أكد الاعلامي وأستاذ العلوم السياسية الدكتور معتز عبد الفتاح عبر برنامج ” بإختصار الذي يقدمه على فضائية المحور أن إنتخاب الرئيس مرسي من قبل كثير من الفئات والحركات الثورية جاء لايمانها بمبدأ أن الديموقراطية لها مبدأ إعتدالي ويقلل من التطرف والارهاب الذي قد ينجم عن التهميش وأن من ظلم لن يظلم أبداً وأن من دخل السجن لن يسجن الاخرين .
وتابع قائلاً ” ماحدث من قبل الاخوان خلال فترة حكمهم ومابعدها يشبه ماوصفه بالحالة الفيسوانية معتبراً أن آخر مشاهد فيلم «العار» حينما جسد شخصيته الفنان نور الشريف، أن الصفائح التى توجد بها «البضاعة» قد ذابت من قاعها، فينزل إلى الملاحات ليصرخ: «شقا عمرى، شقا عمرى ضاع». فيقول له «الفيسوانى»، وهو تاجر الحشيش الذى جاء لشراء البضاعة: «مش عيب ابن الحاج عبدالتواب ما يعرفش أصول التخزين». فيرد عليه أحد صبيانه: «التخزين كان من اختصاص الدفاس وأبودهشوم» وهذان كانا قد ماتا فى حادثة سيارة فى بداية الفيلم”.
وتابع قائلاً أن الاخوان أثبتوا للجميع أنهم فشلة كرؤساء موجودين في سدة الحكم وفشلة كمعارضة فالاول كان ينقصهم الخبرة وفي الدور الثاني كمعارضة هم يطبقون مبدأ ” يانحكمكم يانحرقكم ” وأعتقد أن هذه التجربة سببت لهم خسارة فادحة ناجمة عن هذا التقصير ليس ذلك فقط بل يتجهون الان إلى العنف اللممنهج ومايواكبه من تحركات نحو الدولة بالبطش تجاه هذا السلوك سواء من قبل الداخلية أو العدل أو الجيش وهو نتيجة لما يحدث .
وتابع قائلاً ” أعتقد أننا نسير في إتجاه ديموقراطي وإذا صح مساره ونجمت عنه دولة ديموقراطية ستكون بحسب وصفه خالية من الاخوان ”
وقال أن ثمة خمسة نماذج في مختلف العالم حكمت الحركات التي لاتتسم بكونها حزب سياسي في بقاع عدة من العالم ونجم عنها فرض سلوك معين من الدولة تجاهاها وكذلك شكل معين لهذه الحركات وهي الاستيعاب الديموقراطي كما حدث في التجربة التركية التي فرضت عدم إستخدام شعار الدين وأن ينخرط الجميع في قواعد اللعبة الديموقراطية وكان في المقابل رد فعل من جانب الجماعة حيث تحولت إلى حزب مدني ديموقراطي بقواعد ديموقراطية لكن هذه التجربة فشلت في مصر فقد رفضت الجماعة إلا أن تكون جماعة وفي نفس الوقت حزباً سياسياً دون أن تكون هناك شفاافية في مصادر التمويل وغيرها .
وتابع قائلاً أن ثمة تجربة طبقت في المغرب والاردن والكويت والبحرين من خلال الاستيعاب القانوني من خلال الاعتراف بالهيكل القانوني لكن في ذات الوقت يكون هناك تحجيم سياسي من خلال الاتفاق على حصص برلمانية أو وزارية أو غيرها لكن لايتدخل في شكل الدولة كونها ملكية أو غيرها والبديل خلاف ذلك كان الحرب الاهلية ولم يحدث وفي المقابل قبلت هذه الجماعات أن تكون دعوية خيرية تربوية .
وساق عبد الفتاح النموذج الثالث وهو مأسماه الاستئصال والاستبداد وهو ماساد في عهد عبدالناصر وسوريا وتونس حيث كان الادعاء بأن هذا الفصيل يتحدث عن الاسلام له ثلاثة بدائل إما المنفى أو السجن أو القبر وقد نجم عنه أن تكون جماعة ضغط سرية دائمة .
واشار إلى سيادة نموذج معين في عهد الحقبة المباركية وهي التحجيم مع الاستبداد وقال أن مبارك لم يجد خياراً بعد أن أعطةى السادات لهم بعض المساحة وقد كانو تكاثروا وإنتشروا سوى إعطائهم بعض الحرية دون سقف محدد لايمكن تجاوزه بأي حال من الاحوال لكن المقارنة بينها وبين تجربة المغرب أن الاولى كانت واضحة ومكتوبة لكن الثانية كانت مبعثرة وغير واضحة وأدت في النهاية إلى التضييق على الجميع .
وأشار إلى أن النموذج الخامس هو الاقرب الان لما يحدث وهو ماشهدته ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية ولايجب بحسبه تشبيه الاخوان بالنازيين لكن على اية حال هو المسار ” الاسئصال الديموقراطي ” وهو مايحول الجماعات ذات الشكل والصبغة إلى جماعة سرية ضد الشرعية بإستمرار معتبراً أنه يخشى من هذا المشار أن تتحول الجماعة إلى حرب ضد الدولة باذرعها جيش وشرطة وغيرها وضد المجتمع وماقدي نجم عنه خسارة أخلاقية وإجتماعية وأصبحت خسارة الدولة ليست رئاسة فقط وشورى بل وخسارة إجتماعية وأخلاقية وبالتالي أصبح تحريم الجماعة أصعب من الحل والحظر.