بدأت شركات الأسمنت مخاطبة المجلس الأعلى للطاقة باستيراد الفحم بعد أن تفاقمت مشكلة نقص المازوت فى المصانع.
وقال فاروق مصطفى، العضو المنتدب بشركة «مصر بنى سويف للأسمنت» إن شركات أكسون موبيل وشل توقفت عن ضخ %70 من المازوت إلى المصانع نتيجة الظروف السياسية التى تعانى منها البلاد، خاصة أن المازوت عادة ما يتم نقله على سيارات النقل بالطرق السريعة.
وأضاف مصطفى أن المصانع كادت أن تتوقف عن الإنتاج بسبب تكرار نقص خام المازوت وتعرض فرن إنتاج خام الكلنكر للتوقف أكثر من مرة.
وأكد مصطفى أن سوق الأسمنت يعانى حالة ركود نتيجة الأوضاع غير المستقرة التى أدت إلى توقف حركة البناء وكذلك غياب الأمن الذى أوقف العديد من عمليات النقل معزياً ارتفاع أسعار الأسمنت فى السوق المحلى إلى التجار الذين يرغبون فى تحقيق هامش ربح كبير على حساب المستهلك.
على الجانب الآخر، قال مصدر مسئول فى إحدى شركات الأسمنت إن الشركات التى تعمل بالغاز أيضاً تعانى مشكلة حادة نتيجة انخفاض الكميات التى يتم ضخها إلى المصانع بنسبة %30، لافتاً إلى أنه تمت مخاطبة المجلس الأعلى للطاقة لتسهيل استيراد الفحم بعد عدم ممانعة وزارة، البيئة فى استيراده. ونفى المصدر قطع الكهرباء عن المصانع فى الوقت الحالى بعد أن اعتادت وزارة الكهرباء أن تفصل التيار بشكل متكرر، لكن الأمر واجه اعتراضات كبيرة من المصانع، التى هددت بالتوقف الكامل، خاصة أن الأمر يسبب مشاكل فنية مزمنة لها تتعلق بعمليات التسخين والتبريد للأفران وشحنها بالبيلت الذى يتم تحويله إلى حديد تسليح.
وقال محمود مخيمر، رئيس شعبة الأسمنت بغرفة الإسكندرية التجارية إن أسعار الأسمنت ارتفعت مؤخراً بمعدلات تتراوح بين 30 و40 جنيهاً ليصل متوسط سعر بيع الطن إلى المستهلك النهائى إلى 650 جنيهاً.
وأكد مخيمر أن الشركات عادة ما تبرر رفع الأسعار باستيرادها للكنلكر، الأمر الذى يكلفها عملة صعبة تضطر بعدها لرفع الأسعار فى السوق المحلى، موضحاً أن الأوضاع السياسية الحالية التى تمر بها البلاد لا تتحمل رفع أسعار أى منتج من مواد البناء، خاصة بعد أن شهدت الفترة الأخيرة انخفاض حركة التشييد والبناء نتيجة تدهور الأحوال الاقتصادية لمعظم شركات المقاولات. ويبلغ عدد مصانع الأسمنت الموجودة فى مصر بحسب دراسة أعدها اتحاد الصناعات 20 مصنعاً تستهلك 59.3 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً، وهو ما يمثل %20.7 من إجمالى الغاز الذى يستهلكه قطاع الصناعة بأكمله وتستهلك محطات الكهرباء 86 مليون متر مكعب من الغاز يومياً و17 ألف طن مازوت وأنه تم انخفاض الإنتاج بنحو 200 مليون قدم من الغاز نتيجة توقف حقلى سيث وتونة عن الإنتاج.