عن دار كنوز للنشر والتوزيع ، صدر للكاتب مصطفى عبيد رواية جديدة بعنوان ” ذاكرة الرصاص ” تترجم لمشاهد اضطرابات الجزائر أيام ” العشرية الحمراء ” خلال الفترة من 1991 الى 2001 .
تدور احداث الرواية فى اطار تشويقى متسارع حيث يسافر البطل وهو صحافى مصرى الى الجزائر ضمن بعثة تقصى حقائق الارهاب ، وهناك يلتقى بفتاة جزائرية تفتح له نوافذ غير رسمية على حقيقة المذابح التى جرت ، ويرتبط معها بقصة حب ، ويسعى الى نشر أسرار تلك الايام فى الصحافة المصرية .
ويحرص الكاتب على استلهام كواليس الصحافة فى مصر ، فيقدم صورة قطاعية لتشابكات علاقات الامن بالمثقفين ، وتدخلات الدولة فى الصحافة . كما يحرص الكاتب على رسم تشريحى للشخصية الجزائرية التى لا تعترف بانصاف الحلول ، ولا ترى سوى اللونين الابيض والاسود ، ولا تحمل سوى مشاعر الحب أو الكراهية .
ومن المثير أن المؤلف استخدم بعض الشخصيات الحقيقية فى روايته بشكل واضح بنفس الاسم كما هو فى حالة الاديب الجزائرى الطاهر وطار ، او بأسماء مستعارة كما هو فى حالة رئيس تحرير جريدة مصرية مستقلة .
وتقع الرواية فى مائتى صفحة من القطع المتوسط ، يتصدرها غلاف جذاب صممه الفنان أحمد مراد ، وهو عبارة عن صورة لفتاة مذعورة تجرى فى شارع هربا من دخان قنابل .
والرواية هى الاولى للكاتب مصطفى عبيد الذى سبق وصدرت له العديد من الكتب و البحوث والدراسات الفكرية فى مجال التاريخ والسياسة والعسكرية المصرية . ويعمل ” عبيد ” بجريدة الوفد المصرية وله مقال اسبوعى بها عنوانه ” خارج السطر ” ، كما يكتب مقالات متنوعة فى صحف ومواقع الحوار المتمدن ، عرب تايمز ، الجزائر تايمز ، البشائر ، وأقباط متحدون .
فقرة من الرواية :
” فى منتصف الليل تماما إنقلب الظلام الى نهار من خلال كشافات ضخمة لقاطرات عديدة أحاطت بالقرية فى اصطفاف نصف دائرى . دوت صفارات الانذار فى القرية الساكنة ليختبىء الناس من الغازى المجهول ويتسلح من يمكنه الاشتباك فوق سطح بيته . وجهت القاطرات كشافاتها نحو القرية بعد ان هبطت عشرات الاجشاد فارعة الطول تتمايل فى سكر واضح وهم يكبرون فى هيستيريا مفزعة ليتجهوا الى بيوت بعينها ويحطموا أبوابها ، ويذبحوا سكانها بسيوف وسكاكين وفئوس غريبة الشكل ..
كان أحد القتلة يقف أمام كل بيت ويخرج ورقة ليقرأ أسماء بعينها ويحدد مضجع كل اسم لتقطع رأسه خلال دقائق .
فى المنزل الأول لم يرحم الذابحون دموع النسوة اللآئى سجدن لإعفاء الاطفال من الذبح ، وكانت الحصيلة 9 رجال و4 سيدات و7 أطفال . فى المنزل التالى أغتصب الغزاة سيدة مسنة قبل ان تهوى فئوسهم على نهديها تقطيعا . وفى أحد البيوت تجمع الجيران لعلمهم أن صاحب البيت لديه بندقية آلية ويمكنه الدفاع عنهم ، لكن تعليمات قائد كتائب الموت كانت نسف البيت من أساسه .
إتصل بعض السكان بالشرطة ووعدتهم بالقدوم ، لكن لم يأت أحد . واتصل آخرون بأقارب لهم فى الجيش دون مغيث . استمرت المذبحة خمسة ساعات وقتل خلالها 522 رجل وإمرأة وطفل وأصيب اكثر من مائة شخص بلوث عقلى . وعندما جاءت سيارات الاسعاف والشرطة كانت الجثث دون رءووس، وكانت أجساد بعض الرجال دون أعضاء تناسلية . “