افتتحت الدكتورة مها الرباط، وزيرة الصحة والسكان في جمهورية مصر العربية؛ والدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة في حكومة الإمارات العربية المتحدة؛ ومحمد سيف السويدي، المدير العام لصندوق أبوظبى للتنمية بالإنابة؛ اليوم “مستشفى الشيخ زايد بمنطقة منشأة ناصر”، وذلك دعماً لجسور التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية وتأكيداً على العلاقات التاريخية الطيبة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين. وقام صندوق أبوظبى للتنمية بتمويل المشروع بتكلفة قدرها 250 مليون جنيه، بالإضافة إلى 20 مليون جنيه للمرافق.
وتم بناء “مستشفى الشيخ زايد” في منشأة ناصر لخدمة أهالي المنطقة من خلال تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية. ويكتسب هذا المشروع أهمية إضافية نظراً لكونه الوجهة الرئيسة للخدمات العلاجية والطبية في منشأة ناصر والذين يقارب عددهم 50 ألف نسمة. ويعد المستشفى جزءاً من حزمة مشاريع ومبادرات تبنتها دولة الإمارات ليكون لها أثر فعليّ وملموس على المجتمع المصري في مختلف القطاعات.
وتم تجهيز المستشفى بأحدث المعدات والتجهيزات الطبية والتي تشمل مختلف التخصصات وأحدث وسائل التشخيص، حيث يضم 150 سريراً، وقسماً للاستقبال والطوارئ و10 عيادات خارجية و5 غرف عمليات و12 سرير عناية مركزة و12 وحدة غسيل كلوي و12 حاضنة لحالات الولادة المبكرة، ويضم أيضاً أقسام معامل (مختبرات) وأشعة مقطعية، وأشعة عادية، وأقسام للأطفال والنساء والعلاج الطبيعى إضافة إلى بنك الدم. كما يشمل المشروع بناء سكن مجهز للأطباء وطاقم التمريض.
أقيم حفل الافتتاح بحضور معالى الدكتور زياد أحمد بهاء الدين؛ نائب رئيس الوزراء للشئون الإقتصادية ووزير التعاون الدولى، والسيد المهندس إبراهيم محلب؛ وزير الإسكان والمرافق، ومعالي محمد بن نخيرة الظاهري، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية؛ واللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية؛ والسيد الدكتور جلال مصطفى سعيد، محافظ القاهرة، والسيد اللواء أحمد عبد الحليم، مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة؛ ولفيف من كبار الشخصيات البارزة بالدولة، وعدد من ممثلي أبرز وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، حيث أعقب الافتتاح مؤتمر صحفي سلط الضوء على العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع البلدين الشقيقين.
وصرح الدكتور/ زياد بهاء الدين بأن افتتاح المستشفى يأتى فى إطار برنامج التعاون بين حكومتى مصر والإمارات لدعم البرنامج الإنمائى لمصر، والذى يأتى فى إطار البرنامج الحكومى لتنشيط الاقتصاد وزيادة الإنفاق الاستثمارى العام ورفع مستوى معيشة المواطنين، وأن مصر تقدر لحكومة الإمارات وشعبها حرصهم على دعم الخطة الحكومية لمصر والاستجابة للمتطلبات الملحة والحقيقية للشعب المصرى.
وبهذه المناسبة، صرح معالى الدكتور سلطان أحمد الجابر: “تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة علاقات تاريخية وثيقة مع جمهورية مصر العربية تقوم على المحبة والمودة ومبادئ الأخوّة والاحترام المتبادل، حيث أرسى ركائزها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ عام 1971 وعمل دوماً على تنميتها ودعمها. وتستمر هذه الروابط الوثيقة بين بلدينا وشعبينا الشقيقين بالنمو والتطور في ظل التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، حيث تؤمن قيادتنا الرشيدة بدور مصر الحيوي والهام، وأن أمنها واستقرارها يعد عاملاً أساسياً لأمن واستقرار المنطقة العربية ككل، لأن مصر القوية تشكل دعماً كبيراً للعالم العربي، وستبقى دولة الإمارات دوماً تساند مصر وشعبها الشقيق لتوطيد الاستقرار والأمن وتحقيق النمو والازدهار، ومواصلة طريق البناء والتقدم المستدام لتعود مصر وتمارس دورها المهم إقليمياً ودولياً”.
