كشف الجيش عن وجهه القبيح علي مرأي ومسمع من الجميع مع انباء تبرئة واطلاق سراح الدكتاتور المخلوع حسني مبارك ، فمنذ أن بدأت الثورة المضادة يوم 30 يونيو يتعرض الشعب المصري لاضطهاد وحشي ومهين لم يسبق له مثيل مما قضي علي العديد من مكتسبات ثورة يناير 2011.
وقد اسفرت حملة فض المعتصمين السلميين في ميداني رابعة العدوية والنهضة يوم الاربعاء الاسود الاسبوع الماضي عن مقتل اعداد اكثر بكثير من تلك الاعداد التي قتلت في اي يوم من ايام الثورة السورية والليبية علي ايدي بشار الاسد او معمر القذافي، حيث قدرت اعداد القتلي منذ بدء الانقلاب بأكثر من ضعف هؤلاء الذين قتلوا خلال الهجوم الاسرائيلي علي غزة عام 2008.
فقد صدم المصريون والعديد من دول العالم وشعروا بالاشمئزاز وهم يشاهدون اقتحام الجيش والشرطة للمخيمات، يحرقون الخيام بينما كان الناس نياما بداخلها ويقتلون بشكل عشوائي، ومنذ ذلك الحين ارتُكبت العديد من المجازر الاخري في مختلف ارجاء البلاد، حيث تم اقتحام المساجد لاخراج المتظاهرين الذين لجأوا داخلها، بينما يتم حرق بعض الكنائس في محاولة لتوريط الاخوان المسلمين والقوة الاسلامية المتحالفة وبالتالي تبرير الحملة علي الاخوان.
يتم ارتكاب جرائم غير معهوده ضد الانسانية بطريقة منهجية بهدف ترويع الشعب بأكمله وحملهم علي الخضوع للسلطات الانقلابية الجديدة، كما اصبح ما تبقي من الصحافة وقنوات التلفزيون تحت السيطرة الكاملة للسلطة ومهمتهم هي تبرير وحشيتهم.
ورغم كل ذلك فان الشعب المصري مازال صامدا، وقد اثبتت الايام القليلة الماضية بما لا يدع مجالا للشك ان اي شيء ستقوم به سلطات الانقلاب لن يقضي علي النضال من اجل الحرية والكرامة، وسنستمر في تنظيم المسيرات الداعمة للشرعية والديمقراطية في جميع انحاء الدولة، وكلما ازداد القتلي، كلما ازداد من ينزلون الي الشوارع.
يسعي قادة الانقلاب ووسائل الاعلام التابعة لهم لاقناع الراي العام المحلي والدولي بانهم يحاربون الارهاب وان ما يفعلونه مبررا، يدّعون ان هذا الارهاب يقوده او يحرض عليه الاخوان المسلمين، فجماعة الاخوان المسلمين ملتزمة بالاحتجاج السلمي وقد تعهدت بالا تلجأ الي العنف ابدا ردا علي اعمال العنف التي ترتكب ضدهم علي ايدي سلطات الانقلاب، فنحن نؤمن بأن سلميتنا هي سلاح اقوي من كل آلات القتل التي يستخدمها الجيش او الشرطة.
إن أفظع ارهاب موجود في مصر اليوم هو ما يرتكبه “التحالف الانقلابي” الذي تآمر لقتل الحلم المصري وتقويض الربيع العربي بالتعاون مع الملكيات العربية في السعودية والإمارات والكويت والأردن وبالدعم الكامل من إسرائيل بالتواطوء مع الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
وقد تم الاستيلاء علي مؤسسات الدولة في مصر بما في ذلك الجيش والشرطة والقضاء وتم تحويلهم الي ادوات للقمع، واحذر اولئك الذين شاركوا في هذه المؤامره من انهم سيقدمون يوما ما عاجلا ام آجلا الي العدالة، واناشد ضباط الجيش والشرطة والجنود بتخليص انفسهم من الزي العسكري والعودة الي الوطن.
لقد قرر الشعب المصري ان يكون وفيا لانسانيته، وهم مصممون علي الانتفاض للدفاع عن بلادهم ضد الدكتاتورية والطغيان، فهم يأملون في مستقبل حر ومزدهر لابنائهم.
ومن أجل مصر سنستمر في النزول الي الشوارع في جميع انحاء البلاد بشكل سلمي لنعلن ان هذه الانقلاب باطل، حيث يدفع الفريق عبد الفتاح السيسي البلاد نحو مستوي غير مسبوق من العنف والفوضي في البلاد ولكننا لن نعطيه الفرصة بأن يحول مصرنا الحبيبة الي سوريا اخري او ان يهرب من المسائلة حول جرائمه.
انني اخاطب ضمير العالم والراي العام، واناشد المنظمات الانسانية ومنظمات حقوق الانسان كما اناشد الوفود الدولية التي جاءت لرؤيتنا في رابعة وشهدت باننا سلميين بأن يناصروا الديمقراطية ويفضحوا جرائم هذه الحرب.
إن التضحيات التي يبذلها المدافعون عن الشرعية هدفها وضع حد للحكم العسكري الذي اهان المصريون واضطهدهم علي مدار 60 عاما، نحن نبذل هذه التضحيات من اجل ان تصبح مصر دولة مدنية ديمقراطية حقيقية تقدس فيها كرامة الانسان وتحترم فيها حقوق الانسان.
وسوف تستمر هذه التضحيات حتي يتحقق حلم المصريين، وسوف تهزم الثورة المضادة وتنتصر الثورة المصرية العظيمة.
المقال نقلا عن جريدة الجارديان البريطانية