كتب روبيرت سبرينج في مجلة فورين بوليسي ان الشعبية المتزايدة للجيش بعد المهلة التي اعطاها للحكومة لتلبية رغبة الشعب منحته النفوذ الكافي لاجبار الرئيس محمد مرسي علي الانحناء لرغبته.
ولكن هذا النفوذ، كما يقول سبرينجبورج، يعكس معضلة السيسي الحقيقية في استخدام سلطاته دون تقويضها، حيث أن ثمن الانقلاب المحتمل باهظا جدا، فالمصريون يفخرون بتاريخ بلادهم الطويل من الدستورية حتي لو كانت ظاهرية وحدوث انقلاب عسكري سيكون غير دستوري، ومما لا شك فيه ان المجلس العسكري يساوره القلق من ان الانتهاك العميق حتي لهذا الدستور المشكوك فيه قد يلاحقه سياسيا وقانونيا.
يحمل الانقلاب العسكري ايضا في طياته خطر قطع العلاقات الحيوية مع واشنطن، وقد حذر مسؤولي الولايات المتحدة جنرالات مصر رسميا بأن الانقلاب العسكري قد ينتج عنه قطع جميع المساعدات عن مصر.
ان القوة القسرية للجيش تعد ايضا اداة حادة لاستخدامها في الساحة السياسية خاصة ضد الاسلاميين المنظمين بشكل جيد، فبخلاف عام 1954 عندما لم يواجه جمال عبد الناصر اية مقاومة عند اعتقالة لنشطاء لاخوان المسلمين، فالجيش سيواجه موقفا مختلفا اليوم فنظرا صراعاتهم السابقة مع الجيش سوف يكون هناك نوعا من الانتقام.
أضاف الكاتب ان اكبر تحدي يواجه البلاد هو اقترابه من الهاوية الاقتصادية خاصة وان الازمة السياسية لم تنكشف بعد، كما ان عدم شعبية مرسي تعود لحد كبير الي الازمة الاقتصادية ومظاهرها المختلفة والتي ستستمر اذا استولي الجيش علي السلطة ولا يمكن حل تلك الازمة بسرعة.
واختتم الكاتب مقالته بأن السيسي يواجه ازمة سياسية خطيرة من الممكن ان تتحول الي عنف كبير ومخيف اذا تحرك في الاتجاه الخاطيء او حتي اذا لم يتخذ اي خطوات، فهو لا يمكن ان يعتمد علي ولاء الجيش اذا قرر اعطاء الاخوان المسلمين مزيدا من الوقت للتصالح مع خصومهم وادارة البلاد بشكل فعال، ولا يمكن ان يعتمد علي دعم واشنطن اذا وصفت افعاله بأنها مناهضة للديمقراطية او انهم يتعجلون انهيار النظام، فقد يبدو ان مصير البلاد بين يدي السيسي ولكن الحقيقة ابعد ما تكون عن ذلك.