بقلم: سيمون كير
تستعد قطر تحت حكم أميرها الجديد لاتباع نهج أكثر توافقى فى سياستها الخارجية بعدما أثارت حفيظة بعض جيرانها بسبب دعمها للرئيس المصرى السابق محمد مرسى ودعمها للمتمردين فى سوريا.
وانفقت قطر ما يعادل 3 مليارات دولار على مدار العامين الماضيين لدعم حركة التمرد فى سوريا وكانت اكبر مانح للمعارضة السياسية التى تسعى للحصول على اعتراف عالمي، ومع ذلك فإن دعمها للجماعات الإسلامية فى العالم العربى بما فى ذلك الإخوان المسلمين فى مصر قد وضعها فى صراع مع جيرانها.
وبعدما تضايقت من الانقلاب الذى أطاح بمرسي، تعيد حكومة قطر الجديدة التى تشكلت فى يوليو عندما تنازل الأمير عن السلطة لابنه الشيخ تميم بن حمد آل ثان التفكير فى دورها فى السياسة الإقليمية.
وتسلط الضوء على البرود الذى ساد العلاقة بين النظام الجديد فى مصر وبين قطر أوائل هذا الشهر عندما أعادت القاهرة مليارى دولار إلى الدولة الخليجية التى كانت قد أودعتها فى البنك المركزى بعدما فشلت المحادثات لتحويلها لسندات لأجل 3 سنوات.
وأصبح التوتر فى العلاقة واضحا خلال زيارة وزير الخارجية القطرى خالد العطية إلى مصر فى أغسطس فى محاولة للتوسط بين الجيش والإخوان المسلمين ولكن لم يتلق معاملة لائقة.
ويتشكك الكثيرون ومن بينهم السعودية والإمارات الداعمتين للجيش المصرى فى الروابط الطويلة بين قطر والإخوان المسلمين مشيرين إلى توفيرهم ملاذاً للشيخ يوسف القرضاوى وتمويل قناة الجزيرة الموالية للإخوان المسلمين.
ومن جانبهم، أكد المسئولون فى الدوحة أن دعمهم للإخوان المسلمين كان طريقة لاستيعاب ظهور الإسلاميين فى المنطقة.
ويحاول المحللون والدبلوماسيون التقليل من أهمية فكرة أن قطر سوف تنزلق إلى العزلة تحت حكم الأمير الجديد خاصة فيما يتعلق بموقفها من سوريا، ويقول الدبلوماسيون إن نهج الدوحة سيكون أكثر تصالحيا فى إطار الأهداف المشتركة لدول الخليج.
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين إن القيادة الجديدة سوف تمارس نفس السياسة ولكن بمشاركة اكثر نضوجا.
وكان للشيخ تميم بعض المشاركات الخارجية قبل صعوده على العرش، فقد نظم توريد الأسلحة لحلفاء قطر من المتمردين فى سوريا، وباعتباره الامير حاليا قد يكون وكل هذه المهمة لغيره ولكن خبرته الشخصية فى هذا الأمر سوف تسود.
وانتقلت العلاقة السعودية الحرجة إلى الأمير البالغ 33 عاما والذى يقول عنه المطلعون إنه نجح خلال السنوات القليلة الماضية فى تهدئة بعض التوترات التقليدية بين الرياض والدوحة.
وقال أحد المسئولين الغربيين إن التغيير فى القيادة القطرية هو تغيير فى الأسلوب وليس الجوهر.
وإذا تغير شيء فى قطر، فهو تجدد شعورها باهدافها مع تصاعد الأزمة السورية، واتخذت الدوحة فى الشهور الأخيرة مقعدا خلفيا مفسحة المجال لجارتها الأكبر السعودية لتنظيم الهجمة التمردية ضد نظام الأسد فى سوريا.
وتقول مصادر المعارضة السعودية الآن أن السعوديين والإماراتيين يعملون بكد فى غرف العمليات فى تركيا والأردن لتنسيق حملات المتمردين.
كما وقف وزير الخارجية القطرى كتفا لكتف مع نظيره الامريكى جون كيري،، عندما حاول كسب الرأى العام لصالح تحرك عسكرى ضد نظام الأسد.
إعداد: رحمة عبدالعزيز
المصدر: الفاينانشيال تايمز