دفعت الاستثمارات الحكومية من سنغافورة وماليزيا قيمة الاستحواذات القادمة من جنوب شرق آسيا إلى أوروبا والامريكيتين لأعلى مستوى على الإطلاق منذ الأزمة المالية العالمية.
وقالت شركة «ديلوجيك» للبيانات إن قيمة عمليات الاندماج والاستحواذ من المنطقة ارتفعت بنسبة %20 حتى الآن هذا العام لتصل إلى 26.1 مليار دولار مقارنة بـ 21.7 مليار دولار فى نفس الفترة العام الماضي.
وهذا الرقم ليس بعيداً عن أعلى مستوى وصلت إليه الصفقات من المنطقة فى 2007 عندما بلغت 29.9 مليار دولار قبل أن يتوقف النشاط تماما جراء الأزمة المالية.
ويشير ظهور شركة «تيماسيك» الحكومية للاستثمار، وكذلك صندوق الثروة السيادى الحكومى «جى آى سى برايفت»، إلى اندفاع تلك المؤسسات الغنية بالنقدية إلى توسيع محافظها الاستثمارية العالمية.
وكشفت بيانات «ديلوجيك» عن مخططات استحواذ «تيماسيك» على حصة بنسبة %20 فى ذراع شركة «أوفير إنرجي» المدرجة فى بورصة لندن والعاملة فى استكشاف الغازل الطبيعى فى تنزانيا.
كان أكبر صندوق معاشات ماليزى قد جذب الانتباه أوائل هذا العام عندما استحوذ هو واتحاد شركات ماليزية على محطة الطاقة «باترسي» والأرض المحيطة بها فى لندن مقابل 400 مليون دولار.
وقالت فيكتوريا باربري، مديرة فى مركز الثروة السيادية للمؤسسات الاستثمارية فى لندن، لصحيفة الفاينانشيال تايمز، من الواضح أن صناديق المعاشات الكبيرة تلك تسعى إلى تنويع محفظتها الاستثمارية، أما بالنسبة لحالة «تيماسيك» فيبدو أنها قررت التركيز على الأسواق المتقدمة.
وتمت أكبر عشر صفقات عالمية فى قطاعات البترول والغاز والكيماويات العقارات. وتشمل بعض الاستثمارات، استحواذ «جى آى سي» على مجموعة الفنادق الأمريكية «ريزورت جولف كورس» بقيمة 1.5 مليار دولار بما فى ذلك ديونها، كما استحوذت «تيماسيك» على حصة بنسبة %5 فى مجموعة البترول الأسبانية «رسبول».
وقالت تاى إى تشينج، رئيس الاندماجات والاستحواذات فى جنوب شرق آسيا فى «جى بى مورجان»، رغم إن معظم الصفقات اشتملت على مؤسسات استثمارية فى جانب المشتري، فإن بعض الشركات أيضا سعت للقيام بصفقات خارج سوقها المحلي.
وعدد من أكبر هذه الشركات مدرجة فى البورصة وتديرها عائلات مثل «أسترا انترناشيونال» و«يو تى إل» الماليزية التى تمتلك فنادق وشركات مرافق أخرى من بينها شركة «ويسيكس ووتر» فى لندن.
وأضافت تاى أن هذا النوع من الشركات طموح للغاية وبسعى للنمو إقليميا وعالميا، وهذا أمر ملموس خلال العام الماضى.