ارتفعت أسعار الأسماك العالمية إلي أعلي مستوياتها علي الإطلاق نتيجة زيادة شهية الصينيين للأنواع الراقية من التونة وحتي المحار خاصة في ظل قلة الاسماك المعروضة بالاسواق.
وارتفع مؤشر أسعار الاسماك العالمية لمنظمة الغذاء والزراعة “الفاو” التابعة للأمم المتحدة بنسبة 15% مقارنة بالعام الماضي، وتخطي أعلي مستوي سابق له في منتصف 2011.
وحذرت المنظمة مما ستشهده الشهور المقبلة من انخفاض في إمدادات العديد من الأنواع المهمة سيبقي الأسعار في مسار الارتفاع.
أشارت إلي أن التغيرات في النظام الغذائي الصيني أدت إلي زيادة توقع الطلب علي الحبوب والأعلاف بالفعل، كما يشير مؤشر أسعار الأسماك امتداد هذه الظاهرة طريقها ان تمتد الي قطاع المأكولات البحرية أيضا، كما يتوقع أن يبلغ إجمالي قيمة تجارة الأسماك هذا العام نحو 130 مليار دولار.
يذكر ان الصين تعتبر أكبر منتج لسمك البلطي المستزرع، ولكنها أيضا ترفع من وارداتها من أنواع أخري مثل السالمون والمحار.
ومن ناحية ينمو استهلاك المحار وبلح البحر بنسة 20% سنويا في بكين حسبما ذكرت المنظمة بما يعني أن الصين أصبحت سوقا رائدا لأغلي أنواع المحار مما سيضيق الإمدادات في اماكن أخري.
وتضاعفت أسعار المحار خلال الثلاث سنوات الماضية، ويتوقع ان تواصل ارتفاعها خلال 2013، نظرا لاستمرارانخفاض الإمدادات من فرنسا نتيجة للفيروس الذي أصاب سلالاتها الشابة.
وصرح ريتشارك هورارد، صياد للمحار من مدينة إسيكس شمال لندن، بأن ارتفاع الطلب من الصين وهونج كونج بجانب انخفاض المعروض حول العالم تسبب في صعود الأسعار.
وأوضحت منظمة الغذاء والزراعة أن التمدن وزيادة أعداد الأسواق التجارية التي تعرف “بالسوبر ماركت” تساهم في زيادة استهلاك الأسماك في الأسواق الناشئة بشكل عام.
وصرح أودن ليم، خبير أسماك في المنظمة، لجريدة الفاينانشيال تايمز، بأن تطور إعداد المنتجات مثل الوجبات السريعة والفيليه ساهم في زيادة استهلاك الأسماك.
وارتفعت أسعار التونة بنسبة 12% العام الماضي نتيجة تراجع الكمية المصطادة وزيادة الاستهلاك حيث يعد هذا الفصيل أحد اكثر الفصائل استهلاكا، وفي نفس الوقت ارتفعت اسعار السلمون بنسبة 27% ومع ذلك مازالت دون أعلي مستوي وصلت إليه من قبل.
بينما ارتفعت أسعار الجمبري بنسبة 22% خلال نفس الفترة نتيجة إصابة الأنواع المستزرعة في جنوب شرق آسيا بأمراض، بالإضافة إلي انخفاض الكمية من الاصطياد الحر. ومازالت تكاليف إنتاج الأسماك من المزارع مرتفعة في الوقت الذي يعاني فيه القطاع من غلو أعلاف الأسماك.