%30 زيادة متوقعة للحركة الجوية بمطار القاهرة وخفض تكاليف تأمين المجال الجوى فى حالة فتح الأجواء
عبدالعزيز فاضل: سنجنى إيرادات إضافية من رسوم الإقلاع والهبوط ونستعيض عنها بالاتفاقيات الثنائية
«الشركة الوطنية» تمول عملياتها من إيراداتها وستتضرر من منافسة شركات عالمية مدعومة من بلدانها
جددت شركات الطيران الخاص فى مصر طلبها بسرعة تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة على مطار القاهرة، وأكدت أن تطبيق تلك السياسة سيعمل على رفع التوافد السياحى لمصر من 12 إلى %30 سنوياً.
ويقابل طلب شركات الطيران الخاص اعتراضات من وزارة الطيران المدنى بأن سياسة الاجواء المفتوحة ستؤثر سلباً على الشركة الوطنية «مصر للطيران».
وقال عبدالعزيز فاضل، وزير الطيران المدنى لـ «البورصة» إن تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة يجعل مصر تجنى إيرادات إضافية لصالح الوزارة من عبور الطائرات وتحصيل رسوم الإقلاع والهبوط.
ورغم نمو إيرادات مصر من رسوم الاقلاع والهبوط بمطار القاهرة، فاضل أكد أن شركة مصر للطيران ستكون أكثر المتضررين من تطبيق هذه السياسة نتيجة دخولها فى منافسة شرسة مع شركات عالمية يتم دعمها من حكوماتها.
وأضاف الوزير “مصر للطيران تسدد التزاماتها المالية من ميزانيتها وايراداتها الخاصة دون اللجوء إلى الدولة”.
وأضاف وزير الطيران المدني “أن الاتفاقيات الثنائية التى تبرمها الحكومة المصرية مع الدول الأخرى فى قطاع النقل الجوى تعد بديلاً جيدا لسياسة الأجواء المفتوحة”.
كان الطيار توفيق عاصى، الرئيس السابق للشركة القابضة لمصر للطيران قد أكد فى تصريحات صحفية أن شركته تستهدف تسيير 11 خطاً جديداً إلى مناطق مختلفة من العالم.
ويرى الوزير عبدالعزيز فاضل أن مصر للطيران تعد أحد رموز الاقتصاد القومى المصرى ولا يجب المساس بها لصالح تحقيق إيراد يؤثر سلبا على الكيان الاقتصادى بالسلب.
ونجحت شركة مصر للطيران فى تقليص حجم الخسائر من 3.1 مليار جنيه خلال العام المالى 2011-2012 إلى 1.3 مليار جنيه خلال العام المالى 2012-2013.
وقال يسرى عبدالوهاب، نائب رئيس اتحاد شركات الطيران الخاص إن تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة بمطار القاهرة يزيد من فرص العمالة والتوافد السياحى وينتج عنه مضاعفة إيرادات الشركة.
أضاف أن الدراسات العالمية أكدت أن تطبيق السماوات المفتوحة تزيد من الحركة الجوية من 12 إلى %30 فى عام واحد.
وأضاف أن تطبيق الاجواء المفتوحة فى مطارى شرم الشيخ والغردقة أدى إلى تحقيق نمو %400 فى حركة الطائرات والسياحة خلال الأعوام السابقة، ما أدى إلى زيادة معدلات السياحة الوافدة إلى تلك المدن السياحية.
وتعد مدينتا شرم الشيخ والغردقة القلب النابض للسياحة المصرية فى الوقت الحالى وتستحوذان على %65 من الطاقة الفندقية العاملة بمصر، تدر نحو %80 من الايرادات السياحية لمصر سنويا.
وأشار إلى أن عدد الطائرات التى تهبط فى مطار الغردقة ارتفع من 9 طائرات يوميا بحد أقصى فى ظل الأجواء المغلقة إلى 40 طائرة يوميا عقب تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة، ما أدى لنمو كبير فى الحركة السياحية بالغردقة بل امتد إلى باقى مدن البحر الأحمر الساحلية.
وبحسب عبدالوهاب، تطلب النمو فى حركة الوصول إلى الغردقة تشغيل عمالة أكثر وعدد أكبر فى الطاقة الفندقية ما جعل التنمية تصل لمدينة سفاجا التى تبعد عن الغردقة 60 كيلو متراً جنوباً.
