السعوديـة تصدر 10 ملايين برميل يومياً بقيمة مليــار دولار
قد تكون الولايات المتحدة غارقة فى البترول ولكن العالم مازال يعتمد على المملكة العربية السعودية، وفى الواقع تضخ السعودية المزيد من خام البترول أكثر من أى وقت مضى منذ سبعينيات القرن الماضي، وفى الوقت ذاته، فقد سجل إنتاج البترول فى الكويت والامارات العربية المتحدة مستويات قياسية مرتفعة.
تعكس هذه الارقام اتجاها خطيرا فى سوق البترول العالمى الا انه تم التغاضى عنه بسهولة، فبالرغم من ثورة البترول الصخرى فى الولايات المتحدة، أصبح العالم أكثر اعتمادا على عدد قليل من منتجى البترول فى الخليج لسد نقص الامدادات فى الاماكن الاخري.
قال جان ستيوارت، رئيس قسم ابحاث سلع الطاقة فى كريدى سويس، مهما يحدث فى الولايات المتحدة ستظل دول الخليج مهمة جدا بالنسبة لتجارة البترول العالمية.
وقد ادى تعطل الامدادات من ليبيا إلى تلك القفزة الهائلة فى إنتاج البترول بدول الخليج حيث خفضت اضرابات العمال واعمال العنف التى قامت بها المليشيات الصادرات من نحو مليون برميل يوميا إلى قطرات من البترول تقريبا.
وقد ردت السعودية عن طريق زيادة إنتاجها من البترول إلى 10.02 مليون برميل يوميا فى اغسطس، وذلك وفقا الوكالة الطاقة الدولية والتى تعد الاعلى فى بيانات الوكالة، وتجنى البلاد الان أكثر من مليار دولار يوميا من عائدات الصادرات.
كما سجلت الكويت والامارات العربية المتحدة ارقاما قياسية فى إنتاج البترول هذا الصيف وصلت إلى 2.8 مليون برميل يوميا.
يبدو ان الاعتماد على الخليج متناميا، فقد زادت هذه الدول إنتاجها ايضا العام الماضى عنما قلصت العقوبات المفروضة على ايران الصادرات الايرانية بنحو مليون برميل يوميا، وعندما تم اغلاق قطاع البترول فى ليبيا اثناء الحرب الاهلية عام 2011 زادت السعودية من إنتاجها ايضا.
السؤال الذى يشغل الدول المستهلكة مثل الولايات المتحدة، اكبر مستورد للبترول فى العالم، والهند والصين هو ما اذا كانت دول الخليج لديها سعة إنتاجية اضافية تمكنها من الحفاظ على الضخ بهذه المستويات ام ان زيادة الإنتاج يجب ان يتوقف.
وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية فانه حتى مع مستويات الإنتاج الحالية مازالت السعودية لديها أكثر من 2 مليون برميل يوميا من سعتها الإنتاجيه الاضافية.
ولكن يبدو ان هذا تطلب تحولا دقيقا فى السياسة، حيث كانت تعتزم الرياض ارسال إنتاج حقل مانيفا البحرى القادر على إنتاج 900 الف برميل يوميا إلى مصفاة تكرير البترول المحلية، الامر الذى من شأنه ان يقلل من البترول المتاح فى السوق العالمى الا ان وكالة الطاقة الدولية تعتقد ان هذا الامر لم يحدث.
قد رفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها للسعة الإنتاجية السعودية إلى أكثر من 500 الف برميل يوميا هذا العام لتصل إلى 12.5 مليون برميل يوميا، مما يمنح السوق بعض الحماية ويشير إلى امل وكالة الطاقة الدولية فى ان تخف حدة نقص الامدادات الذى يعانيه سوق البترول خلال الاشهر القليلة المقبلة.
وقد تراجع إنتاج دول الاوبك غير الخليجية منذ عام 2008 بالرغم من ازدياد الطلب على البترول، وعواقب ذلك بالنسبة للاقتصاد العالمى مهمة حيث تعد السعودية وحدها اكبر دولة مصدره للبترول للعديد من الدول المستورده الكبرى بما فى ذلك الصين.