أكد خبراء ضرورة تأمين دور العبادة من كنائس ومساجد ضد أخطار الحريق أو تعرض محتوياتها للسرقة من خلال وثيقة العنف السياسى التى أصدرتها الشركات مؤخرا فور أحداث الخامس والعشرين من يناير.
واستبعد مسئولو القطاع وجود وثيقة منفصلة بدور العبادة، معولين على الجهات الحكومية فى توفير تلك التغطيات بصورة اجبارية، اضافة إلى وثيقة لتأمين المسئوليات تجاه رواد تلك الأماكن لحمايتهم من أى أحداث عنف أو شغب.
قال وليد سيد مصطفى، الخبير الاستشارى وعضو اللجنه العامة لتأمين الحريق بالاتحاد المصرى للتأمين، ان الاضطرابات الأمنية والسياسية التى شهدتها المحافظات خلال العامين السابقين دفعت العديد من الكنائس للتأمين ضد اخطار الحريق وليس ضد العنف السياسى الذى يتضمن تغطية خطرى الارهاب والتخريب.
واستبعد وليد مصطفى أن تكون هناك وثيقة منفصلة للتأمين على دور العبادة نتيجة تزايد معدلات الخطر فى ظل الأوضاع السياسية الحالية والتوقعات باستمرارها، وهو ما يدفع معيدى التأمين إلى التحفظ فى قبول مثل هذه الاخطار ووضع الشروط والأسعار والتحملات المناسبة لتك النوعية من التغطيات.
أشار إلى أهمية وثيقة العنف السياسى لحماية دور العبادة على الأقل فى الوقت الراهن ضد جميع الخطار، خاصة أن بعضها ذو طبيعة وقيمة أثرية كبير.
قال رضا فتحى، مدير الشئون الفنية بشركة آروب للتأمينات العامة والممتلكات، إن التأمين على دور العبادة مثل المنشآت العامة، وهناك الكثير منها مؤمن عليه ضد أخطار عدة مثل الحريق والسطو والشغب وغيرها من الأخطار المحتملة.
وأضاف أن غالبية دور العبادة الملحقة بالمناطق الصناعية والشركات والكثير من الكنائس مؤمن عليها بالشركات العاملة بالسوق.
وأوضح فتحى أن أسعار التغطية لدور العبادة ضد بعض الاخطار زهيدة نظرا لتوقع حدوثها، كما ان السوق ليس بحاجة لاصدار وثائق خاصة بدور العبادة حيث يتوافر بالسوق وثائق متعددة تغطى الاخطار.
ولفت فتحى إلى أن شركات التأمين لايمكنها أن تجزم بالتصنيف الخاص بالأحداث التى مرت بحق بعض الكنائس فى الفترة التى أعقبت عزل الرئيس مرسى، حيث تصنف تلك الاحداث بناء على نتائج التحقيقات والمعاينات الرسمية التى توضح سبب الحادث.
وتابع أنه بناء على تلك التحقيقات الرسمية وبالنظر لشروط الوثائق التى تغطى تلك المنشآت، يحدد ما اذا كانت الاضرار التى لحقت بها مغطاة أم لا.
قال أشرف عدلى، مدير عام التسيويق بشركة إسكان للتأمين، إن المعتاد دائما مساهمة المواطنين فى بناء دور العبادة وبالتالى لا يتوقع أى خطر من أى جهة أخرى لاحترام المصريين على مر العصور أصحاب الاتجاهات والمذاهب المختلفة.
أضاف أن وجهة النظر التأمينية تحتم ان تشمل وثيقة الحريق تغطية اخطار الشغب والاضطرابات التى تنامت بعد ثورة الـ25 من يناير.
أشار أحمد نجيب، العضو المنتدب لشركة بروميس للوساطة، إلى ضرورة اصدار الجهات الحكومية قرارا لتأمين دور العبادة سواء مساجد أو كنائس ضد الأخطار التى قد تتعرض لها خاصة بعد الأحداث الأخيرة.
أضاف أن التأمين على دور العبادة أصبح ذا أهمية خاصة مع ارتفاع القيمة الأثرية والتاريخية لبعض الكنائس والمساجد، اضافة لتأمين المقتنيات الموجود ة داخلها ضد أخطار السرقة.
أضاف أن تأمين دور العبادة ضرورى بصرف النظر عن وجود وثيقة منفصلة أو عامة، طالما كانت الأخطار مغطاة ويبقى الرهان على قرار حكومى باتخاذ خطوة ايجابية فى هذا الاتجاه.
أوضح ان الحادث الأخير بكنيسة الوراق بالجيزة يدفع كذلك إلى ضرورة وثيقة تأمين مسئوليات لدور العبادة، خاصة مع اقامة حفلات الزفاف داخل الكنائس وبعض القاعات الملحقة بالمساجد لحمايته ضد أى أعمال عنف أوارهاب.
كان عدد من المساجد والكنائس قد تعرضت للحريق خلال الأحداث الأخيرة منها الحريق الذى شب بمسجد رابعة العدوية وبعض الخسائر التى لحقت بمسجد الفتح برمسيس وحرق 3 كنائس بمدينة ملوى بمحافظة المنيا، بالاضافة إلى مدرسة الراعى الصالح عقب فض اعتصامى النهضة ورابعة منتصف أغسطس الماضى، كما تعرضت كنيسة العذراء بالوراق لعمل ارهابى الأسبوع الماضى.