وأضاف: “يسرنا أن نشارك أشقائنا في مصر اليوم الاحتفال بافتتاح مستشفى الشيخ زايد ومنشأة ناصر، حيث قام “صندوق أبوظبي للتنمية” بتنفيذ هذا المشروع تماشياً مع توجيهات قيادتنا الرشيدة بدعم شعب مصر الكريم باستمرار وفي كافة الأوقات وبأن نقرن الأقوال بالأفعال، وذلك تجسيداً للعلاقة الاستراتيجية العميقة بين بلدينا. ويعكس هذا المشروع صورة حيّة لعمق الترابط والتلاحم بيننا، فضلاً عن أنه يسهم في توفير خدمات حيوية للمجتمع المصري. وأود الإشارة إلى أن العمل جارٍ بوتيرة مكثفة من أجل القيام بمجموعة من المشروعات الأخرى في مختلف القطاعات والتى تشكل استمراراً لمسيرة التعاون بيننا والتي ستنعكس بشكل إيجابى على حياة المجتمع المصري، والتي تشمل مشاريع البنية التحتية في مجموعة كبيرة من القرى، وإنشاء وحدات لخدمات الرعاية الصحية الأساسية، وخطوط لإنتاج أمصال اللقاحات، وبناء مدارس في القرى والمناطق النائية، وبناء صوامع لتخزين القمح والحبوب لتعزيز الأمن الغذائي في مصر، وبناء مجموعة كبيرة من الوحدات السكنية، وتوفير باصات للنقل العام، وبرامج تدريب مهني للعمالة الصناعية، ومجموعة من المشاريع لدعم مؤسسة الأزهر، والعديد غيرها من المشاريع في مختلف القطاعات، بما فيها الدعم في مجال الوقود والمحروقات”.
وأعربت الدكتورة مها الرباط، وزيرة الصحة والسكان، عن تقديرها وشكرها العميق لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً لهذه الجهود التى توجت اليوم بافتتاح مستشفى الشيخ زايد. وقالت: عندما يُذكر اسم دولة الإمارات في مصر يكون مصحوباً دوماً بعاطفة عفوية وصادقة تعكس عمق المودة التي تربط الشعبين منذ عقود طويلة. ونتطلع أن تنعكس هذه الجهود الدؤوبة والتفاني الذي بذلته كافة الجهات المسؤولة عن مشروع مستشفى الشيخ زايد في إحداث تطور كبير وملموس على قطاع الرعاية الصحية بمنطقة منشأة ناصر. ونؤكد أن وزارة الصحة والسكان تعكف على دراسة مجموعة من المشاريع الهادفة إلى الارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الصحية في مختلف محافظات ومناطق الجمهورية، لاسيما في الريف الذي يعد بحاجة ماسة إلى هذه الخدمات”.
ويأتـي تمويل هذا المشروع الحيوي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الإماراتية بتقديم الدعم المستمر لجمهورية مصر العربية حيث تم تخصيص منحة مالية تقدر بأكثر من 661 مليون درهم إماراتي، أي نحو 1240 مليون جنيه مصري، لتمويل مشروع منشأة ناصر التي تتضمن عدداً من المشاريع الحيوية لتسهم في تلبية تطلعات الشعب المصري والنهوض ببعض القطاعات الرئيسية وأهمها القطاع الصحي. وتم تخصيص جزء من المنحة بما يقارب 250 مليون جنيه مصري لإنشاء مستشفى الشيخ زايد والذي يعتبر صرحاً طبياً متميزاً من حيث تقديم الخدمات الطبية لأهالي منطقة منشأة ناصر والمناطق المحيطة بها.
وفي تعليق له عقب افتتاح المشروع، شدد سعادة محمد سيف السويدي، مدير صندوق أبوظبي للتنمية بالإنابة، على عمق العلاقات المصرية الإماراتية والتي يعود تاريخها لعهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما ترسخت هذه العلاقة الأخوية الوطيدة بين الدولتين في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات الذي يولي أهمية خاصة لتوطيد هذه العلاقات، والارتقاء بها بما يحقق مصالح البلدين من خلال تقديم كافة أنواع الدعم لمصر لخدمة خططها وأهدافها التنموية.
