ذكرت صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية اليوم السبت أن التكهنات تزايدت حول تدخل القوات المسلحة المصرية – التي ظلت بعيدة عن العملية السياسية بعد انتخاب محمد مرسي رئيسا للبلاد – ونزولها إلى الشوارع مرة أخرى إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة ، حيث صرحت مصادر عسكرية بارزة بأنها مستعدة لمنع البلاد من الانزلاق نحو “نفق مظلم” من الصراعات الداخلية.
وعزت الصحيفة تنامي المعارضة للرئيس المصري محمد مرسي إلى عدم الاستقرار السياسي والنزاعات بين الفصائل السياسية وانحدار الاقتصاد بشكل سييء . وأوضحت الصحيفة – في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني – أن ” الفصائل السياسية المتناحرة في مصر أصبحت على شفا حرب شاملة في ظل حشد مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري لمظاهرات تنافسية في ظل تحذير المؤسسة الدينية في مصر للمتظاهرين من الاندراج نحو حرب أهلية” .
ولفتت إلى مقتل مصور صحفي أمريكي في الإسكندرية بالأمس وسط تصاعد التوتر خلال الذكرى السنوية الأولى لتولي الرئيس مرسي السلطة في مصر، حيث أودت الاشتباكات العنيفة التي أندلعت بين مؤيدي ومعارضي الرئيس بحياة خمسة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 85 شخصا.
ونوهت الصحيفة إلى بيان مؤسسة الأزهر الذي يظهر تدخلا نادرا من المؤسسة التي ليس لديها أي اتجاهات سياسية في ظل تزايد الاضطرابات الحالية في مصر، حيث صرحت بأنه “يجب على الجميع توخي الحذر لكي لا ننزلق نحو حرب أهلية”، كما أدانت المؤسسة أيضا “العصابات الإجرامية” من البلطجية التي تهاجم المساجد، ودعت المعارضة إلى قبول عرض الرئيس الذي يهدف إلى إجراء حوار وطني.
وبينت الصحيفة أن تجدد الاضطرابات تلى السخط المتزايد للمعارضين من العلمانيين والليبراليين من الرئيس مرسي الذين يتهمونه ويتهمون جماعة الإخوان المسلمون باختطاف ثورة 2011 التي أطاحت بالدكتاتور حسني مبارك.
يذكر أن المعارضة المصرية تعهدت بحشد مسيرات ضخمة في ميدان التحرير غدا الأحد – بعد عام من انتخاب الرئيس مرسي- وتعهدت بأن يصبح اليوم نذيرا لعزله من منصبه، حيث زعم المنظمون أنهم جمعوا 15 مليون توقيع للمطالبة بإنهاء حكم الرئيس محمد مرسي