« خبراء »: الشركة الوطنية تحتاج 246 ألف طن من الوقود الحيوي بنسبة مزج 20%
بدأت الحكومة الاستعداد لإنتاج الوقود الحيوي لاستخدامه كبديل للوقود الحالي للطائرات، خاصة في ظل ارتفاع الانبعاثات الحرارية والتوجه العالمي لمزج النوعين معا بحلول عام 2020.
قال محمود فتحي، مدير عام الوقود والانبعاثات بالشركة القابضة لمصر للطيران، إن العالم يلجأ لبديل للوقود للتخفيف من انبعاثات قطاع الطيران سواء عن طريق إجراءات معلوماتية أو فنية.
وأضاف أن قطاع الطيران يسهم بـ 2% من حجم الانبعاثات الكلية حاليا، ويتوقع ارتفاع هذه النسبة إلي 6% عام 2020.
وأوضح أن سعر الوقود الحيوي يفوق الوقود العادي لارتفاع ثمن العوامل المساعدة في تصنيعه، ويزيد أقل سعر للوقود الحيوي حاليا بنسبة 150% من سعر الوقود العادي.
وأشار إلي أن هناك توجهاً عالمياً لاعتماد شركات الطيران الوقود الحيوي بنسبة 20% بحلول عام 2020.
وأكد أن المنتدي الوطني الأول للوقود الحيوي ألزم وزير الطيران بتشكيل هيئة تنتج هذا النوع من الوقود خلال 3 أشهر.
وأشار إلي أن التوجه الحالي هو تصنيع الوقود الحيوي من زيت الطهي المستخدم بدلاً من بيعه لشركات إيطالية عن طريق الفنادق المصرية.
وأضاف أن الخطوط الإماراتية نظمت 4 تجارب كاملة استخدمت فيها الوقود الحيوي في طائراتها، فيما تعد شركة لوفتهانزا الألمانية أول من استخدم الوقود الحيوي كتجربة في رحلاتها.
وأوضح أن الوقود الحيوي يعد الأفضل، خاصة في ظل عدم تأثر المحركات بالصدأ عن طريق الكبريت الذي يفرزه الوقود العادي.
قال الدكتور سيد خليفة، رئيس الإدارة المركزية للتشجير والبيئة بوزارة الزراعة، إن الدولة لديها خطة للتوسع في زراعة أشجار الجاتروفا والجوجوبا، ومضاعفة المساحات الحالية البالغة 3500 فدان بمحافظات الوادي الجديد وسوهاج والأقصر وأسوان، تتوزع بواقع 2000 فدان تتم زراعتها بأشجار الجاتروفا و1500 فدان لأشجار الجوجوبا.
وأضاف أن الحكومة لديها التزام دولي بالتوسع في استخدام الوقود الحيوي في تشغيل الطائرات، فيما تحتاج شركة مصر للطيران إلي 264 ألف طن وقود حيوي حاليا ترتفع إلي 377 ألف طن عام 2030،وهو ما يستلزم التوسع في إنتاج هذه الأنواع من الأشجار لتوفير الوقود الحيوي للشركة الوطنية باعتباره التزاماً دولياً، وأحد الملفات المهمة للاقتصاد الأخضر.
تبلغ نسبة الزيت في البذور الجاتروفا 35 – 40% وفق موسم النضج، وتصل نسبة الدهون المشبعة إلي 20% وغير المشبعة 79% ولا يستعمل الزيت في الاستخدام الآدمي، ولكنه يستعمل في إنتاج الزيت الحيوي كوقود وذلك يرجع لاشتعاله دون انبعاث أبخرة ملوثة للبيئة لذا يطلق عليه الزيت الصديق للبيئة كما يستخدم للإضاءة وعدة أغراض صناعية أخري.
قال هشام عيسي، رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة، في بيان صحفي، الأسبوع الماضي، إن إنتاج الوقود الحيوي واستخدامه كوقود للطيران يخفض من حجم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، مشيراً إلي أن تقديم دراسة جدوي هذا المشروع للمؤسسات الدولية العاملة في مجال تمويل خفض غازات الاحتباس الحراري مثل صندوق الاقتصاد الأخضر، وصندوق التكنولوجيا النظيفة- يؤدي إلي الحصول علي تمويل يخفف العبء عن الموازنة العامة للدولة، بالإضافة إلي الحصول علي طاقة نظيفة.
وقال توفيق عاصي، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، إن مصر من أكثر دول العالم استعداداً لإنتاج الوقود الحيوي، مشيراً إلي أنها تتمتع بمناخ مناسب لزراعة نبات (الجتروفا) المستخدم في إنتاجه.
أشار إلي أنه رغم عدم وجود قيد أو التزام علي مصر للطيران يطالبها بخفض الانبعاثات الصادرة عن أنشطتها طبقاً لبنود الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة لتغيير المناخ وبروتوكول (كيوتو) المنبثق عنها، فإن الشركة الوطنية من واقع مسئوليتها البيئية تجاه المجتمع المحلي والدولي تبنت منذ عام 2006 سياسة طوعية لخفض الانبعاثات وانتهجت في ذلك أحدث الإجراءات العملياتية والفنية علي أنشطتها.