زيادة مساحات الأرز وراء الأزمة وتراجع إنتاجية المحاصيل أهم المخاطر
تتصاعد مع بداية كل صيف أزمة نقص مياه الري في مختلف محافظات مصر، لكن تشتد وتيرة الأزمة في المحافظات التي يعمد مزارعوها إلي زراعة الأرز بالمخالفة، مما يترتب عليه ندرة وصل المياة إلي نهايات الترع، وهذا بالضبط ما تعانيه الآن محافظتا الدقهلية وكفر الشيخ، التي يتخوف المزارعون فيها من تراجع انتاجية المحاصيل بسبب مشكلة نقص المياه ويطالبون بدورهم الحكومة بالإسراع بالتدخل لمواجهة الأزمة.
قال محمد احمد جبر، رئيس جمعية منتجي بنجر السكر بالدقهلية، إن ضعف المياه في نهايات الترع خاصة مناطق حفير شهاب الدين مركز بلقاس وأبودشيشة وشربين والمنزلة سيؤدي إلي انخفاض انتاجية 50 ألف فدان بالدقهلية.
وأضاف جبر في تصريحات لـ”البورصة” أن قرب هذه المناطق من مياه البحر جعلها في حاجة إلي زيادة كميات مياه الري لمنع زحف مياه البحر علي الارض، حتي لا تتدهور انتاجيتها، وأن وزارة الري لا تقدم حلولا جذرية لمواجهة الأزمة، وأن المزارعين ما زالوا يعتمدون علي مياه الصرف الزراعي في ري أراضيهم.
وأشار إلي تكرار طلب المزارعين من وزارة الري، عمل تبطين لجسور الترع، وتركيب طلمبات رفع عند نهايات الترع لزيادة تدفق المياه، وتركيب طلمبات رفع جديدة علي مصرف كوتشنر دون اي استجابة.
من جانبه قال المهندس انور سالم، وكيل وزارة الزراعة بالمحافظة، إن الدقهلية تعاني أزمة حادة في مياه الري خلال شهري مايو ويونيو، وذلك بسبب حاجة المزارعين لكميات كبيرة منها، لغمر الاراضي حتي يتمكنوا من شتل الارز، ثم بدأت مناوبات الري في الانتظام خلال يوليو، خاصة أنه تم زراعة 400 ألف فدان ارز هذا الموسم. وأوضح الدكتور مصطفي ابو زيد، رئيس مصلحة الري، أن أراضي منطقة قلابشو وزيان رملية، مما يؤثر بالسلب علي كفاءة عمل الطلمبات، لأن هذه التربة الرملية تؤدي إلي سرعة تلف الطلمبات، وكثرة تغييرها، الامر الذي يؤدي إلي كثرة توقف المحطة.
وأشار رئيس مصلحة الري إلي تشغيل محطة طلمبات جديدة في منطقة حفير شهاب الدين لزيادة شفط مياه الصرف الزراعي، وتحسين حالة الري بالمنطقة.
في سياق متصل أرجع أحمد رمزي، وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ، أزمة نقص مياه الري بمختلف مراكز المحافظة إلي وقوعها في نهاية شبكة الري علي مستوي الجمهورية، إضافة إلي قيام الفلاحين بزراعة 25 ألف فدان أرز خارج الزمام المحدد للمحافظة، والمقدر بنحو 275 ألف فدان.
وكشف عن قيام المزارعين بحفر آبار ارتوازية بمعرفتهم لتوفير المياه اللازمة لري أراضيهم، وأن وزارة الري تجري حاليا تجارب تشغيل لمحطة خلط مياه مصرف 8 الزراعي بمياه ترعة الخوالج في مركز سيدي سالم، التي ينتظر أن تساهم في تحسين حالة الري بالمحافظة، إضافة إلي استكمالها مشروع تطوير الري الذي يستهدف تطوير الري مساحة 125 ألف فدان علي مدي 5 سنوات للقضاء علي ازمة الري نهائيا.
من جانبه كلف الدكتور محمد عبد المطلب، وزير الموارد المائية والري، خلال لقائه بممثلي نقابات الفلاحين علي مستوي الجمهورية، وكلاء الوزارة في محافظات الدقهلية وكفر الشيخ والبحيرة، بسرعة الانتهاء من تطهير الترع والمصارف من القمامة لتوصيل المياه لنهايات الترع، لافتا إلي ضخ 250 مليون متر مكعب من المياه يوميا لتلبية احتياجات المياه في جميع القطاعات علي مستوي الجمهوري.