تقييد برنامج التيسير الكمي الأمريكي يؤثر سلباً علي أسواق الديون العربية
%40 نمواً في عمليات إصدار السندات منذ مطلع العام الجاري
أوضحت بيانات نشرتها « طومسون رويترز » أن عمليات إصدار السندات في الشرق الأوسط صعدت بنسبة 40% في النصف الأول من 2013.
ووصل حجم الديون المجمعة إلي 26 مليار دولار، من بينها 20.8 مليار دولار سندات شركات ذات درجة اسثتمارية في النصف الأول من هذا العام، وتشكل هذه الديون حوالي 80% من نشاط أسواق رأس المال لتداول السندات.
وفي علامة أخري علي مستقبل أكثر إشراقاً للقطاع المالي، استفادت البنوك من عمليات اكتتاب السندات وحققت دخولاً بقيمة 102 مليون دولار أي أكثر من ضعف ما كسبته في نفس الفترة العام الماضي، وهو أفضل أداء نصفي علي الإطلاق.
وأصبح نشاط الاكتتاب الدعامة الرئيسية للبنوك الاستثمارية الإقليمية علي مدار السنوات القليلة الماضية، وإذا استمر النشاط بهذه القوة فسوف ترتفع قيمة الدين في المنطقة لتتخطي أعلي مستوي سنوي وصلت إليه في 2009، عندما جمعت الشركات والحكومات 29 مليار دولار.
ومع ذلك، يشير المصرفيون إلي هدوء في أسواق السندات مؤخراً بسبب المخاوف من تقليص الولايات المتحدة لبرنامج التيسير الكمي.
وقال شافان بوجايتا، مدير استراتيجيات الأسواق في بنك «أبو ظبي الوطني»، كان لدينا ربع أول ممتاز عندما كان صنبور برنامج شراء السندات الأمريكية مفتوحاً.
وأضاف ان هناك دليلا واضحا علي أن المقترضين متوترون ومترقبون السوق، فإذا تعافت العائدات وهدأت المخاوف قد نري ربعا ثالثا ورابعا قويا.
وبسحب التقرير فإن “ اتش إس بي سي ” و”ستاندرد تشارترد” و”دويتشيه بنك” سيطروا علي أسواق السندات، وتصدرها بنك “إتش إس بي سي” كمستشار مالي لـ 17 إصداراً تبلغ قيمتها 4.21 مليار دولار.
وبجانب البداية القوية لأسواق السندات، فإن نشاط الاندماجات يرتفع مجددا، حيث صعدت قيمة الاندماجات والاستحواذات الإقليمية بنسبة 30% في النصف الأول إلي 14.7 مليار دولار، فيما يعد أفضل الفترات منذ 2008، كما وصلت قيمة الرسوم إلي 83.6 مليون دولار أي ارتفعت بنسبة 56% مقارنة بأول ستة أشهر من 2012.
وتمثلت أكبر الصفقات في اندماج صاهري الألومنيوم في أبو ظبي ودبي البالغة قيمتها 7.5 مليار دولار والتي استكملت بعد سنوات من المفاوضات بين الحكومتين، وكان بنك “ مورجان ستانلي ” المستشار المنفرد لهذه الصفقة وتصدر قائمة متقاضي الرسوم حيث حصل علي 8.55 مليون دولار.
وبث انتعاش قطاع الاندماجات والاستحواذات الأمل في نفوس البنوك الاستثمارية بأن سوق الأسهم سوف ينتعش هو الآخر.
ويشاع أن الكثير من الشركات تخطط بعد الصيف لتحذو حذو بعض مقدمي الخدمات الصحية في أبو ظبي وتقوم بإصدار طرح أولي في بورصة لندن.
ولكن لم تكن البيانات بشأن أسواق الأسهم في النصف الأول من هذا العام علي مستوي التوقعات، حيث انخفضت رسوم اكتتاب الأسهم بنسبة 35% مقارنة بنفس الفترة العام الماضي عند 45.5 مليون دولار.
وأصدرت الشركات في الشرق الأوسط سندات بقيمة 3.2 مليار دولار في 12 إصدار خلال النصف الأول من هذا العام، بانخفاض 15% مقارنة بالعام الماضي، ويحتاج السوق لوقت طويل قبل أن يعود للمستويات المشهودة قبل أزمة 2008 عندما تم إصدار 52 إصداراً بقيمة 32 مليار دولار.
ويعد هذا النصف هو الأبطأ منذ 2010 للطروحات العامة الأولية، حيث بلغت قيمتها 2 مليار دولار بقيادة إدراج شركة “ آسيل سيل ” للاتصالات في فبراير الماضي والتي بلغت قيمتها 1.3 مليار دولار.
وأضاف بوجايتا أن البنوك تدرك أن هناك إمكانات ضخمة للأسهم ولكن مساعدة هذه الصفقات علي الإثمار أكثر صعوبة بكثير من السندات.