كما أفاد السويدي “بأننا في صندوق أبوظبي للتنمية نركز على دعم القطاعات الأساسية للنمو والتطور الاقتصادي للدول مثل: الزراعة، والكهرباء والمياه والطاقة المتجددة، والنقل والمواصلات، والصناعة والخدمات الإجتماعية والصحية والسكنية، وذلك لدورها الجوهري في الارتقاء بمستوى حياة الأفراد ودعم الاقتصاد المحلي للدول، كما ويعتبر تطوير القطاع الصحي بالغ الأهمية نظراً لارتباطه الوثيق بتنمية العنصر البشري والذي يعتبر حجر الأساس الأهم لأي تنمية اجتماعية واقتصادية.”
وأضاف مدير عام الصندوق “نحن على ثقة بأن المنحة المقدمة ساهمت بشكل فعال في دعم جهود الحكومة المصرية لتحقيق التنمية الشاملة التي تسعى إليها، وكلنا ثقة بأن هذه المشاريع ستلعب دوراً حيوياً في دعم الخطط التنموية الطموحة التي تنفذها الحكومة المصرية، كما ستساعد في تحقيق نقلة نوعيه في مسيرة التنمية الإجتماعية والإقتصادية في مصر”.
والجدير بالذكر بأن مشروع منشأة ناصر والذي عمل صندوق أبوظبي للتنمية على إدارته وتم تنفيذه وفق أحدث المواصفات، يهدف لدعم ومساندة الجهود الدؤوبة للحكومة المصرية للنهوض بالعملية التنموية وذلك من خلال التركيز على دعم مشاريع البنى التحتية التي تساهم في تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية.
ويعتبر مشروع منشأة ناصر من المشاريع الإستراتيجية الهامة، فإلى جانب مستشفى الشيخ زايد، يتضمن المشروع قرابة 8000 وحدة سكنية مع جميع ما يلزمها من مرافق ومباني خدمية، كما يشمل على مركز طبى، وثلاثة مساجد بسعة 300 مصلي، ومسجد سعة 800 مصلي، ودار مناسبات، ووحدتين صحيتين، وثلاثة دور حضانة، ومكتب بريد، ومبنى سجل مدنى ورقم قومى ومجمع محلات بسعة 78 محلاً، و10 أسواق تضم 133 محلاً، ومبنيين تعليميين تم تسليمهما لجهات الاختصاص، ومدرسة تعليم أساسى سعة 55 فصلاً بالأثاث والتجهيزات والمعامل، ومدرسة تعليم ثانوى صناعى سعة 30 فصلاً بالأثاث والتجهيزات والمعامل والورش. ويشمل المشروع أيضاً عدداً من مشاريع البنى التحتية كشبكة للصرف الصحي وشبكات كهرباء لتزويد الطاقة الكهربائية ومحطة مياه، وشبكات طرق حديثة مزودة بأعمدة الإنارة لضمان انسيابية حركة التنقل للسكان.
جدير بالذكر أن مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، كان ينظر إلى مصر باعتبارها قلب العالم العربي. واستمرت العلاقات الوطيدة بين البلدين الشقيقين بالنمو والإزدهار والتطور لتصل إلى مستويات ممتازة في مختلف المجالات، بما فيها الدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ويذكر التاريخ أن الشيخ زايد كان يوجه دوماً بدعم مصر من خلال مختلف المؤسسات والهيئات الإماراتية، بما فيها صندوق أبوظبي للتنمية. وتواصل هذه العلاقات الوطيدة نموها في ظل توجيهات قيادة الإمارات العربية المتحدة باستمرار العمل على كل ما يسهم في تعزيز اطمئنان واستقرار وازدهار الشعب المصري الكريم.
ويذكر أن نشاط صندوق أبوظبي للتنمية في جمهورية مصر العربية يعود لسنة 1974، حيث أدار الصندوق منذ ذلك الحين منحاً وقروضاً بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 3.3 مليار درهم، أي نحو6192 مليون جنيه مصري، خصصت لتمويل 17 مشروعاً تنموياً ركزت معظمها على أكثر وأهم القطاعات تأثيراً على تحفيز عملية التنمية في مصر.