تبدأ مشيخة الأزهر صباح اليوم الاثنين إجراء سلسلة اتصالات ومشاورات مكثفة مع عدد من أصحاب مبادرات المصالحة الوطنية بمقر المشيخة تمهيدا لعقد اجتماع موسع برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للخروج من المأزق السياسي الراهن.
وأوضح الدكتور محمود العزب مستشار شيخ الأزهر لجريدة الأهرام أن الأزهر بدأ في دراسة جميع مبادرات المصالحة التي تقدمت بها رموز سياسية وفكرية مصرية خلال الأسابيع الماضية لدراسة ما ورد بها من أفكار ومقترحات لإنهاء الأزمة والوصول إلي صيغة توافقية يرتضيها جميع المصريين.
وأكد أنه تتم دراسة جميع المبادرات دون استثناء أو إقصاء لأحد مشيرا إلي أن بعض المبادرات تضمنت بنودا من شأنها عرقلة أي تقريب بين وجهات النظر وأنه سيتم استبعاد تلك البنود بالتشاور مع جميع الأطراف خلال اللقاء الذي سيعقد بالمشيخة في وقت لاحق الأسبوع الحالي لبحث ما يمكن البناء عليه والوصول إلي صيغة توافقية للإسراع بتحقيق المصالحة الوطنية.
وقد شدد عمرو موسي القيادي بجبهة الإنقاذ, علي ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية باعتبارها عملية أساسية ومهمة للغاية, ولابد منها للخروج من الأزمة الحالية التي تواجهها البلاد, وأضاف أن المصالحة لابد أن تكون نتيجة لحوار جاد, وعلي أسس واضحة أهمها عدم المساس بالمصلحة المصرية وأن تكون الأولوية لمصر وليست لحزب أو جماعة.
من جهته, أكد سامح عاشور نقيب المحامين رئيس الحزب الناصري, عدم اعتراضه علي أي مبادرات للمصالحة الوطنية, واشترط القصاص من قتلة الشهداء, ومحاسبة المتورطين في جرائم القتل والتحريض عليها من قادة الإخوان.
وقال معتز صلاح الدين المستشار الإعلامي لحزب الوفد, إن الحزب مع المصالحة وعدم إقصاء أي فصيل, مع تطبيق العدالة الانتقالية علي كل من تورط في جرائم قتل وعنف وتحريض وفساد. وفي الوقت نفسه, دعا أحمد ماهر مؤسس حركة6 ابريل, إلي التخلي عن وضع العراقيل وعن الشروط التعجيزية لتحقيق المصالحة.
من جانب آخر, دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة, المصريين إلي تجنب ما وصفه بالأعمال الاستفزازية, وتشجيع الحوار, لتخفيف التوتر بين مؤيدي الرئيس المعزول والحكومة الحالية. وحث المصريين علي محاولة البحث عن وسائل جديدة لعملية شاملة, تترسخ بمصالحة سياسية.
وفي تطور آخر, صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية, بأن وزير الخارجية نبيل فهمي تلقي اتصالا هاتفيا أمس من نظيره الفرنسي لوران فابيوس, أعرب فيه الوزير الفرنسي عن أمله في نجاح الجهود المبذولة للخروج من الأزمة الراهنة بالوسائل السياسية والسلمية, مؤكدا استعداد بلاده للمساهمة بأية إجراءات أو خطوات تعيد البلاد إلي المسار السياسي الديمقراطي, الذي يجمع كل القوي السياسية ويحقق التسوية السياسية.