المعارض الدولية تقدم %15 من إيرادات الوزارة و50 مليون دولار حصيلة سنوية
يبلغ دخل وزارة الآثار من المشاركة فى المعارض الدولية %15 من إجمالى الدخل الوارد من المواقع الآثرية بمصر، بمتوسط 50 مليون دولار سنوياً.
قال خالد عبد الهادى، عضو القطاع الهندسى بالمجلس الأعلى للآثار المصرية سابقاً، إن دخل الآثار من المشاركة فى المعارض الدولية يمثل نحو %15 من إجمالى الدخل الوارد من المتاحف والمواقع الأثرية بمصر.
وأوضح أن مشاركة الآثار المصرية فى المعارض الدولية تعد بمثابة دعاية للمقصد المصرى، إلى جانب التحفيز على زيارة مصر لمشاهدة الأثر على الطبيعة.
وأشار إلى انخفاض حركة التوافد الأجنبى لمصر بشكل كبير خلال الثلاثة أعوام الماضية التى تلت ثورة يناير، ما يتطلب التفكير خارج الصندوق لتعويض انخفاض الدخل.
وأضاف أن تلك المشاركات تدر دخلاً كبيراً، مشيراً إلى معرض مقتنيات «توت عنخ آمون» الأخير الذى أقيم بالولايات المتحدة الأمريكية لمدة تتجاوز ثلاثة أعوام متتالية.
وكانت المشاركة استضافة كل ولاية لـ «توت عنخ آمون» مقابل 50 مليون دولار عن كل 6 أشهر، فى حين أن إيرادات المتحف المصرى فى وقت الذروة لم تتجاوز 2 مليون دولار شهرياً.
وأوضح أن الفائدة من المشاركة فى المعارض الدولية لا تتوقف عند جنى الايرادات، لكنها تفيد فى تثقيف الأثريين والعمل على إكسابهم خبرات فى المجال الأثرى من الدول الأخرى.
وطالب عبد الهادى وزارة الآثار بأن تطالب بحقها فى الحصول على نسبة من الإيرادات الخاصة بالموروثات الثقافية والمعروضات الأثرية الموجودة بالمتاحف الدولية.
وذكر أن متحف «متروبوليتين» بنيويورك يضم 33 ألف قطعة آثار مصرية بشكل مستديم، كما يضم متحف «اللوفر» بباريس 15 ألف قطعة أثرية، فى حين أن هناك 90 مسلة فرعونية خارج مصر من أصل 119 مسلة.
وأوضح أن جميع القطع المعروضة دولياً خرجت بطرق رسمية لذا من الصعب استعادتها مرة أخرى، حيث كانت جميع بعثات التنقيب الأجنبية قديماً تحصل على %50 من إجمالى الآثار المكتشفة، كما أن تجارة الآثار لم يتم تجريمها إلا عام 1952.
ومن جهته، أبدى الدكتور أحمد سعيد، بكلية الآثار جامعة القاهرة، ترحيبه بإقامة معارض للآثار المصرية فى مختلف الدول سواء الأجنبية أو العربية.
وأرجع ضرورة مشاركتنا فى تلك المعارض لسببين، أولهما توفير دخل بالعملة الصعبة يمكن استغلاله فى صيانة وترميم الآثار، حيث يصل متوسط إيرادات المعرض الواحد خلال أشهر إلى مليون دولار، وثانياً يعد خروج القطع الآثرية المصرية بمثابة سفير ودعاية للبلاد بالخارج.
ونفى سعيد وجود خطورة على القطع الأثرية بأى حال من الأحوال جراء مشاركتها فى المعارض الدولية، حيث ترافقها بعثة مرافقة مكونة من عدة أثريين ومرممين فضلاً عن وجود بصمة إلكترونية لكل قطعة لضمان عدم سرقتها أو تزويرها وإن كان من الصعب حدوث ذلك.
وأضاف أن أغلب الطلبات تأتى من قبل كبرى المعاهد والجامعات العالمية، وهى المسئولة عن عملية نقل القطع وتأمينها، من خلال الاتفاق مع شركات تأمين معروفة عالمياً.
وأشار إلى أن هناك آلاف القطع الأثرية المصرية معروضة فى متاحف بمختلف الدول الأوروبية بصفة دائمة، نتيجة حصول البعثات الأجنبية على نسبة من الآثار مقابل مساعدتنا فى التنقيب ولكن تم إلغاء تلك الاتفاقية منذ عام 1978.
وأضاف أن هناك العديد من القطع الأثرية خرجت بشكل رسمى من خلال تقديمها كهدايا لرؤساء الدول من قبل الحكام المصريين منذ حقبة محمد على وحتى حكم الملك فاروق.
من جانبه، اعتبر سمير الشيخ، مدير عام الآثار الإسلامية، أن إقامة معارض للآثار المصرية خارجياً فكرة جيدة، خاصة فى ظل الظروف الحالية التى تمر بها الوزارة وتعانى فيها انخفاض الايرادات.
وأوضح أن تلك المعارض تعوض انخفاض الدخل جراء ضعف حركة السياحة الوافدة لمصر، من خلال نقل جزء من الآثار إلى الخارج.
وأضاف أن هناك قوانين يتم اتباعها فى عملية مشاركة الآثار دولياً، تشمل عدم مشاركة القطع الفريدة والنادرة أو تلك التى قد تتعرض للكسر بسهولة.
وأوضح أن الجهة المستضيفة هى التى تتحمل تكاليف التأمين وعملية النقل بجانب تكلفة تذاكر الطيران والإقامة للبعثة المصرية المرافقة.
يذكر أن محمد عبد العزيز، مدير مكتب وزير الدولة لشئون الآثار، قال فى تصريح لـ«البورصة» إن مشاركة الوزارة بقطع أثرية بمعارض بالخارج تجنى دخلاً كبيراً، مضيفاً أن فترة المعرض الواحد تتراوح بين 3 أشهر وعام وفى بعض الأحيان يتم تجديد المدة، ويبلغ متوسط الإيرادات من كل معرض 10 ملايين دولار خلال العام.
وبحسب مدير مكتب الوزير لشئون الآثار، تشارك مصر فى أكثر من 5 معارض دولية على مدار العام تدر إيرادات بنحو 50 مليون دولار سنوياً، أغلبها فى أمريكا، إيطاليا، سويسرا، اليابان وألمانيا، لكن المشاركة بالمعارض الدولية متوقفة منذ العام الماضى بسبب توتر الأوضاع السياسية.
وقال: إن الوزارة تلقت طلبات مؤخراً للمشاركة فى معرضين أحدهما باليابان والآخر بإيطاليا بحلول عام 2014، مضيفاً أن هناك مساعى للمشاركة كذلك فى معارض بالدول العربية من ضمنها البحرين والإمارات.