وأشار إلى أن إيرادات خزينة الدولة ستنمو من حصيلة رسوم الهبوط والإيواء المقررة التى ستزيد مع ارتفاع أعداد الطائرات التى ستهبط فى المطارات المصرية وعوائد الخدمات الأرضية ورسوم التأشيرات والتأمين الصحى والضرائب على الخدمات التى تقدم للسائح مثل الإقامة الفنادق وارتياد المطاعم وجميع الخدمات الترفيهية والخدمية.
وأضاف أنه عند فتح السماوات بين مصر والسعودية زادت الحركة الجوية بين البلدين %31 خلال عام واحد.
وأكد نائب رئيس اتحاد شركات الطيران الخاص أن زيادة فرص العمل للشباب الذين سيلتحقون بالاعمال التى ستتوفر نتيجة النمو فى صناعة الطيران والصناعات المكملة فضلا عن زيادة رحلات الترانزيت التى سيترتب عليها استفادة إضافية للاقتصاد المصرى.
وفقاً لعبدالوهاب، سيوفر تطبيق الاجواء المفتوحة عنصر الأمان الجوى حيث إن المستغل من المجال الجوى المصرى لقطاع الطيران المدنى %20 والباقى توفر القوات المسلحة حمايته، حيث سيغطى الطيران المدنى مجالا أكبر، ما يعنى تخفيف العبء على العمليات العسكرية المنوط بها تأمين المجال الجوى غير المستغل.
وأشار عبدالوهاب إلى التجربة التركية فى تطبيق سياسة الاجواء المفتوحة حيث وصل عدد السائحين بها إلى 31.5 مليون سائح مقابل 5 ملايين سائح قبل تطبيقها، وبعد 10 سنوات من تطبيق ” الأجواء المفتوحة ” وصل عدد الطائرات بالشركة الوطنية التركية إلى 193 طائرة بدلاً من 99 طائرة.
وتشير الإحصائيات إلى وصول الخطوط التركية حالياً إلى 113 مدينة كبرى حول العالم بما فيها 30 وجهة محلية، و200 وجهة دولية فى 244 بلد حول العالم.
وشدد إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية على ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية مثل مصر للطيران دون المساس بمصالحها.
وأشار إلى أن مصر للطيران ستدخل فى حالة تطبيق “الأجواء المفتوحة” فى منافسة مع شركات الطيران الخليجية، واعتبرها منافسة غير منطقية.
وطالب أصحاب رؤوس الأموال الخاصة بالدخول مع مصر للطيران لمواجهة الضغط المالى الذى تواجهه الشركات المصرية كافة.
وأوضح الزيات أنه فى حالة فتح السماوات بمطار القاهرة سيؤدى ذلك إلى الإضرار بمصالح المواطن المصري، حيث ستزيد المعاناة خاصة فى الازدحام بالطرق.
وحلّت الإمارات بالمركز الثانى عالمياً من حيث عدد اتفاقيات الأجواء المفتوحة، وفقاً لتقارير منظمة الطيران المدنى الدولى، إذ ترتبط حالياً مع 77 دولة، بإجمالى 299 اتفاقية للنقل الجوى منها 229 اتفاقية فتح أجواء.
ومن جانبه، قال محمد الشريف رئيس سلطة الطيران المدني، إن الأجواء المفتوحة هى سياسة يريد تطبيقها الاتحاد الأوروبى لتحقيق مصالح الدولة، وأشار إلى أن الدول العربية التى طبقتها كليا أفلست شركاتها الوطنية نظرا للمنافسة العالمية مع شركات طيران كبرى.
وأعطى رئيس السلطة مثلاً بالخطوط المغربية التى حققت خسائر فادحة منذ تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة بالدولة.
وتظهر دراسات حديثة صادرة عن منظمة الطيران المدنى أن مطار محمد الخامس يحتل المرتبة الأولى بمنطقة غرب أفريقيا والثالثة على الصعيد الدولى على مستوى نقل المسافرين بين أفريقيا وأوروبا، وأصبحت المغرب فى موقع تنافسى مهم بالمقارنة مع منافسيها وذلك بفضل تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة.
وأكد الشريف أن العالم يتجه الآن إلى الاتفاقيات الثنائية ثم إلى اتفاقيات التحالفات والتكتلات العالمية لتحقيق مصالح مشتركة.
وقال يسرى عبدالوهاب، نائب رئيس اتحاد الطيران الخاص إن السماح لجميع شركات الطيران بتسيير رحلاتها من وإلى مطار القاهرة الذى تحتكره مصر للطيران فقط سوف يؤدى إلى انخفاض أسعار الطيران للمواطن المصرى إلى جميع دول العالم ومنها رحلات الحج والعمرة.