بالاستثمار هناك علي أن يقسم العائد مناصفة، ولدينا خبرات كبيرة تسمح بإنشاء مشروعات مشتركة.
وقال أنه سبق وتقدم إلي الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، بطلب عندما كان وزيراً للري والموارد المائية شدد فيه علي ضرورة تشكيل لجنة إدارة أزمات لمواجهة الآثار المترتبة علي إنشاء سد النهضة، لكنه لم يهتم بالأمر، بل هوَّن من خطورة اقامة السد علي مصر.
وأكد الفيومي أن وزارة الري الحالية لا تصلح أن تكون مقاول حفر بدليل فشلها في تعميق قناة جونجلي، لأنها لا تهتم بتشغيل الأهالي المقيمين في منطقة المشروع، ولم يشعر المواطن في دول حوض النيل بقيمة المشاريع التي تقدمها وزارة الري.
وأشار إلي أنه عرض مشروع رصف 4 آلاف كيلو متر طولي علي المقاولين العرب بعد اخذ موافقة الحكومة الكونغولية، لكنه فوجئ بعزل المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس إدارة الشركة، ما أدي إلي توقف المفاوضات حول تنفيذ المشروع، الأمر الذي يشير إلي تخبط الإدارة السياسية في إدارة الأزمات القومية للبلاد.
وأكد أن الشركة ستتولي كذلك اعمال التنقيب عن البترول، علي أن يتم توزيع الكمية المنتجة من الآبار الأربع بمعدل الثلث للجانب المصري والثلث للجانب الكونغولي والثلث للجهات الممولة.
وقال رئيس « ساكرو أوفر سيز » إنه بصدد إنشاء شركة « آراب أفريكا تورز » للسياحة، للعمل في سياحة السفاري والحج، وتقديم الخدمات الادارية لمطار كينشاسا، وربط الخطوط الجوية الكونغولية بمصر للطيران.
وطالب بضرورة إنشاء شركة مشتركة بين مصر والسوان لاستثمار وجود 20 مليون طن حديد في منطقة حلايب وشلاتين ومنجمين للذهب، لحل الخلاف بين البلدين والاستفادة بهذه الموارد عارضاً خبرات شركته علي الحكومتين في تنفيذ المشروع.
ولفت الفيومي إلي أن مصر تتعرض حالياً لحرب ابادة بيولوجية تقودها إسرائيل، بحيث يسعي الكيان الصهيوني إلي ابادة الزراعة المصرية والاجهاز علي صحة المصريين من خلال تصدير مبيدات مسرطنة إلي السوق المصري، علاوة علي بذور معالجة وراثياً تصيب الإنسان بأمراض خطيرة.
وأكد أن عدد مرضي السرطان وصل إلي 4 ملايين في مصر، بخلاف 100 ألف أصابة بالفشل الكبدي سنوياً، نتيجة استخدام الأسمدة والمبيدات المسرطنة ونقص المياه، وأنه عرض الأمر علي الجهات السيادية للتحقيق مع المسئولين عن هذه الجرائم.
وكشف أن مصر في حاجة إلي 55 مليار متر مكعب من المياه إضافة إلي الحصة الحالية البالغة 55.5 مليار متر مكعب حسب اتفاقية 1959 حتي نحافظ علي حقنا في الحياة، وأنه من الخطورة استخدام مياه الري ثلاث مرات، حيث يتم خلط مياه النيل بمياه الصرف الزراعي واعادة استخدامها، والاخطر هو الري المباشر بمياه الصرف الصحي، الامر الذي يتطلب اتخاذ خطوات جادة لمواجهة المحنة التي تمر بها البلاد والتي تهدد بتعرض الشعب المصري للابادة.
وطالب بعرض أزمة المياه علي الأمم المتحدة واتهام إثيوبيا بأنها تريد إبادة الشعب المصري بحجب المياه عنه حتي تمتنع الجهات المانحة عن تمويل مشروع السد، الذي يجب إيقاف تنفيذه بأي ثمن لأن تنفيذه يعرض الحياه في مصر للخطر.
وشدد الفيومي علي قيام إسرائيل بالتعاقد علي شراء وتوزيع الكهرباء المنتجة من سد النهضة، الأمر الذي يؤكد أنها تقف وراء فكرة إنشاء السد، الذي سيتبعه ثلاثة سدود اخري تؤدي إلي توقف تدفق 25 مليار متر مكعب تعادل 50% من حصة مصر من مياه النيل، مطالباً الأمم المتحدة بتطبيق الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يسمح لها باستخدام القوة إذا تعرض السلم والأمن الدوليين للخطر.